السبت 2023/11/18

آخر تحديث: 19:24 (بيروت)

الهجمات على القواعد الأميركية..لماذا تردّ واشنطن في سوريا فقط؟

السبت 2023/11/18
الهجمات على القواعد الأميركية..لماذا تردّ واشنطن في سوريا فقط؟
© Associated Press
increase حجم الخط decrease
ردّ الجيش الأميركي ثلاث مرات، على 61 هجوماً تعرضت لها قواته في سوريا والعراق منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، حيث تعمل إدارة الرئيس جو بايدن، على موازنة الجهود لردع المسلحين من دون إثارة صراع أوسع في الشرق الأوسط. لكن اللافت أن الرد الأميركي كان في الأراضي السورية، من دون أي استهداف للأراضي العراقية.

هجمات غير فعالة

وفي حين أن معظم الهجمات التي تعرضت لها القوات الأميركية منذ ذلك التاريخ، كانت غير فعّالة إلى حد كبير، إلا أنه تم تسجيل ما لا يقل عن 60 إصابة. وكانت تلك الإصابات في أغلب الأحيان طفيفة، وقد عادت جميع القوات إلى الخدمة، وفقاً للبنتاغون. وكان هناك 29 هجوماً في العراق و32 في سوريا.
والجزء الأكبر من الهجمات على القواعد والمنشآت الأميركية كانت بطائرات انتحارية من دون طيار أو صواريخ، وفي معظم الحالات لم تقع إصابات ولم تحدث سوى أضرار طفيفة.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"عن مسؤول في إحدى الميليشيات العراقية المدعومة من إيران، أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مارس "ضغوطاً كبيرة" على الميليشيات لعدم تنفيذ هجمات خلال زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى بغداد. في المقابل، وعد السوداني بدفع الأميركيين إلى عدم الرد بقوة على الميليشيات التي نفذت الضربات. 
منذ هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، قامت إدارة بايدن بنقل السفن الحربية والطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي والمزيد من القوات إلى الشرق الأوسط في حملة لثني الجماعات المسلحة عن توسيع الصراع.
لكن الرد العسكري الأميركي على الهجمات نفسها، كان في حده الأدنى، ففي 27 تشرين الأول، قصفت الطائرات المقاتلة الأميركية موقعين لتخزين الأسلحة والذخيرة في شرق سوريا بالقرب من البوكمال كان يستخدمهما الحرس الثوري الإسلامي الإيراني والجماعات المدعومة من إيران. 
وفي 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أسقطت المقاتلات الأميركية قنابل على منشأة لتخزين الأسلحة تابعة للحرس الثوري الإيراني بالقرب من ميسلون، في دير الزور بسوريا. 
في 12 تشرين الثاني، استهدفت غارات جوية أميركية منشأة تدريب في منطقة بلبل في الميادين في سوريا.  وقال مسؤولون أميركيون إن أفراداً مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني كانوا هناك، ومن المرجح أنهم أصيبوا، لكنهم لم يقدموا تفاصيل إضافية.
وهناك مخاوف داخل الإدارة الأميركية من أن هذا الوضع، الذي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد العنف وإثارة المزيد من الهجمات.
ويقول البنتاغون إن الضربات أدت إلى تدمير المخزونات العسكرية للجماعة وجعلت المواقع غير صالحة للاستخدام. لكن منتقدين يقولون إن رد الولايات المتحدة ضئيل مقارنة بالهجمات الستين التي طاولتها والإصابات التي سجلتها قواتها "ويبدو أنه فشل في ردع تلك الجماعات".

حساسية الموقف

على الرغم من أن ما يقرب من نصف الهجمات كانت على قواعد أميركية في العراق، إلا أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية انتقامية ضد مواقع في سوريا فقط. ويدافع البنتاغون عن هذه القرارات بالقول إن الولايات المتحدة تضرب مواقع الحرس الثوري الإيراني، وهو ما له تأثير مباشر أكثر على طهران. 
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الهدف هو الضغط على إيران لتأمر الميليشيات بوقف هجماتها. ويقولون أيضا إن المواقع المستهدفة تم اختيارها لأنها مستودعات أسلحة ومراكز لوجستية تستخدمها الميليشيات المرتبطة بإيران،"وإخراجها عن الخدمة يؤدي إلى تآكل القدرات الهجومية للمتمردين".
ومع ذلك، فإن أحد الأسباب الرئيسية لتركيز الولايات المتحدة على سوريا هو أن الولايات المتحدة لا تريد المخاطرة بتنفير الحكومة العراقية من خلال توجيه ضربات داخل حدودها، ما قد يؤدي إلى مقتل أو جرح عراقيين، بحسب"أسوشيتد برس".
وفي أوائل كانون الثاني/يناير 2020، شنت الولايات المتحدة غارة جوية في بغداد، ما أسفر عن مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب قائد الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، اللذين كانا على قائمة الإرهاب الأميركية.
وأدت تلك الهجمة إلى توتر علاقات واشنطن مع الحكومة العراقية وإلى مطالبات بانسحاب جميع القوات الأميركية من البلاد.
وتعتبر الولايات المتحدة أن وجودها في العراق أمراً حاسماً في الحرب ضد تنظيم "داعش" وقدرتها على دعم القوات في سوريا ونفوذها المستمر في المنطقة. لذلك، يعمل القادة العسكريون على استعادة العلاقات الجيدة مع بغداد، بما في ذلك تقديم الدعم المستمر للقوات العراقية، بحسب "أسوشيتد برس".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها