الأربعاء 2022/07/13

آخر تحديث: 12:56 (بيروت)

تمديد آلية المساعدات..روسيا هزمت السوريين الأكثر ضعفاً

الأربعاء 2022/07/13
تمديد آلية المساعدات..روسيا هزمت السوريين الأكثر ضعفاً
increase حجم الخط decrease
يدور نقاش واسع حول تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري عبر معبر "باب الهوى" على الحدود التركية لمدة ستة أشهر، وسط انتقادات حادة من قبل منظمات المجتمع المدني لمجلس الأمن، بسبب مجاراة روسيا والامتثال لرغبتها بشكل شبه كامل.

ولم يُكشف بعد عن تفاصيل القرار الذي امتنعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عن التصويت عليه، وخاصة المتعلقة بكمية المساعدات التي تذهب لمناطق سيطرة النظام، والمساعدات التي تصل الشمال السوري عبر الخطوط مع النظام، وهو ما يثير مخاوف المعارضة من تقليص كمية المساعدات.

وينتهي العمل بالتفويض الجديد في 10 كانون الثاني/يناير 2023، أي في الفترة التي تسجل فيها الاحتياجات الإنسانية في مخيمات الشمال السوري، حيث النازحين الأكثر ضعفاً، الذروة بسبب فصل الشتاء، وعن ذلك يقول مدير فريق "منسقو استجابة سوريا" محمد الحلاج إن ما جرى عبّر عن عجز مجلس الأمن مقابل التعنّت الروسي.

تداعيات أوكرانيا
ويشير الحلاج في حديث ل"المدن"، إلى عدم موافقة روسيا على مقترح تمديد آلية التفويض 9 أشهر بدلاً من 6، للانتهاء من فصل الشتاء، ويقول: "بالتالي لن توافق روسيا في الغالب على التمديد لفترة ثانية، وإن كان خلاف ذلك سيكون مقابل تنازلات جديدة للروس".

ويعرب عن أسفه من إصرار روسيا على تسييس المساعدات الإنسانية، ويقول: "كان واضحاً حضور تداعيات الملف الأوكراني في الملف الإنساني السوري".

والأمر الأكثر أهمية، وفق تصور الحلاج، أن المشاحنات والمداولات التي سبقت اعتماد القرار الجديد، أظهرت عدم توفر أي بدائل لإدخال المساعدات إلى الشمال السوري، وخاصة من جانب الولايات المتحدة التي تغيبت سفيرتها الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن حضور الجلسة، وحضر نائبها ريتشارد مايلز.

وكانت موسكو تطالب بدعم مشاريع الإنعاش المبكر بشكل أكبر، وزيادة دعم الأمم المتحدة من المساعدات التي تقدم للشمال الغربي عبر خطوط التماس بموافقة النظام، وهي المطالب التي تخدم حليفها، وحصلت قبل تمديد الآلية على ضمانات بشأن ذلك، إذ يطلب المجلس من الأمين العام للأمم المتحدة إحاطة شهرية وتقارير على أساس منتظم، على الأقل كل 60 يوماً، بشأن امتثال جميع الأطراف المعنية في سوريا وعمليات الأمم المتحدة الآمنة عبر الخطوط.

ابتزاز روسي
ويقول الدبلوماسي السوري السابق في واشنطن بسام بربندي إن تمديد التفويض أظهر ابتزازاً روسياً للمجتمع الدولي، وقبولاً من الطرف الآخر، أي من جانب المجتمع الدولي.

ويضيف ل"المدن"، أن روسيا تعتبر سوريا بلداً يمثل قوتها كما هو حال أوكرانيا، ولا يمكن أن تتنازل فيها عن شيء، وخاصة أن المجتمع الدولي لا يتعامل مع سوريا إلا من منظور البعد الإنساني.

ويؤكد بربندي أن روسيا فرضت شروطها من خلال زيادة الأموال المخصصة لدعم الإنعاش المبكر في مناطق سيطرة النظام، أو بعبارة أخرى لدعم الشريحة الموالية للنظام، باعتبار أن الأخير هو من يتحكم بطريقة توزيع هذه الأموال.

وعليه، يعتبر الدبلوماسي أن روسيا نجحت في دفع الأمم المتحدة للتعاطي مع النظام بشكل إيجابي أكثر، لافتاً إلى أن النظام بات يتحكم بكل الأموال المخصصة لدعم مشاريع الإنعاش المبكر، في المناطق الخاضعة لسيطرته والخارجة عن سيطرته أيضاً.

الائتلاف يرفض الهيمنة الروسية
من جانبه، أعلن الائتلاف المعارض رفضه تحكم روسيا في ملف المساعدات الإنسانية، معتبراً أن تمديد دخول المساعدات الإنسانية لستة أشهر قادمة لن يشكل حلاً فعالاً ينصف السوريين.

وأضاف في بيان، أن السوريين سيجدون أنفسهم مرة أخرى عرضة للابتزاز الروسي في الشتاء القادم عند ازدياد الحاجة، مطالباً الولايات المتحدة ودول العالم الحر بإيجاد آلية جديدة لإدخال المساعدات إلى سوريا بعيداً عن داعمي النظام وبعيداً عن الفيتو الروسي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها