الجمعة 2022/05/27

آخر تحديث: 20:05 (بيروت)

شمال سوريا:مؤشرات الهجوم ضعيفة..والقصف التركي يضعف دفاعات قسد

الجمعة 2022/05/27
شمال سوريا:مؤشرات الهجوم ضعيفة..والقصف التركي يضعف دفاعات قسد
increase حجم الخط decrease
تصاعد القصف البري التركي على مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية (قسد) مستهدفاً تحصيناتها ومستودعات أسلحتها، ومواقعها العسكرية المتقدمة في الخطين الدفاعيين الأول والثاني.
وترصد الطائرات المسيّرة التحركات المستجدة في منطقة يزيد عمقها عن 20 كيلومتراً داخل مناطق قسد في محافظات حلب والرقة والحسكة، وتلاحق المسيرات أرتال التعزيزات القادمة عبر خطوط الإمداد من مناطق الداخل، والتي باتت تفضل المسير ليلاً خوفاً من استهدافها.

ريف حلب
على جبهات ريف حلب التي نفذت فيها مجموعات تتبع لمليشيا "قوات تحرير عفرين" التابعة لقسد هجومين منفصلين بالصواريخ المضادة للدروع، الهجوم الأول استهدف مركبة مدنية بالقرب من بلدة مريمين جنوبي منطقة عفرين، والثاني استهدف مركبة عسكرية جنوبي مدينة جرابلس شمال شرق حلب، وكلا الهجومين لم يُسفر عن أي خسائر بشرية مدنية أو عسكرية، ونفى الإعلام الرديف في "قسد" العلاقة بالهجومين.
وراحت قيادات عسكرية بارزة تتبع لقوات عفرين توجه أصابع الاتهام للمليشيات الإيرانية بأنها هي من نفذت الهجوم الأول على مركبة جنوب عفرين، ويبدو أنها محاولة للقول إن المنطقة تشهد عمليات انتشار للمليشيات الإيرانية التي من المفترض أن تتصدى مع قسد لأي هجوم بري قد تشنه المعارضة بدعم تركي، في حين يبدو واقع الانتشار الميداني للمليشيات الإيرانية بخلاف ما يتم الترويج له، على الأقل في الوقت الراهن، فما تزال أعداد نقاط المليشيات في الجبهات المشتركة مع قسد على حالها ولم تشهد زيادة في الأعداد والعتاد الحربي.

إعادة انتشار
تحركات قسد المتصاعدة في جبهات ريف حلب والتي تطلق عليها مسمى "مناطق الشهباء" تزامنت مع تنفيذها عمليات إعادة انتشار وتمركز جديدة على طول خط الاشتباك الممتدة من جنوبي عفرين شمال حلب وصولاً إلى جبهات شمال منبج شرق حلب، واستقدمت قسد إلى الشمال أكثر من 20 مركبة عسكرية تنقل التعزيزات من أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.
وبدا أن عمليات الانتشار التي نفذتها قسد مؤخراً تهدف إلى تقوية الخط الدفاعي تحسباً لأي هجوم بري محتمل، كما أنها توفر الاحتماء من النيران التركية الكثيفة براً وجواً، والتي طاولت أكثر من 60 موقعاً عسكرياً في الشهباء خلال الساعات ال48 الماضية.
وقالت مصادر عسكرية متطابقة ل"المدن"، إن "قصف القواعد العسكرية التركية المنتشرة بريف حلب، وفي الجنوب التركي طاول مواقع عسكرية مهمة تتحصن فيها مليشيا قوات عفرين التابعة لقسد" في أحرص والوحشية وحربل وأم حوش وقرامل وحساجك وبرج القاص وكفرنايا ومطار منغ والعلقمية وحاسين وأم القرى وسد الشهباء والسموقة وفافين وأطراف مدرسة المشاة وتل شعير وغيرها".
وأضافت المصادر أن "القصف تسبب بتدمير عدد من المواقع أُجبرت قوات عفرين على إخلاء بعضها، كما دفع التصعيد بقوات نظام الأسد المنتشرة في الجبهات المشتركة مع قسد شمال حلب إلى الانسحاب نحو مقراتها الرئيسية التي ترفع عليها الأعلام الروسية في أطراف تل رفعت وفي المنطقة المحيطة بالقاعدة الروسية شمال بلدة فافين".

تعزيزات تركية
وأضافت المصادر أن "الجيش التركي بدأ بإرسال تعزيزات عسكرية نحو قواعده المنتشرة على طول خط التماس مع قسد في المنطقة، واستأنف عمليات التحصين وحماية الحواجز والنقاط المكشوفة في مارع وإعزاز وجنوب عفرين، ودخل المزيد من الشاحنات المحملة بالكتل الاسمنتية والتي يجري توزيعها على النقاط الخطرة التي اعتادت قسد على استهدافها بالصواريخ والمدفعية، وهذه الإجراءات تهدف إلى منع أي عمليات انتقامية تفكر قسد بشنها بسبب تصاعد القصف ضدها وتدمير مواقعها".
ويسود التوتر بين نازحي عفرين المقيمين في مناطق الشهباء التي تسيطر عليها قسد خوفاً من انطلاق عملية عسكرية للجيشين التركي والوطني التابع للمعارضة. ومنعت الأخيرة عدداً من العائلات من العودة إلى عفرين عبر ممرات التهريب بعد أن استنفرت قواتها على طول خط التماس، كما منعت الفرقة الرابعة مرور الأكراد من مناطق الشهباء نحو أحياء الأشرفية والشيخ مقصود بحلب.

الاستنجاد بروسيا
ودفعت قسد أنصارها للتظاهر أمام مقر القوات الروسية في قرية الوحشية شمال حلب، ورفع المتظاهرون الأعلام الروسية وأعلام النظام. والتقى وفد من المتظاهرين مع الضباط الروس في القاعدة الروسية في قرية الوحشية شمال فافين للمطالبة بحماية المنطقة من أي عملية عسكرية تركية نحوها، وطالب أنصار ٌقسد القوات الروسية بأن تفي بالتزاماتها وتوقف عمليات الانسحاب التدريجي من المنطقة..
ويبدو أن التجمع الأكبر للقوات الروسية في مناطق الشهباء التابعة لقسد بريف حلب بات ينحصر في القاعدة العسكرية الروسية في قرية الوحشية شمال حلب بعد أن جرى تخفيض أعداد الجنود في قاعة تل عجار غرب تل رفعت، أما بالنسبة للتعزيزات العسكرية التركية نحو ريف حلب لا تدل حتى الآن على أن المنطقة باتجاه تصعيد عسكري بري ضد قسد، فالتعزيزات ما تزال أقل من المطلوب لشن معركة، وهي تتدفق بالتدريج نحو المنطقة لتعزيز القوة النارية وبقصد مواصلة القصف المركز لإضعاف دفاعات خصومها، كما أن الفصائل في المنطقة لم يطلب منها حتى الآن رفع جاهزيتها القتالية استعداداً لأي تحرك.

تركيز على شرق الفرات
ويرجح المحلل العسكري العقيد مصطفى بكور في حديث ل"المدن"، أن "يكون القصف التركي أكثر كثافة وتركيزاً على مواقع قسد شرق الفرات، فمحاور المنطقة هناك أكثر أهمية بالنسبة للعملية العسكرية التركية المحتملة، وهناك القوة الأكبر لقسد، والعملية ربما تشمل أيضاَ منطقة عين العرب (كوباني) على الجانب الأيسر من نهر الفرات والتي تتبع لمحافظة حلب، والعمل العسكري نحوها يمكن من خلاله تحقيق الاتصال الجغرافي بين مناطق المعارضة شرق وغرب الفرات".
وأضاف بكور أن "التحضيرات للعملية العسكرية المرتقبة تسير بالتوازي مع المساعي الدبلوماسية التركية مع الفاعلين الأساسيين في ملف الشمال السوري، الأميركيين والروس، ولا بد للأتراك من الحصول على توافقات قبيل أي تحرك ميداني، وهذا ما جرى تحديداً خلال العمليات السابقة، نبع السلام وغصن الزيتون ودرع الفرات، حيث بدأت التحضيرات بالتدريج".
وبدأ العمل بالفعل على هدم جزء من الجدار الحدودي العازل قبالة عين العرب، وتتدفق التعزيزات التركية نحو منطقة نبع السلام بشكل أكبر من درع الفرات بريف حلب، والقصف البري التركي على مواقع قسد في ريفي الحسكة والرقة في تصاعد مستمر، وتحلق الطائرات التركية المسيرة بكثافة في سماء منطقة العمليات.
وطاول القصف التركي شرق الفرات قرى وبلدات مشرفة أم العشب وأم هرملة وبصيص التحتاني وتل أبو رأسين وخربة الشرقية وعرب خان وتل شعير وتل قبر الكبير وكلدانين، وتل أم كهف وجميعها في محور تل تمر بريف محافظة الحسكة، أما على محوري عين عيسى شمالي الرقة ومحور عين العرب (كوباني) شمال شرق حلب فقد كان القصف أقل.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها