قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن إسرائيل اقترضت 6 مليارات دولار بسبب العدوان المستمر على قطاع غزة المحاصر، وذلك من خلال صفقات تم التفاوض عليها بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة بهدف تمويل الحرب. وأضافت أن تل أبيب اضطرت إلى دفع تكاليف اقتراض مرتفعة بشكل غير عادي لإنجاز تلك الصفقات.
وبحسب الصحيفة، أشار مستثمرون إلى أن هذه العملية لم يتم من خلالها عرض الأوراق المالية في السوق العامة، بل تم بيعها بدلاً من ذلك لمستثمرين مختارين، وقد تم إصدار السندات الأخيرة تحت ما يسمى ب"الاكتتابات الخاصة".
أما السبب من وراء اختيار هذه العملية بالتحديد، فقد أكد المستثمرون أن إسرائيل أرادت جمع الأموال للمجهود الحربي بسرعة أو من دون جذب اهتمام غير مرغوب فيه، ويمكن أن يكون علامة على مدى القلق الذي أصبح عليه بعض المستثمرين بشأن شراء ديون إسرائيل.
وأطلق البنك المركزي الإسرائيلي برنامجاً بقيمة 30 مليار دولار لبيع النقد الأجنبي، بهدف منع حدوث تدهور حاد في سعر صرف الشيكل، وهذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يبيع فيها النقد الأجنبي.
وتظهر الأرقام تكبد تل أبيب خسائر اقتصادية كبيرة بسبب الحرب التي تشنها على قطاع غزة، فقد تهاوت أغلب المؤشرات، من البورصة إلى العقارات والمصارف، فضلاً عن تراجع الشيكل وسوق العمل وأداء شركات التكنولوجيا.
تكلفة باهظة للحرب
ومع الحديث عن المدى الطويل للحرب على غزة، وما يحمله ذلك من كلفة باهظة على المستوى الاقتصادي، أعلنت إسرائيل الاثنين، أنها استدانت حوالي 30 مليار شيكل (7.8 مليارات دولار) منذ بدء الحرب على قطاع غزة، وقالت وزارة المالية الإسرائيلية إن ما يزيد قليلاً على نصف هذا المبلغ تمثل ديوناً مقومة بالدولار تم جمعها في إصدارات بالأسواق الدولية.
وسجلت إسرائيل عجزاً في الميزانية قُدر ب22.9 مليار شيكل في تشرين الأول/أكتوبر، مقابل 4.6 مليارات شيكل في أيلول/سبتمبر، ما أدى إلى ارتفاع العجز خلال آخر 12 شهراً إلى 2.6%.
من جهته، نقل موقع بلومبيرغ تقدير الحكومة الإسرائيلية التكلفة اليومية للحرب بنحو 260 مليون دولار، غير أن امتداد هذه الحرب دون أفق للحل سيجعل هذه التكلفة أكبر مما كان متوقعاً وسيزيد الضغوط على المالية العامة.
فيما ذكرت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية، نقلاً عن أرقام أولية لوزارة المالية أن "تكلفة" الحرب التي تخوضها إسرائيل أمام حركة حماس في قطاع غزة، ستبلغ "ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار)".
الاستغناء عن الإحتياط
وبسبب التكلفة الاقتصادية المرتفعة، تدرس إسرائيل تقليص عدد أفراد قوات الاحتياط في الجيش الذين تم استدعاؤهم للحرب على قطاع غزة وتسريح قسم من قوامها.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن هذا القرار يأتي بسبب التكلفة والأضرار التي لحقت باقتصاد البلاد جراء تغيب عناصر تلك القوات عن منازلهم وأماكن عملهم. وأوضحت أن التكلفة المباشرة لمرتبات جنود الاحتياط حوالي 5 مليارات شيكل (1.3 مليار دولار) شهرياً، تضاف إليها تكلفة فقدان أيام العمل لهؤلاء الجنود، وتقدر بنحو 1.6 مليار شيكل (427 مليون دولار).
وأدت حرب إسرائيل على قطاع غزة المحاصر إلى زيادة حادة في نفقات تل أبيب لتمويل الجيش وكذلك صرف تعويضات للشركات القريبة من الحدود، بالإضافة إلى أسر الضحايا والرهائن الذين تحتجزهم حماس، مع تراجع الدخل من الضرائب.
قالت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية إن إسرائيل اقترضت 6 مليارات دولار بسبب العدوان المستمر على قطاع غزة المحاصر
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها