الأحد 2022/08/07

آخر تحديث: 22:21 (بيروت)

"الجهاد الاسلامي" توافق على هدنة..تتضمن التزاماً مصرياً بإطلاق أسيرين

الأحد 2022/08/07
"الجهاد الاسلامي" توافق على هدنة..تتضمن التزاماً مصرياً بإطلاق أسيرين
increase حجم الخط decrease

أعلنت حركة "الجهاد الاسلامي" موافقتها على اتفاق هدنة مع قوات الاحتلال، يلتزم فيها الوسيط المصري العمل على الافراج عن أسيرين لـ"الجهاد" لدى إسرائيل، بعد تصعيد صاروخي تخطى الـ400 صاروخ اطلقتها "الجهاد" باتجاه المستعمرات الاسرائيلية الأحد. 

وبدأت مصر بجهود وساطة بين الطرفين منذ السبت، ونجحت ببلورة اتفاق هدنة بين "الجهاد" وقوات الاحتلال بعد ثلاثة ايام من تصعيد اسرائيلي أسفر عن سقوط 41 شهيداً، وردت عليه "الجهاد" بقصف المستعمرات. ووافقت اسرائيل الأحد على هدنة اقترحتها القاهرة في قطاع غزة، حسبما أفاد مصدر مصري.

وقال رئيس الدائرة السياسية في حركة "الجهاد الإسلامي" محمد الهندي في بيان مساء الاحد: "قبل قليل تم التوصل إلى صيغة الإعلان المصري لاتفاق التهدئة بما يتضمن التزام مصر بالعمل على الإفراج عن الأسيرين (باسم) السعدي و(خليل) عواودة". ومن المزمع أن يبدأ سريان الهدنة في الساعة 11 ونصف قبل منتصف ليل الاحد. 

وفي وقت سابق، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أن قوات الاحتلال والحركة اتفقا على تهدئة في غزة اعتباراً من الثامنة من مساء الأحد عملاً بوساطة القاهرة، قبل أن يتعثر الاتفاق، ويتجدد النقاش حوله، الى أن وصل الى صيغته النهائية.

وقال رئيس الدائرة السياسية في "الجهاد الإسلامي" لـ"الجزيرة مباشر": "سنحترم وقف إطلاق النار عند إعلانه من قبل الوسيط المصري"، مضيفاً: "أثبتنا خلال هذه الجولة أنه لا يمكن عزل الضفة الغربية عن قطاع غزة في صراعنا".

ويصدر اتفاق وقف النار ضمن بيان مصري قبل منتصف هذه الليلة بالتوقيت المحلي. ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على أن تبذل مصر جهودها و"تلتزم بالعمل للإفراج عن الأسير عواودة ونقله للعلاج"، كما نصّ على أن تعمل مصر على "الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن".


واعتقلت اسرائيل مؤخرا السعدي، القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في الضفة الغربية المحتلة، بينما يخضع العواودة للاعتقال الاسرائيلي ايضا.

وأثار التصعيد، الذي يعيد إلى الأذهان بدايات الحروب السابقة في غزة، قلق القوى العالمية. وتم احتواء القتال إلى حد ما نظرا لأن "حماس"، ظلت حتى الآن بعيدة عن المواجهة.

وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين إلى 41 شخصا بينهم 15 طفلا، فيما بلغ عدد الجرحى 311، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع. وأصابت الصواريخ الفلسطينية معظم جنوب إسرائيل بالشلل وأجبرت السكان في عدد من المدن من بينها تل أبيب وعسقلان على الدخول إلى الملاجئ.

وصباح الأحد، وسّعت "حركة الجهاد الإسلامي" نطاق إطلاق النار باتجاه القدس في ما وصفته بأنه انتقام لمقتل خالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية في جناحها العسكري سرايا القدس، في جنوب غزة خلال الليل، وهو ثاني قائد كبير تفقده الحركة في القتال. وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "دماء الشهداء لن تضيع هدراً".

من جهته، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية يائير لبيد الأحد، إن أهداف إسرائيل العملياتية قد تحققت، ولم تعد هناك حاجة لمزيد من العمليات العسكرية.


مواجهة طويلة
وحذرت صحف إسرائيلية من إمكانية تورط الجيش الإسرائيلي في مواجهة طويلة في حال انضمام حركة حماس إلى الرد على عملياته ضد حركة الجهاد الإسلامي.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن جيش الاحتلال يهدف من خلال تكثيف عملياته ضد "الجهاد الإسلامي"، وضمن ذلك التوسع في تنفيذ عمليات الاغتيال، إلى "تيئيس" التنظيم ودفعه إلى وقف إطلاق الصواريخ.  

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من "الإنجازات" التي حققها الجيش حتى الآن إلا أن الهدف الرئيس الذي يحاول جيش الاحتلال تحقيقه يتمثل بـ "إنهاء القتال بأسرع وقت ممكن مع مراكمة قدر كبير من الردع".

وأضافت الصحيفة أنّ من السابق لأوانه الحكم على نتائج العملية العسكرية ضد الجهاد "ليس فقط لأن "حماس" يمكن أن تنضم إلى القتال، بل أيضاً لأن أحداثاً يمكن أن تحدث في ساحات أخرى، مثل المسجد الأقصى" وتؤثر بمسار هذه المواجهة.

من ناحيتها، رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه إذا انضمت "حماس" إلى القتال، "فإن الصورة ستتغير كلياً".

ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج العمليات العسكرية يحددها طابع نهايتها، لا بدايتها. وأضافت أن تجربة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تدل على أن البدايات "الناجحة" لهذه العمليات سرعان ما تنقلب إلى مواجهة لانهائية مما ينسف الإنجازات التي حققتها إسرائيل في البداية.

وحذرت الصحيفة من أن إطالة أمد المواجهة الحالية لن تخدم الأهداف السياسية لكل من رئيس الوزراء يئير لبيد ووزير الأمن بني غانتس، وستضر بنتائج حزبيهما في الانتخابات المبكرة التي ستنظم مطلع تشرين الثاني/نوفمبر القادم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها