الخميس 2022/09/08

آخر تحديث: 12:57 (بيروت)

مركز التسوية في إدلب..النظام يستجيب لمسار التقارب مع أنقرة

الخميس 2022/09/08
مركز التسوية في إدلب..النظام يستجيب لمسار التقارب مع أنقرة
increase حجم الخط decrease
يبعث افتتاح النظام السوري مركزاَ ل"التسوية" في ريف إدلب بمؤشرات يمكن ربطها بشكل أو بآخر بالتقارب التركي مع النظام السوري ودعوة أنقرة إلى تحقيق "مصالحة" بين النظام والمعارضة، وكذلك تعزز الخطوة غير المسبوقة في إدلب الهواجس الشعبية خاصة أن النظام كان قد اشترط قبل تطبيع العلاقات مع تركيا وفق تسريبات صحافية، تسليمه إدارة إدلب ومعبر باب الهوى ومعبر كسب الحدودي.

وكان النظام قد أعلن الإثنين عن افتتاح أول مركز تسوية أوضاع المطلوبين من أبناء إدلب وريفها في مدينة خان شيخون القريبة خطوط التماس مع المعارضة.

ووفق مصدر من النظام السوري، فإن افتتاح المركز في إدلب لا يخلو من الإشارات السياسية لأنقرة، بعد أن أعلنت الأخيرة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة مع دمشق.

وأضاف المصدر ل"المدن"، إن المركز يدعم مسار التقارب مع أنقرة، وهو خطوة على الطريق، مضيفاً أن "خطوات لاحقة ستُعلن قريباً في السياق ذاته"، من دون أن يوضح أكثر.

لكن في المقابل، لا يعد افتتاح مركز "التسوية" بالأمر الجديد من جانب النظام، حيث عمد النظام إلى افتتاح مراكز مشابهة في المناطق التي استعاد السيطرة في درعا ودير الزور والرقة وحلب وغيرها.

من جهة ثانية، راجت أنباء عن مفاوضات بين تركيا وروسيا بهدف افتتاح معبر سراقب شرقي إدلب، الذي يصل مناطق سيطرة فصائل المعارضة والنظام، ومعبر كسب الذي يربط ولاية هاتاي بمحافظة اللاذقية من دون تأكيدات رسمية على ذلك.

وفي هذا الإطار، يشير الباحث في مركز "الحوار السوري" الدكتور أحمد القربي، إلى افتتاح المعابر يعد من المطالب الروسية الملحة، حيث ركزت موسكو منذ العام 2018 على ضرورة افتتاح المعابر والطرق الدولية المارة في إدلب.

ويضيف ل"المدن" أن روسيا بعد أن نجحت كما يبدو في إقناع أنقرة بضرورة التقارب مع حليفها النظام السوري، تريد الآن تنشيط التطبيع الاقتصادي بين تركيا والنظام، للتخفيف أولاً من حدة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها النظام، وكذلك للمساعدة في دفع التطبيع السياسي قدماً.

ووفق القربي، فإن الخطورة تكمن في الأنباء عن افتتاح معبر كسب أمام حركة التجارة، موضحاً "نتكلم عن معبر اقتصادي يربط تركيا بالنظام السوري دون المرور بمناطق سيطرة المعارضة".

ورغم ذلك يستبعد الباحث افتتاح معبر كسب حالياً، لأسباب يشرحها بقوله: "تتحاشى تركيا فتح معبر قد يُغرق أراضيها بالحبوب المخدرة، كما هو الحال في الأردن، رغم أن موقف الأخيرة لم يكن حاداً من النظام كما الموقف التركي سابقاً، والأهم أنه ما من مكاسب اقتصادية اليوم تتطلع إليها تركيا من تعاملها التجاري مع النظام السوري".

لكن، من جانب آخر يخدم افتتاح معبر كسب توجه تركيا نحو إعادة اللاجئين السوريين أو التخفيف من أعدادهم على أراضيها، وهو ما لا يتفق معه القربي، الذي أشار إلى أنه رغم وجود المعابر بين لبنان ومناطق سيطرة النظام، إلا أن اللاجئين السوريين يعزفون عن العودة، رغم سياسة الضغط الحكومية عليهم.

في الأثناء كشف موقع "إنتلجنس أونلاين"، عن اجتماع بين رئيس مخابرات النظام السوري علي مملوك ونظيره التركي هاكان فيدان بمبادرة من روسيا، وأضاف أن روسيا "رعت اجتماعاً جديداً بين مملوك وفيدان، حرصاً على لعب دور الوسيط بين تركيا والنظام السوري"، وأشار إلى أن "نتائج الاجتماع لم تكن مرضية، إلا أنه سمح للجانبين عرض مطالب كل منهما وشروطه".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها