الأربعاء 2022/08/24

آخر تحديث: 15:45 (بيروت)

سوريا: هل يستعد الائتلاف لأخذ مكان هيئة التفاوض؟

الأربعاء 2022/08/24
سوريا: هل يستعد الائتلاف لأخذ مكان هيئة التفاوض؟
increase حجم الخط decrease
أثار إعلان الائتلاف السوري المعارض عن إعادة تفعيل "دائرة دعم التفاوض"، أسئلة وتكهنات حول توقيت هذا الإعلان والهدف منه، خصوصاً وأنه يتزامن مع التحوّل التركي الكبير في ما يتعلق بالقضية السورية، وتوجه أنقرة للتطبيع مع النظام ورعاية مفاوضات بينه وبين المعارضة خارج المسار الدولي المعترف به من قبل الأمم المتحدة.

ورغم أن إعلان الائتلاف عن إعادة تفعيل الدائرة اقتصر على ذكر ذلك في ثنايا خبر نشره حول اجتماع الهيئة السياسية الذي عقده قبل أيام، إلا أن مصادر في المعارضة كشفت عن تفاصيل القرار، رابطة بينه وبين التطورات الأخيرة والمتسارعة التي يشهدها الملف السوري.
وذكرت المصادر أن الهيئة السياسية للإئتلاف كلفت أحمد السيد يوسف، وهو أحد ممثلي جماعة "الاخوان المسلمين" في الإئتلاف، برئاسة الدائرة، معتبرة أن القبول بهذا التكليف "يعتبر بمثابة تراجع ضمني من قبل الجماعة عن موقفها الرسمي المعلن برفض مسار أستانا ومفاوضات اللجنة الدستورية".

التقارب التركي مع النظام
لكن عبد المجيد بركات، أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف، يؤكد أن ما جرى "لا علاقة بينه وبين الحديث التركي عن مفاوضات مع النظام"، مشيراً إلى أن قرار الإئتلاف الأخير بخصوص الدائرة "يستهدف تفعيلها، مثلها مثل لجان أخرى داخل المؤسسة".

ويقول في تصريح لـ"المدن": "خلال الأشهر الماضية عانى العديد من لجان الائتلاف من الجمود أو عدم الفاعلية نتيجة أسباب مختلفة، من بينها انشغال المؤسسة بالإصلاحات والتغيير داخلها، أو بالتطورات التي تشهدها القضية السورية، لكن خلال الأسابيع الأخيرة وضعنا خطة لإعادة تفعيل جميع اللجان بما فيها دائرة دعم المفاوضات".

وتضطلع الدائرة بمهمة اساسية تتمثل بالتواصل والتنسيق بين الائتلاف وفرق التفاوض المعارضة، لكن مع عدم وجود أعضاء فاعلين فيها، أو من التكتلات والشخصيات القوية في الائتلاف أخيراً، فقدت دورها وتراجع الاهتمام بها بشكل كامل.

ولذلك فإن بركات يعتقد أن "تعيين السيد يوسف في رئاسة الدائرة، وهو الممثل لتكتل قوي ووازنٍ داخل الإئتلاف يتوقع أن يعيد الحيوية والفاعلية لها"، لافتاً الى أن الدائرة لا دور لها في أي تفاوض أو محادثات بين المعارضة والنظام.

تمهيد لعملية التفاوض
وبينما يؤكد بعض المراقبين أن لا أهمية ولا دلالة بالفعل لخطوة الائتلاف تلك، يقول آخرون إن الهدف منها هو تهيئة الإئتلاف لعملية التفاوض المقبلة مع النظام، وتوقيع أي اتفاق قد يتم التوصل إليه معه، بالنظر إلى حالة الجمود التي تعاني منها هيئة التفاوض المعارضة.

ويرى رئيس حركة العمل الوطني المعارضة  أحمد رمضان، من جانبه أن التوقيت مقصود "لأن دائرة دعم المفاوضات كانت متوقفة عن العمل منذ مطلع 2020، وما قامت به قبل ذلك العام كان لافتاً للانتباه باعتباره يخالف الخط العام للائتلاف، والمطلوب منها الآن هو استكمال هذا الخط". 

ويقول رمضان في تصريحات لـ"المدن": "أعتقد أن الدائرة سوف تشكل غطاء لدعم التحول في مسار أستانا، من الاهتمام بخفض التصعيد إلى عملية سياسية بديلة لمسار جنيف"، معتبراً أن "الائتلاف ودائرة دعم المفاوضات ستتولى شرعنة ذلك". واضاف: "بدأنا نسمع تصريحات من المجموعة المهيمنة في الائتلاف تشير إلى هذه الانعطافات، ومنها ما تحدث به سالم المسلط لصحيفة يني شفق التركية يوم (٢١ آب/اغسطس) وتجاهله الكامل لتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، والترويج لحكومة موثوقة".

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن هذه الخطوة تمهّد لتجاوز هيئة التفاوض والمضي قدماً بمسار أستانا وفق توجهات تركيا وروسيا، يقول رمضان: "هيئة التفاوض في حالة موت سريري، وهناك توجه من المملكة العربية السعودية التي كانت تحتضن الهيئة لعدم التعامل معها أو مع الائتلاف بعدما شاهدوه من مراوغات وتضليل، وأغلب مكونات الهيئة رفضت تعيين بدر جاموس ولا تتعامل معه ولم تحضر أي اجتماع دعا له، وهناك نوع من المقاطعة الدولية للهيئة، ولذا فإن شرعنة التحول في مسار أستانا نحو صفقة سياسية بين الضامنين الرئيسيين تقتضي أن يلعب الائتلاف دوراً فيها، ولذا جرت إعادة ترتيب الواجهة".

الاخوان المسلمون
وعن تقديراته  لأسباب تسليم الإخوان المسلمين رئاسة الدائرة في هذا التوقيت، يعتقد رمضان أن "المطلوب من الجماعة القيام بدور يضبط إيقاع الآخرين، خصوصاً بعد رفض المجلس الإسلامي السوري الانضمام إلى الائتلاف والدخول في هذه اللعبة، وكذلك بعد إبعاد رابطة العلماء التي حاول الإخوان إعادتها كي تتحمل معهم عبء الترويج للتحولات، ولكنها لم توافق حتى الآن". 

كما أشار رمضان إلى وجود الإخوان "غير المعلن" في المفاوضات منذ جولة أستانا الأولى، "حيث وقع ممثلهم في الائتلاف منذر سراس على الاتفاقية مع الروس، على أن يقوم جناحهم العسكري في الداخل بالمشاركة في التنفيذ، لذا فإن توكيل الدور لهم مدروس بعناية، وقد لا يكونون هم على دراية كاملة بأبعاده"، كما يقول.

ورغم تأكيد الائتلاف عدم وجود أبعاد سياسية أو دوافع غير معلنة لإعادة تفعيل دائرة دعم التفاوض التابعة له، والتشديد على أنها لجنة داخلية لا دور فاعلاً لها في أي عمل تفاوضي، يتخوف البعض من أن يكون الهدف هو تحضير وفد تفاوضي خاص بالائتلاف يتولى مهمة المحادثات التي قد تُعقد مع النظام خلال وقت قصير برعاية روسية تركية، في ظل ما تعاني منه هيئة التفاوض التي تمثل مختلف قوى المعارضة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها