الثلاثاء 2022/07/19

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

تل رفعت: المسيرات التركية تكثف غاراتها..وتربك عمليات انتشار النظام

الثلاثاء 2022/07/19
تل رفعت: المسيرات التركية تكثف غاراتها..وتربك عمليات انتشار النظام
increase حجم الخط decrease
قصفت طائرات مسيرة تركية، الثلاثاء، موقعاً عسكرياً لقوات النظام على أطراف مدينة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) في ريف حلب الشمالي، وهو القصف الثاني للمسيرات التركية على مواقع النظام خلال 24 ساعة.
وقال مصدر عسكري معارض لـ"المدن"، إن "طائرة تركية مسيرة من الطرازات الصغيرة، استهدفت نقطة عسكرية تتمركز فيها مجموعات تابعة لقوات النظام بالقرب من المطار الزراعي الواقع بين تل رفعت غرباً، وقرية الشيخ عيسى شرقاً، وتسبب القصف بإصابة عدد من عناصر النظام بينهم ضابط برتبة ملازم أول، ويدعى علي خضور".

وأضاف المصدر: "سبق القصف على مواقع النظام تحليق مكثف للطيران التركي المسير في سماء منطقة العمليات التي شهت انتشاراً مستجداً لقوات النظام والمليشيات الموالية لها، وبالأخص في قرية الشيخ عيسى وأطرافها التي تقع على تماس مباشر مع فصائل المعارضة المتمركزة في مدينة مارع شمالي حلب".

وأشار المصدر إلى أن "القواعد العسكرية التابعة للجيش التركي المنتشرة على طول خط التماس مع قسد في تل رفعت ومحيطها، باتت تشارك في العمليات الجوية للطيران المسيّر بعد تزويدها بالرادارات وأبراج الرصد، وتنطلق منها المسيرات المذخرة الصغيرة والانتحارية لتضرب أهدافاً ثابتة ومتحركة لقوات النظام وقسد في المنطقة".

وكانت طائرة تركية مسيرة استهدفت، ليل الاثنين، موقعاً مشتركاً لقوات النظام والأمن العسكري في الحي الغربي من تل رفعت. ولم يتسبب القصف الذي طاول المنطقة القريبة من سكة الحديد في تل رفعت، بوقوع إصابات بين المجموعات المتواجدة في الموقع. كما قصفت المسيرات رتلاً عسكرياً للفرقة السابعة في قوات النظام في المنطقة الواقعة بين قريتي أحرص وتل قراح، ضمن مناطق الشهباء التي تسيطر عليها قسد، وكان الرتل متوجهاً إلى الجبهات مع الفصائل المعارضة في بلدة حربل جنوبي مارع.

وقال قائد عسكري في الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني، لـ"المدن"، إن "قصف المسيرات التركية يتزامن مع زيادة ملحوظة في حجم النيران البرية للفصائل والجيش التركي الموجهة ضد مواقع قسد، شمالي حلب، وأصبحت النيران البرية والجوية التركية تطاول مواقع تمركزت فيها قوات النظام حديثاً، وأخرى تمركزت فيها في وقت سابق خلال عمليات الانتشار الماضية".

وأوضح المصدر أن "القصف أربك قوات النظام، وعرقل عمليات انتشارها التي كانت تنوي تنفيذها، وبالتالي يمكن القول إن القصف التركي هو بمثابة إنذار صريح لقوات النظام التي تزعم أنها وجهت تعزيزات كبيرة إلى المنطقة، لكن الحقيقة أن هذه التعزيزات ما زالت أقل مما يتم الترويج له، كما أنها مكبلة وتحتمي عادة بالنقاط الروسية الموجودة في المنطقة وتنتشر في محيطها القريب كي لا يتم استهدافها".

وفي سياق التحركات الروسية في منطقة تل رفعت ومحيطها شمالي حلب، غابت الطائرات المروحية الروسية عن سماء المنطقة منذ منتصف تموز/يوليو، وتوقفت الدوريات الروسية التي كانت تنطلق من القاعدة الروسية في قرية الوحشية الواقعة إلى الجنوب الشرقي من تل رفعت، بينما شهدت المنطقة تصاعداً في تحركات المليشيات الإيرانية التي بدأت العمل على توسعة الطوق الأمن حول بلدتي نبل والزهراء ويبدو أنها باشرت العمل على إنشاء تحصينات هندسية قبيل انطلاق العملية العسكرية التركية المرتقبة.

وقال العضو في مكتب العلاقات العامة في الفيلق الثالث، هشام سكيف، لـ"المدن"، إن "إيران عبر أذرعها العسكرية تحاول ابتزاز تركيا من خلال طروحات وبازارات باتت معروفة، ونحن نعلم ان النظام لا قبل له بمواجهة القوة العسكرية التركية وقوة الفصائل التي باتت مدربة بشكل جيد".

وأضاف أن النظام "يلجأ للتحركات العسكرية والعمليات الاستفزازية مثلما حصل مؤخراً من عمليات إعادة انتشار وتعزيز مفترضة، في مناطق عديدة، بينها تل رفعت، وهذه الضربات الجوية التركية على مواقع النظام هي بمثابة تحذير ناري يذكر المليشيات بحوادث سابقة، مثل قصف مواقعها في معسكر كفر جنة في منطقة عفرين شمالي حلب، العام 2018".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها