الأربعاء 2022/08/31

آخر تحديث: 10:50 (بيروت)

سلفيون يهاجمون الجولاني بسبب مسيحيي ريف إدلب

الأربعاء 2022/08/31
سلفيون يهاجمون الجولاني بسبب مسيحيي ريف إدلب
increase حجم الخط decrease
شنّ سلفيون منشقون عن هيئة تحرير "تحرير الشام"، هجوما عنيفاً على زعيمها أبو محمد الجولاني، على خلفية السماح للمسيحيين في مناطق سيطرته بريف إدلب، بالاحتفال بعيد "القديسة آنا" بعد مرور سنوات طويلة على منعهم من ذلك، وتحديداً منذ سيطرة الفصائل العسكرية على المنطقة.

وبثّ مسيحيو بلدات اليعقوبية في ريف جسر الشغور، صوراً ومقاطع مصورة للاحتفال، بمشاركة المسيحيين من الأرمن الأرثوذوكس من بلدات القنية والجديدة في ريف إدلب الغربي، وتظهر فيها ممارسة طقوسهم في العيد، والذي يقام آخر يوم أحد في آب/أغسطس، من كل عام.

وقال مصدر محلي لـ"المدن"، إن قوة أمنية تابعة لـ"تحرير الشام" طوّقت المكان خلال الاحتفال بافتتاح كنيسة "القديسة آنا"، المقفلة منذ 10سنوات، موضحاً أن القوة كانت بهدف منع الاقتراب وتأمين الحماية الأمنية للمسيحيين خلال الاحتفال بالعيد.

نفاق الجولاني
والهجوم الذي بدأه السلفي المنشق عن "تحرير الشام" أبو العلاء الشامي، اتهم خلاله الجولاني بـ"النفاق"، متسائلاً عن الوقت الذي سيتوقف أتباعه عن "التطبيل" لمواقف زعيمهم، متهماً الجولاني بأنه "يأمر بالفعل، ثم ينهى عنه، تبعاً لمصالحه التي يسعى من خلالها لرفع اسمه وهيئته العسكرية من قوائم الإرهاب، من بوابة مزاعم حماية الأقليات".

وذكر الشامي في "تلغرام"، أن الجولاني سبق وأن "مانع دخول الدوريات الروسية إلى إدلب، ثم أرسل الأمنيين لإدخالها وحمايتها، ثم كفّر الذين يتعاملون مع الدول، لكنه تعامل معها". وتابع: "سجن الدواعش، وعاد وأطلقهم لقتال الفصائل المعارضة وتفكيكها".

واستغرب كيف يأمر الآن بافتتاح الكنيسة لـ"النصارى" من أجل ممارسة طقوسهم وشعائرهم و"إظهار عريّهم"، وهو الذي دأب في الماضي على "خطفهم ليبادل بهم"، إضافة إلى "قتله للدروز سابقاً، إلا أنه الآن عاد وأغراهم بالعودة عن إسلامهم كي يستغلّ طائفتهم".

وذكّر الشامي كيف اعتبر الجولاني سابقاً أن" تركيا عصا أميركية"، إلا أنه الآن "يخضع بشكل كامل لأوامرها"، فضلاً عن "تكفير وقتال الجيش الوطني، وانقلابه على الحكم الشرعي بمناصرة "أحرار الشام" ودخول عفرين، على الرغم من زعمه "نصرة الشريعة".

التجارة في الدين
من جانبه، اعتبر السلفي المنشق أبو حمزة الكردي أن افتتاح الكنيسة يأتي في صُلب عملية "التجارة في الدين" التي يمارسها الجولاني، مشيراً إلى هؤلاء الأقوام كان قد كفّرهم في وقت سابق، سعياً منه للوصول إلى السلطة.

وقال الكردي في "تلغرام": "ما زال الجولاني يبيع ويشتري بالدين بعد أن كفّر أقواماً وردّ آخرين عن الدين وفسّق وبدّع غيرهم حتى يصل إلى السلطة المؤقتة الزائلة تحت كذبة، ليس همنا أن نصل إلى الحكم، همنا أن تحكم الشريعة". وأضاف: "الشريعة بريئة منه وهو منها بريء براءة الذئب من دم يوسف".

نحن نحمي الأقليات
وانتقد الإعلام الرديف في "تحرير الشام"، محاولة استغلال الحدث من أجل الطعن بالمجاهدين، معتبراً أن الكنائس "لم تُقفل حتى تُفتح"، وأن الإسلام لا يمنع الطوائف الأخرى من ممارسة طقوسهم وشعائرهم، وهو ما يفتي به أهل العلم.

وقال الصحافي المقرب من "تحرير الشام" عبيدة العمر إن ما تناقلته القنوات عن إغلاقها الكنائس في السابق واستغلالها لاحتفال المسيحيين وتأمين الحماية الأمنية لهم، ما هو إلا "أخبار كاذبة ساقطة همّها الطعن بالمجاهدين وزعزعة الفكر والصف، ومحاولة استغلال الحدث بمادة رخيصة تنتجها سياسة القنوات بهدف حرب المجاهدين ليس إلا".

وأضاف: " كنا ولا زلنا في تحرير الشام حامين لأهالي المحرر بكل ما فيه من الطوائف"، موضحاً أن الطوائف التي تعيش فيه "تعامل بأخلاق الإسلام والدين الحنيف".

وكان الجولاني أجرى زيارة إلى القرى ذات الغالبية المسيحية في ريف جسر الشغور الغربي. وظهر في صور يتوسط عدداً من الوجهاء الذين ينحدرون من تلك المناطق، وقال إعلام "تحرير الشام" إنها جاءت من أجل تفقد أحوال تلك القرى والوقوف على طلباتها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها