رفض رئيس حكومة الحرب الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة، رغم إقراره بأن الضغوط الدولية التي تتعرض لها إسرائيل في تصاعد مستمر، في وقت نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مصادر مطلعة أن إسرائيل وحركة حماس، توصلتا إلى اتفاق مبدئي بوساطة أميركية من شأنه إطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بغزة، في مقابل وقف الحرب مدة خمسة أيام، وهو ما نفته ادارة الرئيس جو بايدن.
وذكرت الصحيفة أن إطلاق سراح الرهائن قد يبدأ في غضون أيام ويؤدي إلى أول توقف في الحرب بغزة، في حال تم الالتزام بالاتفاق التفصيلي الواقع في ست صفحات. وقالت الصحيفة الأميركية إن حماس وإسرائيل توصلتا لاتفاق بوساطة أميركية من شأنه إطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين بغزة، مقابل وقف الأعمال القتالية مدة 5 أيام.
ونفى البيت الأبيض السبت، معلومات عن وجود اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحركة حماس من شأنه إتاحة الإفراج عن عشرات النساء والأطفال المحتجزين رهائن بقطاع غزة في مقابل وقف القتال لخمسة أيام.
ورداً على تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" حول اتفاق مبدئي، قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون، عبر منصة إكس "لم نتوصل إلى اتفاق بعد لكننا نواصل العمل الجاد توصلا إلى اتفاق". ونقلت الصحيفة عن المصادر التي لم تسمها أن جميع الأطراف سيوقفون العمليات القتالية مدة خمسة أيام على الأقل، بينما يتم إطلاق سراح بعض الرهائن على دفعات، على أن تكون هناك مراقبة جوية لتوقف القتال. لكن مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، رد سريعا عبر منصة إكس نافيا تحقيق أي اختراق كبير مساء السبت.
نتنياهو
وبدد نتنياهو كل التقديرات الاعلامية حول صفقة محتملة وذلك في مؤتمر صحافي عقده بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بالإضافة إلى الوزير في "كابينت الحرب" بيني غانتس، الذين شددا على مواصلة الحرب إلى حين تحقيق أهدافها المتمثلة بإعادة الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، وتقويض حكم حماس وقدراتها العسكرية، وضمان تغيير الواقع الأمني في قطاع غزة عما كان عليه عشية هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ونفى نتنياهو أن تكون هناك صفقة وشيكة لإطلاق سراح أسرى ورهائن إسرائيليين في قطاع غزة المحاصر، وقال إنه "عندما يكون هناك صفقة ملموسة سنقوم بالإعلان عنها"، ويأتي ذلك فيما تتحدث التقارير عن تعنت إسرائيلي وعدم موافقتها على صفقة عرضها الوسطاء وحظيت بموافقة المسؤولين في حركة حماس.
وقال نتنياهو مخاطباً عائلات الأسرى والرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة بالقول: "هناك العديد من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة والعديد من المنشورات الكاذبة. حتى هذه اللحظة لم يوجد هناك أي اتفاق؛ عندما يحدث ذلك سنعلن عنه"، وفي إجابة على سؤال الصحافيين، أضاف نتنياهو: "نريد عودة الجميع، أما ما إذا فعلنا ذلك على مرحلة أو مرحلتين، فسنفعل ذلك بالطريقة نجلب من خلالها عائلات بأكملها معاً".
وكرر نتنياهو رفضه تسليم الحكم في غزة للرئيس الفلسطيني محمود عباس أو السلطة الفلسطينية، قائلاً إن ذلك لا يمكن "بتركيبة السلطة الفلسطينية الحالية"، وادعى أن الرئيس الفلسطيني لم يصدر بيانا رسميا لإدانة هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى المزاعم حول "تعليم الأطفال الفلسطينيين الكراهية" وتمويل "الإرهاب" في إشارة إلى مناهج التعليم الفلسطينية ومخصصات السلطة الفلسطينية لذوي الشهداء والأسرى.
وأكد نتنياهو أن "الحرب على قطاع غزة لن تتوقف في الوقت الحالي". وتابع "لن نوقف إطلاق النار سوى لمدة محدودة، ولن يتم ذلك إلا بعد القضاء على حماس". وأضاف أنه "حتى الآن لم يدن الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس، الهجمات التي شنتها حماس في 7 أكتوبر الماضي، ولا يمكن السماح لنظام يمول الإرهابيين بحكم غزة"، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.
وتناول نتنياهو مسألة إدخال الوقود إلى قطاع غزة، وأوضح مدى تأثير ذلك على "الشرعية الدولية" لمواصلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ وقال: "المساعدات ضرورية لضمان الدعم الدولي. بدونه، حتى أصدقاؤنا سيجدون صعوبة في دعمنا لفترة طويلة وسيكون من الصعب مواصلة الحرب حتى النهاية".
وأضاف: "عندما أوصى الجيش الإسرائيلي بقبول الطلب الأميركي بالسماح بدخول محدود لخزاني وقود يوميا، وافق كابينيت الحرب على التوصية الأمنية بالإجماع. هذه كمية محدودة. وبدون ذلك، من المتوقع أن نشهد تفشي الأوبئة التي ستلحق الضرر أيضًا بجنود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة".
وخلافاً لمزاعم نتنياهو، أفاد موقع "واللا" بأن تصريحات نتنياهو بشأن الوقود مخالفة للحقيقة، حيث أنه سيخصص لمضخات الصرف الصحي والوقاية من الأوبئة، كما أكد نتنياهو، بالإضافة إلى "المستشفيات ومحطات تحلية المياه والمخابز وأشياء أخرى"، وأكد التقرير أن "إسرائيل وافقت على زيادة كمية الوقود التي تدخل غزة بدءا من الغد (الأحد)، لتصل الى نحو 80 ألف لتر يومياً.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها