سوريا:ضربات ضد القواعد الأميركية تنطلق من مناطق قسد

لم تعُد الضربات بالمسيرات والصواريخ التي تستهدف قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن في الشرق السوري، تنطلق من مناطق انتشار الميليشيات المدعومة من إيران فقط، بل بعضها يتم تنفيذه من مناطق النفوذ الأميركي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حسب ما تؤكد مصادر ميدانية ل"المدن".

وأوضح مصدر موجود في ريف دير الزور الشرقي أن عدداً من الهجمات التي استهدفت قواعد التحالف من المحيط القريب للقواعد الأميركية، نفذتها خلايا تابعة للميليشيات الإيرانية، كانت الأخيرة قد أدخلتها إلى المنطقة أثناء فترة الاشتباكات التي اندلعت بين قسد والعشائر العربية (العكيدات) في آب/أغسطس 2023، بذريعة مساندة العشائر.

وأضاف المصدر ل"المدن"، أن مناطق الفصل بين سيطرة النظام وقسد، سهلة العبور، وهو ما سهّل المهمة على الميليشيات الإيرانية، معتبراً أن تغلغل الخلايا يساعد الميليشيات على توجيه ضربات خاطفة للقواعد الأميركية قد يصعب رصدها من قبل طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف.

ويؤكد المسؤول في شبكة "عين الفرات" المحلية أبو الوليد البوكمالي ل"المدن"، دقة المعلومات السابقة، ويقول إن الهجمات التي تستهدف قاعدتي كونيكو والعمر بريف دير الزور الشرقي يتم استهدافها من مناطق سيطرة النظام القريبة أي من مراط وخشام والميادين.

أما قاعدة الشدادي جنوب الحسكة، فجرى استهدافها بقذائف الهاون من المناطق المحيطة بها، أي من داخل المناطق التي تخضع لقسد والتحالف الدولي، وفق البوكمالي، الذي أكد أن "إيران أرسلت خلايا مكونة من عناصر محلية إلى مناطق قسد بعد أن دربتهم في مدينتي الميادين والبوكمال".

وبحسب المسؤول في الشبكة المحلية، فإن مهمة الخلايا لا تقتصر على ضرب القواعد الأميركية، وإنما تقوم بعمليات اغتيال، واستهداف الآليات التابعة لقسد والتحالف الدولي.

وكانت تقارير إخبارية قد كشفت في وقت سابق عن تقليص التحالف الدولي للدوريات العسكرية في مناطق قسد خشية تعرضها للدوريات، على خلفية التصعيد الذي تشهده المنطقة، منذ العدوان الإسرائيلي على غزة.

لكن من وجهة نظر القيادي في تيار المستقبل الكردي علي تمي، لا تحتاج الميليشيات الإيرانية إلى خلايا لتنفيذ أجنداتها في مناطق سيطرة قسد، على اعتبار أن التنسيق بين إيران وقيادات حزب العمال الكردستاني "شبه مُعلن".

ويضيف تمي ل"المدن"، أن التنسيق بين الجانبين يجري في منطقة سنجار في إقليم كردستان العراق، ولديهم حواجز مشتركة، والحكومة العراقية تدفع الرواتب بدعم إيراني.

واتهم تمي كوادر العمال الكردستاني بالتورط في الهجمات بتغطية من إيران التي تهدف إلى توتير العلاقة بين أكراد سوريا وواشنطن أولاً، وإلى "استثمار" الضربات إعلامياً، وزيادة الضغط على أميركا من خلال تهديد مصالحها في سوريا والعراق.

ومنذ بدء العدوان على غزة تتصاعد وتيرة الهجمات ضد القواعد الأميركية، حيث باتت المسيرات والصواريخ قصيرة المدى بشكل شبه يومي تستهدف تلك القواعد، رغم أن الهجمات ليست جديدة.

ورغم النفي الإيراني المعلن لأي مسؤولية عن الضربات، أحصت مصادر مقربة منها أكثر من 70 هجوماً على القواعد الأميركية في سوريا والعراق في غضون شهر، وزعمت أن الولايات المتحدة ردت على الهجمات بإعطاء الأوامر لعناصر تنظيم داعش بتكثيف الهجمات ضد قوات النظام في البادية السورية.