الأحد 2022/07/03

آخر تحديث: 13:04 (بيروت)

"تلغراف":حملة تطهير للحرس الثوري الايراني بعد الاختراقات الاسرائيلية

الأحد 2022/07/03
"تلغراف":حملة تطهير للحرس الثوري الايراني بعد الاختراقات الاسرائيلية
increase حجم الخط decrease
كشفت صحيفة "تلغراف" البريطانية عن قيام السلطات الإيرانية بحملة "تطهير" داخل الحرس الإيراني بعد مخاوف من تسلل جواسيس يعملون لصالح الاحتلال الإسرائيلي. 

وقالت الصحيفة في تحقيق، إن ضابطاً رفيعاً في الحرس الثوري اعتقل في أعقاب إقالة رئيس جهاز الاستخبارات حسين طائب وذلك على إثر سلسلة أحداث "أحرجت" النظام الإيراني، بينها اغتيال عالمين إيرانيين في المجال النووي وقرصنة الاحتلال الإسرائيلي لوثائق إيرانية مهمّة حول برنامجها النووي. ولدى إيران شكوك بأن إسرائيل قد اغتالت اثنين من عملائها النوويين عبر تسميم طعامهما.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنين إسرائيليين قولهم إن "المعلومات التي نشرتها إسرائيل شكّلت صدمة للإيرانيين وكانت بمثابة صفعة على الوجه"، مشيرين إلى تكتيك جديد تنتهجه إسرائيل حيال إيران تحت مسمى "عقيدة الأخطبوط"، بهدف تقويض المخابرات الإيرانية، والانتقال من ضرب أذرع ووكلاء إيران إلى استهداف الرأس مباشرة.

ولفتت إلى أن استبدال رئيس جهاز المخابرات برئيس وحدة الحماية السابق في الحرس الثوري محمد كاظمي، إشارة إلى مخاوف إيران من تعرض أجهزتها الاستخباراتية للخطر، ويشي بعدم قدرة استخبارات الحرس الثوري على منع هجمات إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن محللين إيرانيين أن طائب هو واحد من أقوى الشخصيات في الحرس الثوري الإيراني ولديه علاقات وثيقة مع المرشد الأعلى علي خامنئي. وأضافت أنه من المتوقع الآن إجراء المزيد من التغييرات في المناصب العليا لكبار القادة الإيرانيين حيث يطلق النظام حملة بحث عن المزيد من جواسيس الموساد.

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نشرت الأربعاء، تقريراً قالت فيه إن السلطات الإيرانية اعتقلت اللواء في الحرس الثوري علي نصيري، للاشتباه بتجسسه لصالح إسرائيل وذلك بشكل سري في حزيران/يونيو. وكان نصيري قائداً كبيراً ومكلفاً بالإشراف على عمل وحدة حماية المعلومات بالحرس الثوري.

وأشار التقرير إلى أن اعتقال اللواء نصيري "جاء بعد شهرين من اعتقال العشرات من موظفي برنامج تطوير الصواريخ التابع لوزارة الدفاع، للاشتباه بتسريب معلومات عسكرية سرية، بما في ذلك مخططات تصميم الصواريخ، إلى إسرائيل"، حسب مسؤول إيراني مطلع على حملة الاعتقالات هذه.

وقال نائب الرئيس الإيراني الأسبق علي أبطحي ل"نيويورك تايمز" إن "الاختراقات الأمنية داخل إيران والنطاق الواسع للعمليات التي تقوم بها إسرائيل قوضت بالفعل أقوى مؤسسة استخباراتية لدينا"، مضيفاً أنه "لطالما كانت قوة أمننا هي حجر الأساس للجمهورية الإسلامية وقد تضررت في العام المنصرم".

نفي إيراني
وفي وقت لاحق نفى الجنرال نصيري صحة تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" عن اعتقاله بتهم التجسس لصالح إسرائيل. وقال في مقابلة مع وكالة "حوزة" للأنباء الإيرانية، إنه ما زال على عمله بالحرس، واصفاً الأنباء عن اعتقاله بأنها "مجرد شائعات". وأضاف أنه "جندي للولاية"، مؤكداً أنّ "الكيان الصهيوني المزور سيزول".

يشار إلى أنّ وسائل إعلام إسرائيلية وغربية كانت قد تحدثت قبل ثلاث سنوات عن اعتقال نصيري أيضاً، لكنه نفى حينها أيضاً صحة هذه "الإشاعات" في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء.

وكانت إيران قد أعلنت في شهر حزيران/يونيو، اعتقال عملاء لجهاز الموساد الإسرائيلي كما أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية اعتقال 3 عملاء لجهاز المخابرات الإسرائيلي في شهر نيسان/أبريل.

الموساد نشط في إيران
وصعدت اسرائيل من عملياتها في الداخل الإيراني على خلفية التوتر بينها وبين إيران، خاصة مع اقتراب الجمهورية الاسلامية بحسب التقارير الاسرائيلية من الحصول على القنبلة النووية. ففي العام 2020 تم اغتيال محسن فخري زادة، أبرز العلماء النوويين الإيرانيين، وهو ينتقل في سيارة، برشاش تم تشغيله بالتحكم من بعد، وهو ما لم يكن ممكناً بهذه "الدقة الجراحية"، إزاء هدف متحرك ومن دون التسبب بسقوط أي ضحايا مدنيين، في غياب وجود استخباراتي على الأرض.

وأواخر كانون الثاني/يناير 2018، اقتحم 12 رجلاً منشأة تخزين في منطقة صناعية تبعد 30 كيلومتراً عن طهران. وخلال سبع ساعات، أذابوا أقفال 27 خزنة وفروا من دون أثر بوثائق نووية سرية. وكانت من أبرز العمليات التي استهدفت إيران في التاريخ، لكن المسؤولين لم ينبسوا ببنت شفة.

وبعد ثلاثة أشهر، ظهرت الوثائق على بعد ألفي كيلومتر، في تل أبيب بإسرائيل. وعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو الوثائق التي أكد أنه حصل عليها من خلال عملية نفذها الموساد. اليوم يعبر مسؤولون إيرانيون سابقون عن قلقهم من وصول الموساد إلى مراتب عليا في المؤسسات الأمنية والاستخبارية الإيرانية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها