المستوطنون يقتحمون الأقصى:إدانات عربية..و"حماس" تحذر

اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة الأحد تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بالتزامن مع استمرار الهجوم على قطاع غزة الذي أوقع عشرات الشهداء والجرحى.

ومنذ ساعات الفجر، توافد الآلاف من المستوطنين الى ساحة البراق، فيما احتشد المئات منهم قبالة باب المغاربة من أجل اقتحام الأقصى، وذلك تلبية لدعوة الجمعيات الاستيطانية لتنفيذ اقتحامات جماعية لساحات الحرم.

وقال مسؤول في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس لوكالة "أناضول" إن مستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بكثافة منذ ساعات الصباح على شكل مجموعات.

وأضاف المسؤول أن قوات كبيرة من الشرطة ترافق المستوطنين أثناء اقتحاماتهم من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد. وأشار إلى أنه من بين المقتحمين، النائب السابق من حزب "الليكود" اليميني الحاخام يهودا غليك.

بدورها، قالت محافظة القدس إن 26 فوجاً من المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى منذ الصباح.

وكان رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد قرر مساء السبت، عدم منع المستوطنين بمن فيهم أعضاء الكنيست من اقتحام المسجد الأقصى الأحد.

وقالت الشرطة الاسرائيلية إنها ستسمح لأعضاء الكنيست باقتحام المسجد الأقصى ولن تمنع المستوطنين كذلك، كما ستسمح الشرطة بكل الفعاليات المقررة في القدس القديمة.

إلى ذلك، منعت الشرطة الإسرائيلية المتمركزة على أبواب المسجد الاقصى الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن الـ50 من الدخول الى الاقصى لأداء صلاة الفجر لتأمين اقتحامات المستوطنين الى الأقصى.

وانتشرت الشرطة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الاقصى وطرقاته ونصبت السواتر الحديدية، وحررت هويات الوافدين إليه، ومنعت الشبان والذين تقل أعمارهم عن الـ50 عاماً من الدخول، كذلك منعت دخول النساء.

تحذير حماس
من جهتها، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء السبت، رفضها لسماح الاحتلال الإسرائيلي للمتطرّفين باقتحام المسجد الأقصى الأحد.

وحمّلت "حماس" في بيان الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن تداعياته ونتائجه التي لا يمكن التنبّؤ بها، في الوقت الذي يستمر في عدوانه الهمجي على قطاع غزّة".

ودعت الحركة "أمّتنا العربية والإسلامية، قادة وشعوباً، إلى التحرّك العاجل للوقوف مع الشعب الفلسطيني بكلّ الوسائل، في معركة الدّفاع عن قبلة المسلمين الأولى ومسرى الرَّسول الأمين، حتى تحقيق تطلعاته في التحرير والعودة".

وأجرى رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، "اتصالات مع الأشقاء في مصر وقطر والأمم المتحدة، مؤكداً رفض ما يخطط له الاحتلال لاقتحام المسجد الأقصى اليوم الأحد"، حسب ما أفادت الحركة في بيان. 

وأكد هنية في اتصالاته ضرورة وقف الاقتحام اليوم حتى "لا تصل الأوضاع إلى مآلات لا يتحكم بها أحد، وخاصة في ظل استمرار العدوان على أهلنا في غزة"، حسب البيان.

إدانات عربية
وأدانت دولة قطر بأشد العبارات اقتحام عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية القوات الإسرائيلية.

وشددت وزارة الخارجية في بيان لها على أن هذه الممارسات الاستفزازية هي جزء من محاولات مستمرة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد. وحذرت من أن تزامن هذه الاستفزازات مع العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة سيقود إلى تصعيد خطير وموجات من العنف.

ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القدس ومقدساتها، وردع محاولات الاحتلال لتحويل الصراع إلى حرب دينية.

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن إدانتها لاستمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، مشيرة إلى أن إسرائيل سمحت لـمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست بـاقتحام المسجد تحت حماية الشرطة. 

وأكدت الخارجية الأردنية في بيانها أنها تدين "استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى المبارك، وآخرها السماح للمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست باقتحام المسجد، وانتهاك حرمته وبحماية من الشرطة الإسرائيلية، مُحذّرةً من تبعات استمرار هذه الانتهاكات ومطالبة بوقفها فوراً". 

وقال الناطق باسم الوزارة هيثم أبو الفول: "اقتحام المسجد الأقصى المبارك، والممارسات الاستفزازية بحقه عدوانٌ مدانٌ ومرفوض، وخرق فاضح للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ومقدساتها". 

وحمل المسؤول الأردني إسرائيل مسؤولية "التصعيد الذي يجري الأحد، مطالباً إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالكف الفوري عن جميع الاعتداءات والانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك، واحترام حرمته"، مؤكداً على ضرورة وقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم، واحترام سلطة إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية".