السبت 2023/02/11

آخر تحديث: 17:58 (بيروت)

إدلب:الجولاني يستغل كارثة الزلزال..للتجارة بآلام الضحايا

السبت 2023/02/11
إدلب:الجولاني يستغل كارثة الزلزال..للتجارة بآلام الضحايا
increase حجم الخط decrease
تعرّض زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لسيل من الانتقادات بسبب ظهوره المتكرر في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر شمال غرب سوريا، وترويجه للمهام والأعمال التي نفذتها لجنة الاستجابة الطارئة التي تزعمها فور تشكيلها بعد وقوع الزلزال بساعات قليلة، ومحاولته الظهور بمظهر القائد المنقذ الذي يشرف على عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا والإيواء وإغاثة العائلات المتضررة.

وبصفته رئيساً للجنة التي تضم ممثلين عن إدارة المناطق والمؤسسات التابعة لحكومة الإنقاذ، عقد الجولاني ليل الجمعة مؤتمراً صحافياً في إدلب، أعلن انتهاء المرحلة الأولى من عمليات الاستجابة الطارئة وبدء المرحلة الثانية.

وقال الجولاني: "نعلن انتهاء المرحلة الأولى من مراحل مواكبة تبعات الزلزال، وبلغ عدد العاملين خلال المرحلة الأولى 20 ألف عامل من كافة المؤسسات المدنية والأمنية والعسكرية، وأنشأنا خلال المرحلة الأولى أكثر من 40 مركزاً لإيواء المتضررين".

ووعد الجولاني بأن تتضمن المرحلة الثانية تأمين مساكن بديلة لمن فقد منزله في الزلزال، وتوعد التجار ومحتكري المواد الأساسية بالمحاسبة، وقال إنه أمر بصرف مساعدات نقدية وإغاثية عاجلة بقيمة تتجاوز 20 مليون ليرة تركية ليتم توزيعها على العائلات المتضررة. ودعا عائلات ضحايا الزلزال إلى رفع دعاوى قضائية ضد متعهدي الأبنية والتجمعات السكنية التي انهارت كليا. 

وبعد المؤتمر الصحافي، شرع الإعلام الرديف في تحرير الشام بالترويج لاعتقال متعهد بناء مشروع بسنية السكني الذي تهدم بالكامل قرب مدينة حارم غرب إدلب، والذي راح ضحيته المئات.

وبدا الجولاني دبلوماسياً في إجاباته على أسئلة الإعلاميين المتعلقة بتأخر المساعدات الدولية والعربية إلى مناطق شمال غرب سوريا، ولم يحمل تركيا أو أي طرف مسؤولية التأخير، ودعا في الوقت ذاته إلى دخول المساعدات خلال المرحلة الثانية من الاستجابة التي أطلقتها لجنته.

وما أثار سخط السلفيين المناهضين لتحرير الشام أكثر قول الجولاني أنه "في حال دخلت المساعدات عبر الخطوط قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري فإنها لن تحظى بالحماية والتأمين الكافيين، لذا من الأفضل دخولها عبر معبر باب الهوى"، بدلاً من رفضه للمقترح بشكل كلي باعتباره خطوة في طريق التطبيع مع النظام. وهو ما اعتبره السلفيون أن الجولاني مستعد للقبول بالمقترح في حال تعذر دخول المساعدات عبر تركيا.

وقال المنشق السابق عن تحرير الشام أبو يحيى الشامي على "تلغرام": "دخلت عشرات القوافل الإغاثية الأممية عبر معبر سراقب، واليوم نثبت هذا التصريح ليكون شاهداً ودليلاً على ما بعده، ألا تلاحظون أن الرقابة الشعبية لها دور في منع كثير من الجرائم بحق الثورة، ألا يوجد 10 من أهالي إدلب يخرجون إلى طريق سرمين سراقب يصرخون بصوتهم، نرفض دخول المساعدات من مناطق النظام، ويغلقون الطريق بالحجارة".

وكثّف الجولاني خلال الأيام القليلة الماضية ظهوره برفقة السلفي العراقي أبو ماريا القحطاني، وزار سلقين وأطمة وعدداً من المناطق المنكوبة، كما زار مراكز الإيواء والمشافي، وكانت جولته الأكثر استفزازاً للمعارضة تلك التي خصصها لمدينة جنديرس في ريف منطقة عفرين الخاضعة لسيطرة الفصائل، والتي زعم أنه أرسل إليها أكثر من 30 ألية ثقيلة لتشارك في عمليات إنقاذ وانتشال الضحايا.

وقال مصدر عسكري معارض ل"المدن"، إن "كارثة الزلزال جعلت الكل يفكر في هذا المصاب الجلل، وكيفية التخفيف من معاناة الناس، إلا قادة العار فكروا بتبييض صورتهم والتجارة بآلام الناس ودمائهم ومصائبهم. الجولاني يتفقد ويلتقط الصور بين أنقاض الأبنية التي انهارت على ساكنيها".

وأضاف أن "مزاعم الجولاني وفريقه في لجنة الاستجابة بخصوص إيواء ومساعدة آلاف الناجين غير حقيقية. هناك آلاف العائلات ما تزال منتشرة بين بساتين الزيتون والأراضي الزراعية وعلى جوانب الطرق في محيط البلدات والمدن المنكوبة كسلقين وحارم وسرمدا وأطمة وعزمارين والاتارب، عشرات الآلاف من دون مأوى، فعن أي استجابة يتحدث الجولاني".

وتابع: "يبدو أن هدف لجنته هو إظهاره كزعيم يمتلك مؤسسات ووزارات وقطاع واسع من العاملين القادرين على إدارة أكثر الأزمات تعقيداً، كل ذلك لينال ثقة مشغليه، ويستأثر بالحصة الأكبر من المساعدات القادمة، ويسرقها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها