السبت 2022/08/27

آخر تحديث: 10:54 (بيروت)

إدلب:كتيبة عسكرية جديدة تستقطب السلفيين المهاجرين

السبت 2022/08/27
إدلب:كتيبة عسكرية جديدة تستقطب السلفيين المهاجرين
تدريبات خضعت لها "الكتيبة الخضراء" أخيرا وأعلن عنها "أنصار التوحيد"
increase حجم الخط decrease
يواصل تنظيم "أنصار التوحيد" المتشدد في إدلب تدريباته العسكرية، ويعمل على ضم المزيد من المقاتلين إلى صفوفه التي تم تنظيمها من جديد وفق تراتبية عسكرية مطورة، وضمت أيضاَ المزيد من الكتائب والسرايا التي تختص كل واحدة منها بنوع معين من الأسلحة والتكتيكات الحربية.

وتأتي "الكتيبة الخضراء" في مقدمة الكتائب التي يوليها التنظيم عناية خاصة ويسعى إلى تنمية المهارات القتالية لعناصرها، وزيادة أعدادها، والكتيبة هي أشبه بتشكيلات "العصائب الحمراء" وكتائب الانغماسيين التي أسستها وطورت قدراتها "هيئة تحرير الشام" بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وتشبه أيضاَ تشكيلات القوات الخاصة لدى الفصائل المعارضة في نواحي التدريب والسلاح النوعي.

تدريبات مكثفة
وقالت مصادر سلفية في إدلب لـ"المدن" إن "الكتيبة الخضراء خرّجت أخيراً دفعة جديدة من المتطوعين حديثاً في صفوفها بعدما خضعوا لتدريبات قاسية في معسكرات تنظيم (أنصار التوحيد) في منطقة العمليات جنوبي إدلب، وتضمنت التدريبات تكتيكات الاشتباك القريب، وعمليات التسلل الليلي والاقتحام، إضافة إلى تدريبات خاصة على سلاحي المدفعية والدبابات، والأسلحة القناصة".

ويبدو أن تنظيم "أنصار التوحيد" استفاد بشكل كبير من علاقته الجيدة مع "تحرير الشام" التي زوّدت كتائبه، وخصوصاً "الكتيبة الخضراء"، حديثة العهد، بالأسلحة النوعية كبنادق القنص الحرارية والمدرعات والمركبات، والألبسة العسكرية لمقاتليه، بالإضافة إلى معدات تصنيع الصواريخ محلية الصنع التي يشتهر التنظيم بتصنيعها واستخدمها.

وبدا واضحاً النشاط المتصاعد للتنظيم منذ بداية العام 2022 في عمليات القصف التي يشنها على مواقع قوات النظام والميليشيات الموالية لها في جبهات جنوب وشرق إدلب، وكانت آخر عمليات القصف التي شنها التنظيم في 23 آب/أغسطس، والتي طاولت مواقع لقوات النظام في بلدتي حزارين والدار الكبيرة بريف إدلب الجنوبي، وتسبب القصف بالمدفعية وصواريخ محلية الصنع يطلق عليها اسم (صواريخ الزؤام) بمقتل عدد من العناصر والضباط.

ذراع "تحرير الشام"
نجحت "تحرير الشام" في تطويع تنظيم "أنصار التوحيد" في العام 2020 بعد ثلاث سنوات من الصدامات والمواجهات المباشرة وحملات الاعتقال التي استهدفت قادته. وفي العام ذاته، أجبرت "تحرير الشام" التنظيم وزعيمه خالد خطاب من بلدة سرمين بريف إدلب على الانشقاق من صفوف غرفة عمليات "وحرض المؤمنين" التي كان يتزعمها تنظيم "حراس الدين" التابع لـ"تنظيم القاعدة" والتي أعلن عن تأسيسها في العام 2018.

وفي العام 2020 أيضاَ، عمل "أنصار التوحيد" على فكّ ارتباطهم بكل التجمعات السلفية المناهضة لـ"تحرير الشام"، ومن بينها غرفة عمليات "فاثبتوا" التي أسسها في ما بعد القيادي المنشق عن "تحرير الشام" جمال زينية ولقبه (أبو مالك التلي). ومنذ ذلك الحين أصبح التنظيم أشبه ما يكون بذراع عسكري ضارب لتحرير الشام التي اعتمدت عليه في توجيه ضربات لقوات النظام والميليشيات الموالية، ويبدو أنها اليوم تريد الاستفادة منه ليكون مظلة للسلفيين الذين تركوا صفوف التنظيمات التي فككتها "تحرير الشام".

"أنصار التوحيد"
وتنظيم "أنصار التوحيد"، تم تأسيسه في العام 2017 على أنقاض تنظيم "جند الأقصى" السلفي الذي قضت عليه "تحرير الشام" والفصائل في تلك الفترة، ويضم التنظيم اليوم ما يزيد عن ألف مقاتل. ومن المتوقع أن تصل أعداده إلى ألفي مقاتل، وهي رغبة لا يخفيها التنظيم، معظمهم عناصر محلية من ريف إدلب وباقي المحافظات، ويضم في صفوفه أيضاَ سلفيين مهاجرين. ويبدو أن تأسيس "الكتيبة الخضراء" والاهتمام بتدريباتها، يساهم في زيادة أعدادها لجهة استقطاب المزيد من المهاجرين الذين تركوا التنظيمات المفككة، مثل "حراس الدين" و "جند الله" و"جنود الشام"، وذلك برضى "تحرير الشام" وتحت أعينها.

ويرجع مسمى "الكتيبة الخضراء" إلى اسم كتيبة الرسول محمد، التي كانت تضم مهاجرين وأنصاراً، وامتاز مقاتلو كتيبة الرسول بلباسهم للدروع الحديدية بكثافة، والعرب في ذلك الوقت كانت تطلق على الحديد، المعدن الأخضر، وظهرت أول كتيبة في الثورة السورية بهذا الاسم في العام 2013، وكانت تتبع لـ"حركة أحرار الشام" التي أسسها حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، وكان الغالب فيها عناصر محليون، وقيل إنها انشقت عن صفوف الحركة في العام 2017 بقيادة الشيخ عبد السلام.

وفي العام 2013 تم تشكيل سلفي معظم عناصره من السلفيين العرب والأجانب الذين شاركوا في القتال في أفغانستان والعراق، وحمل اسم "الكتيبة الخضراء"، وانضمت لاحقاً إلى صفوف تنظيم "جبهة أنصار الدين" التي كانت تضم (جيش المهاجرين والانصار وحركة فجر الشام الإسلامية وحركة شام الإسلام والكتيبة الخضراء).

 وفي العام 2014 اعتقل جمال معروف زعيم "جبهة ثوار سوريا"، زعيم الكتيبة الخضراء عمر سيف، وفي ما بعد انشق سيف مع مجموعة من الكتيبة الخضراء التي كانت جزءاً من جبهة "أنصار الدين" وانضموا إلى صفوف تنظيم "داعش"، وحملت الاسم كتائب أخرى في الرقة والقلمون قرب دمشق، وجمعيها تلاشت، ولم يبقَ اليوم سوى "الكتيبة الخضراء" التي تتبع لتنظيم "أنصار التوحيد" في إدلب، ويبدو أنها لن تكون أقل قوة من سابقاتها من الكتائب التي حملت الاسم ذاته واشتهرت بقوتها، وضمها لعناصر تمرسوا القتال، والعمليات الانغماسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها