الأربعاء 2023/02/01

آخر تحديث: 13:40 (بيروت)

الرقة:حملة أمنية للقوات الكردية..بحثاً عن بقايا تنظيم"داعش"

الأربعاء 2023/02/01
الرقة:حملة أمنية للقوات الكردية..بحثاً عن بقايا تنظيم"داعش"
increase حجم الخط decrease
نشرت وكالة "فرانس برس" تقريراً عن العملية الأمنية التي تقوم بها قوات الأمن الكردية في أحياء الرقة، بحثاً عن خلايا تنظيم الدولة الإسلامية الذي عاد ليهدّد الاستقرار في معقله السابق في سوريا

ونقلت الوكالة عن شاهد عيان يدعى يوسف ناصر (67 عاماً) أن القوات الكردية تقوم بتمشيط المنازل واحداً تلو الآخر، ويضيف: "من الطبيعي أن يخاف المرء على عائلته وأولاده وأصدقائه". ويوضح الناصر بينما يلازم منزله في حي شعبي على أطراف المدينة: "إذا عاد تنظيم داعش ستقع كارثة".

وأعلنت قوات سوريا الديموقراطية التي خاضت معارك شرسة ضد التنظيم المتطرف وتمكّنت من طرده من آخر معاقله عام 2019، أنها أحبطت نهاية العام الماضي هجوماً استهدف مقراً تابعاً لها يضم سجناً فيه المئات من عناصر التنظيم في مدينة الرقة شمال البلاد.  

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم الذي أودى في 25 كانون الأول/ديسمبر 2022 بحياة ستة عناصر من القوات الكردية. وقال إن اثنين من مقاتليه نفّذاه وتمكن أحدهما من الفرار.

ومنذ إعلانه "دولة الخلافة" وسيطرته على مناطق واسعة، شكلت الرقة المعقل الأبرز للتنظيم في سوريا وشهدت على فظاعات وإعدامات وحشية ونجح في بثّ الرعب فيها. وبعد معارك عنيفة خاضتها ضده، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية بدعم أميركي، من طرد التنظيم منها في تشرين الأول/أكتوبر 2017.

لكن رغم خسارة أبرز معاقله تباعاً، يواصل التنظيم تبنّي هجمات من خلال خلاياه النائمة. وتمكن من إثارة الخوف مجدداً في نفوس سكان الرقة بعدما تسلّل اثنان من عناصره، في هجوم قال التنظيم إنه "في سياق الانتقام المتواصل لأسرى المسلمين" خصوصاً النساء المحتجزات في مخيمات في شمال شرق سوريا.

إثر الهجوم، أعلن مجلس الرقة المدني، التابع للإدارة الذاتية الكردية حالة طوارئ وحظراً للتجول في المدينة. وأطلقت قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الكردية (الأسايش) بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حملة يشارك فيها خمسة آلاف مقاتل.

وتتابع الوكالة بأن القلق يسيطر على السكان في الرقة الذين يلازمون منازلهم، استجابة لنداء عبر مكبرات الصوت يطلب منهم عدم التجول في أحيائهم أثناء تمشيطها، بينما ينتشر المئات من المقاتلين المدججين بأسلحتهم في المدينة وتجوب مدرعات في أنحائها.

وتشهد مداخل المدينة إجراءات أمنية مشددة مع انتشار حواجز يتولى عناصرها التفتيش والتدقيق في الهويات.

وبموجب الحملة الأمنية التي انطلقت في 25 كانون الثاني/يناير، أوقفت القوات الكردية 150 شخصاً مشتبه بهم العمل ضمن خلايا التنظيم، بينهم قياديون، وفق ما يوضح العميد علي الحسن من إدارة قوات الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا.

وتهدف الحملة إلى "السيطرة على نشاط خلايا داعش الإرهابية"، وفق الحسن الذي يتحدّث عن "تغيير في استراتيجية داعش، إذ انتقل من الهجوم الفردي الى الهجوم الجماعي الذي يستهدف مراكز تجمع مقاتليه المعتقلين لدينا ضمن السجون المركزية".

ويضيف: "يبدو وكأن هناك تخطيط كبير للسيطرة على السجون وإحداث بلبلة وفوضى أمنية. وبناء على هذه المعطيات أطلقنا الحملة".

ويُعد هجوم الرقة الأخير الأكبر ضد سجن منذ الهجوم الذي شنه العشرات من مقاتلي التنظيم على سجن غويران في مدينة الحسكة في كانون الثاني/يناير 2022، وأسفر عن مقتل المئات من الطرفين.

ويرى الحسن أن التنظيم المتطرف "يحاول إعادة هيكلة نفسه من خلال هذه العمليات".

وفيما يثني عدد من السكان على عمليات التمشيط، يرى البعض أنها غير كافية، بحسب الوكالة التي تنقل عن أحد السكان ويدعى أحمد الحمد (30 عاماً) خشيته من أن يعيش تجربة النزوح مجدداً في كل مرة يسمع فيها عن هجوم ينفذه عناصر التنظيم، ويرى أنه "مهما تم إطلاق الحملات الأمنية، لن يكون بإمكانهم سحب كل الأسلحة الموجودة".

ويقول الشاب الذي يقطن في حي الرميلة قرب سجن يضم عناصر من التنظيم لوكالة "فرانس برس": "نتخوف من وجود السجن المكتظ بعناصر التنظيم والمجرمين"، معتبراً أنه "يجب أن يكون في مكان يبعد أكثر من عشرة كيلومترات على الأقل عن المدينة".

ولا يخفي الحمد هواجسه. ويضيف بحسرة: "نتخوف من كل شيء لأننا لا نملك شيئاً: لا نمتلك مؤسسات ولا امكانيات مادية واقتصادية" في وقت يقترب النزاع الذي استنزف سوريا من دخول عامه الثاني عشر.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها