السبت 2022/05/28

آخر تحديث: 14:09 (بيروت)

حمص: أول تمويل أممي لمصنع حكومي..هل بدأت إعادة الإعمار؟

السبت 2022/05/28
حمص: أول تمويل أممي لمصنع حكومي..هل بدأت إعادة الإعمار؟
increase حجم الخط decrease
تعكس عمليات تأهيل "شركة سكّر حمص"، تعاون "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" UNDP  مع حكومة النظام السوري بشكل مباشر، بالنظر الى ان هذا التمويل الاممي، هو الاول لمصنع يمتلكه النظام السوري، منذ العام 2011.

وبدأت "شركة سكر حمص" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بعمليات تأهيل معمل الخميرة في الشركة مع الحفاظ على هيكليته وإصلاح الشبكة الكهربائية والصرف الصحي وخطوط الإنتاج، حسب ما ذكرت وكالة "سانا" السورية الرسمية للأنباء.

ونقلت "سانا" عن مدير معمل الخميرة في الشركة المهندس نجدات فياض قوله إن "الاتفاق مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يتضمن تنفيذ أعمال ترميم لمعمل الخميرة وتنفيذ أعمال ميكانيكية تتضمن تركيب واجهة رخام لواجهة المعمل بمساحة ألف متر مربع، وورشة لبقية واحات المعمل وتمديد أنابيب صرف مقاوم للأحماض وتنفيذ أرضيات من الإيبوكسي مقاومة للأحماض أيضاً"، فضلاً عن أعمال سباكة وألمنيوم ودهان. 

كما نقلت "سانا" عن مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حمص المهندس طارق سفر أن عمليات التأهيل ستنتهي خلال 6 أشهر وفق العقد الموقع مع المتعهد بتكلفة تصل إلى مليون دولار، وتتضمن استبدال بعض الخطوط لزيادة الطاقة الإنتاجية للحفاظ على إنتاجية المعمل لكونه الوحيد في القطر حالياً الذي ينتج الخميرة الطرية.

إعادة اعمار
يصنّف كرم شعار، مدير الأبحاث في "مركز السياسات وبحوث العمليات"، العقود التي يوقعها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن سياق "أقرب إلى إعادة الإعمار"، مؤكداً لـ"المدن" أن هذه العقود تمثل "إشكالية حقيقية في التعامل مع النظام السوري الذي يعد ثالث الأنظمة فساداً في العالم وفقا لتقييم منظمة الشفافية في العالم".

ويرى شعار أن الباحثين في قضية العلاقات الأممية مع النظام السوري "لمسوا إشكاليات عديدة تتعلق بتوقيع المنظمات الأممية عقوداً تمويلية مع شخصيات مقربة من النظام السوري"، لكن "تمويل شركة سكر حمص يعد الخطوة الأوضح منذ 11 سنة حتى الآن، فيما يخص تعامل المنظمات الأممية مع مؤسسات النظام السوري".

ويُنظر الى هذه الخطوة على انها "سابقة في التعاون المباشر مع القطاع العام في سوريا"، بينما كانت معظم البرامج والمشاريع التي يطلقها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، "تحمل بعداً إنسانياً وخدمياً، من خلال التعاون مع أشخاص أو جهات غير حكومية".  

ففي العام 2020 أطلق البرنامج، خدمة الدعم النفسي الاجتماعي "فضفضة" في سوريا لتقديم خدمات الدعم النفسي  للسوريين لمواجهة حالات الخوف، والاكتئاب، والحزن، ومشاكل العمل والعائلة والمجتمع وغيرها.

وفي العام 2019 أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حمص مشروع ‏"قفزة" لدعم مشاريع تخرج طلبة جامعة البعث لكليات هندسة الزارعة والمعلوماتية والكهرباء والميكانيك والبتروكيمياء الذي يهدف إلى دعم مشاريع ‏التخرج في الكليات الهندسية، وذلك للربط بين بيئة الجامعة ‏والبحث العلمي في قطاع الأعمال لتكون الجامعة منصة لأهداف ‏التنمية المستدامة، حسب تصريحات رسمية في حينها.

تمكين النظام 
من ناحية أخرى، يستبعد كرم شعار وجود بُعد سياسي يمكن أن يحمله التعاون الأممي مع القطاع العام في سوريا، ووضعه ضمن سياق مبادرة "خطوة – خطوة" الأميركية، معتبراً أنه قرار تشغيلي لا يحمل أي طابع سياسي.

ويرى شعار أنه كان "من الأجدى أن تتعاون المنظمات الأممية مع القطاع الخاص في سوريا من خلال تمويل مؤسسات مستقلة ومعزولة عن النظام السوري، كون الآلية الحالية التي يوضحها عقد تمويل شركة سكّر حمص، هي تعاون مباشر مع القطاع العام وإن كانت هذه الخطوة ستنعكس إيجاباً على اليد العاملة وعلى المستهلك كون مادة الخميرة التي سيتم إعادة إنتاجها ضمن مشروع التمويل كان تصنيعها محصوراً بهذه المؤسسة فقط".

ويرجح شعار أن تبرر UNDP هذه العقود في وقت لاحق بتصنيفها في إطار "مشاريع التعافي المبكر"، حيث يكون الهدف دعم المواطن السوري وليس الحكومة، مؤكدا أن أي تعاون يتم مع الحكومة السورية "لن ينعكس بصورة كبيرة على المواطن السوري بسبب الفساد الحكومي وإمكانية سرقة ونهب المساعدات الأممية"، بموازاة "تقوية الحكومة على حساب الشعب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها