السبت 2022/08/13

آخر تحديث: 18:53 (بيروت)

إدلب:تحرير الشام تستعرض قوتها العسكرية..بتدريبات على "حرب المدن"

السبت 2022/08/13
إدلب:تحرير الشام تستعرض قوتها العسكرية..بتدريبات على "حرب المدن"
increase حجم الخط decrease
كثفت هيئة تحرير الشام منذ بداية آب/أغسطس، برامج التدريب العسكري لمقاتليها في الأكاديمية العسكرية في إدلب وفي ثكنات ومقار التشكيلات والألوية التابعة لجناحها العسكري المنتشرة في منطقة العمليات القريبة من الجبهات مع قوات النظام، وفي الأحراج البعيدة نسبياً قرب الحدود مع تركيا.

وأولت تحرير الشام أهمية خاصة بتدريبات حرب المدن والقتال الليلي، وهو تكتيك جديد تحاول من خلاله إظهار قوتها المتنامية، وحيازتها لأنواع متطورة من الأسلحة الفردية والمعدات التي يتم استخدامها عادة في هذا النوع من التكتيكات، ولتلمح أيضاَ لاستعداداتها، وجاهزية مقاتليها للانتقال من الدفاع إلى الهجوم، ولخوض معارك التحرير ضد قوات النظام، والتي لطالما تحدث عنها زعيمها أبو محمد الجولاني خلال ظهوره المتكرر في إدلب وريفها في تموز/يوليو.

وقال القيادي السابق في الفصائل المعارضة مالك معراوي ل"المدن"، إنه "بعد أشهر من تأسيس الجيش الحر في العام 2012 وجدت الفصائل المعارضة نفسها مضطرة لاتباع تكتيك حرب المدن برغم الخبرات المتواضعة لمقاتليها، في حلب ودرعا وحمص ودير الزور وغيرها، وهم في الغالب متطوعون بينهم عدد قليل من المنشقين عن جيش النظام، وبالفعل أثبتوا جدارتهم برغم فارق الإمكانات بينهم وبين خصومهم".

وأضاف معراوي "في ما بعد زعمت معظم التشكيلات والتنظيمات السلفية التي ظهرت بعد العام 2012 أنها بارعة في هذا التكتيك المكلف، وآخرها تحرير الشام التي فضلت الانسحاب من المدن الكبيرة وتحاشت في المعارك الممتدة من العام 2017 وحتى بداية العام 2020، المواجهة المباشرة مع قوات نظام الأسد والمليشيات الموالية برغم وجود مجموعات مدربة في صفوفها على هذا النوع من التكتيكات"، مشيراً في هذا السياق إلى "السلفيين المهاجرين من دول القوقاز وأوروبا الشرقية، أو أولئك الذين قاتلوا لمدة طويلة في صفوف تنظيم القاعدة في العراق وأفغانستان، واكتسبوا خبرة كبيرة في تكتيكات المواجهات المباشرة داخل المناطق العمرانية".

وأشار إلى أن "الفرصة كانت سانحة لتحرير الشام للاستفادة من خبرات السلفيين المهاجرين، وتكتيك حرب المدن الذي يتقنونه بشكل جيد، في المعارك الأخيرة على الأقل، في معرة النعمان وسراقب وخان شيخون وكفرنبل وأبو الظهور"، لافتاً إلى أن هذه المدن والبلدات الكبيرة "كانت ستوفر قدراً من الحماية والتخفي لتفادي الضربات النارية جواً وبراً، لكن تحرير الشام لم تفعل، ولاحقاً اتضحت الأسباب، والسبب الرئيسي هو رغبة تحرير الشام في الاحتفاظ بقوتها لتتغلب على الفصائل، وتؤسس لمشروعها الذي تزعم أنها وضعت أساساته بالفعل في إدلب".

وتعتبر مدن خان شيخون ومعرة النعمان وسراقب وأبو الظهور في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي من أكبر التجمعات العمرانية في محافظة إدلب، وخسرتها المعارضة لصالح قوات النظام خلال المعارك التي بدأت من شرق السكة في العام 2017 وانتهت مطلع العام 2020 في وقت قياسي، ولم يبقَ في تلك المدن إلا عدد من الأفراد الذين قرروا المواجهة المباشرة بعدما انسحبت تحرير الشام وباقي الفصائل دون أي مقاومة تذكر داخل الأحياء بحجة كثافة القصف الجوي والبري على تلك المدن، ما عدا مدينة سراقب التي تكررت محاولات استعادة السيطرة عليها بدعم من الجيش التركي.

وتروج تحرير الشام لتدريبات مكثفة تجريها مختلف تشكيلاتها المسلحة في جناحها العسكري، وفي 11 آب، أخضعت متدربي القوات الخاصة لتدريبات المسير الليلي، حيث مشت أرتال المشاة رافعين رايات تحرير الشام والتشكيل الذي يتبعون له على الطرق الواصلة بين البلدات في ريف إدلب. ويبدو أن تحرير الشام باتت تعتمد بشكل أكبر على الدعاية، والترويج لقدراتها والذي يكرس مزاعم قوتها، وتوسع سلطاتها، وزيادة تسليحها وأعدادها، وتطورها في نواحي التنظيم والدراية العسكرية وتنوع التخصصات. 

والدعاية المفترضة تتزامن أيضاَ مع تصريحات زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي التقى خلال تموز، بوجهاء المهجرين من محافظة حماة ووعدهم بتحرير مناطقهم وبلداتهم من قبضة قوات النظام، وهي تصريحات تكررت على لسان الجولاني خلال لقاءاته بوجهاء العشائر ووجهاء المهجرين من باقي المحافظات المقيمين في إدلب.

وشملت التدريبات العسكرية لتحرير الشام منذ بداية آب، تدريبات رفع مستوى لكتائب نزع الألغام، وتضمنت التدريبات عمليات اكتشاف الألغام وإزالتها، وأخضع المتطوعين الجدد في تشكيلات تحرير الشام والمتدربين من العناصر القدامى لاختبارات متنوعة، وأجرت تدريبات لعناصرها على الأسلحة الرشاشة الثقيلة.

ولا يقتصر تفاخر تحرير الشام على إظهار قدراتها العسكرية فحسب، بل تركز أيضاَ على إظهار قوتها في القطاع الأمني، وبدا ذلك واضحاً خلال العملية الأخيرة التي شنتها ضد عملاء النظام في مناطق شمالي إدلب، بعدما نشرت عدداً كبيراً من المركبات على الحواجز وتقاطع الطرق وفي الساحات، وكثف الجهاز الأمني من انتشار عناصره المدججين بالأسلحة الفردية والمتوسطة بينما كانت صفارات الانذار تبث الرعب في المناطق المستهدفة في الحملة الأمنية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها