كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن ظهور انقسام داخل "البنتاغون" إزاء عدم تحقيق الغارات الأميركية ردع إيران وميلشياتها عن استهداف قواعدها في سوريا والعراق.
الغارات لم تحقق الردع
وقالت الصحيفة الأميركية إن الإحباط يتزايد داخل وزارة الدفاع الأميركية جراء تصاعد هجمات وكلاء إيران على المواقع العسكرية الأميركية، مضيفةً إن مسؤولين في الوزارة غاضبون من تزايد الهجمات، معتبرين أن استراتيجية بايدن لمواجهتها "غير رادعة".
وقال المسؤولون إن الضربات الجوية المحدودة رداً على الهجمات فشلت في إيقافها، وتساءل أحد المسؤولين عما يحاولون ردعه بالتحديد، مؤكداً أن ردع الهجمات المستقبلية الإيرانية ضمن هذه الاستراتيجية "لن يجدي نفعاً".
والثلاثاء، رفضت المتحدثة باسم وزارة الدفاع سابرينا سينغ التلميح إلى حقيقة أن هذه الهجمات المتواصلة على القوات الأميركية كشفت عن عيوب في استراتيجية الردع التي تتبعها الإدارة، بحسب الصحيفة.
ويقول عضو القوات الأميركية في مجلس الشيوخ كيفن كريمر إنه "لا يشعر" بأن الضربات الأميركية قد حققت أي ردع للهجمات، مضيفاً أنه في "نهاية المطاف ستقتل تلك الهجمات أحد الجنود الأميركيين".
وشدد على أنه "لا يقترح بدء حرب شاملة مع إيران"، لكنه يرى بأن تكون الغارات الأميركية أكثر عنفاً من مجرد الدفاع عن النفس.
واعترف مسؤول عسكري أميركي كبير بأن "البنتاغون" لا يرى سوى القليل من البدائل الجيدة للتدابير المتخذة حتى الآن، والتي تشمل إلى جانب الضربات الجوية الانتقامية المحدودة وتعزيز أسلحة الدفاع الجوي، نشر حاملتي طائرات بالقرب من إسرائيل وإيران.
وكشف المسؤول العسكري أن البنتاغون قدم خيارات إضافية للرئيس بايدن تتجاوز الإجراءات التي تم اتخاذها حتى الآن، كما أكد أن هناك "شكاً متزايداً داخل وزارة الدفاع حول النهج الحالي".
إيران تهدد
ووفق آخر تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأميركية، فإن القواعد الأميركية في سوريا والعراق، تعرضت منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، إلى 61 هجوماً أدت إلى إصابة 60 جندياً أميركياً بإصابات طفيفة.
ورداً على الهجمات، سمح بايدن بثلاث جولات من الغارات الجوية جميعها في شرق سوريا، وكان آخرها في 12 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث استهدفت مواقع، قال البنتاغون إن "الحرس الثوري" الإيراني والجماعات المرتبطة بإيران يستخدمونها. وقال مسؤول أميركي إن ما يصل إلى سبعة مسلحين قتلوا، وهو "تقدير تقريبي" بينما تواصل الولايات المتحدة تقييم النتائج.
وهدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران "سترد وبقوة" على أي هجوم يستهدف القوات الإيرانية في سوريا. وأنكر عبد اللهيان في مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، إصابة أحد من القوات الإيرانية الموجودة في سوريا حتى الآن بسبب القصف الأميركي، وهدد بالرد قائلاً: "إن حدث هذا فالرد سيكون قاسياً".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها