الجمعة 2022/04/08

آخر تحديث: 13:39 (بيروت)

رعد حازم ..الذي حوّل ليل تل أبيب إلى كابوس

الجمعة 2022/04/08
رعد حازم ..الذي حوّل ليل تل أبيب إلى كابوس
© Getty
increase حجم الخط decrease
رعب وهلع وخوف مع استنفار أمني وعسكري، وإحباط وارتباك سياسي، اختصار حال تل أبيب ليل الخميس/الجمعة، بعدما هاجمها الشاب الفلسطيني اللطيف رعد حازم، ليذيق سارقي الأرض بعض ما يعيشه أصحابها الأصليون على مستوى يومي.

ورعد هو نجل فتحي حازم الذي يعمل مسؤولاً لكتيبة في أجهزة الأمن الفلسطينية بمدينة جنين. يصفه والده بأنه "كان سمحاً، مصلياً صائماً، باراً بوالديه"، متخصصا في مجال الكمبيوتر والتقنيات، مشيراً إلى أنه شخصية لطيفة، محبة، ودودة ومعيناً للأخرين.


أطلق رعد العنان لبندقيته مصوباً رصاصاته تجاه من يعتبر أنهم لا يستحقون لطفه ومحبته. أولئك الذين قاموا بتحويل مخيم جنين، حيث نشأ وعاش، إلى كابوس يومي، يستبيحه عسكرهم ويبيحونه لأجهزة مخابراتهم وأمنهم ليعيثوا فيها قتلاً واعتقالاً وإذلالاً.

من رحم تلك المعاناة، تخلى رعد عن ودّه. لساعات فقط، أراد أن يكون مختلفاً عمّا عاشه طيلة سنواته ال29. حركته لم تكن عبثية، والقتل بالنسبة له لم يكن هدفاً. هو فقط رد. تذكير لأولئك الساهرين بأن داخل فلسطين، كل فلسطين، من لا يحق له السهر، من تُستكثر عليه الحياة، من يُدفع إلى الموت، من يُنكل به ويُقتل ويُشرد لأنه أراد وطناً.

ورعد ابن شقيقة الشهيدين عثمان السعدي الذي ارتقى على أرض لبنان، والشهيد محمد السعدي الذي ارتقى بعد اشتباك مسلح مع القوات الخاصة الإسرائيلية في الانتفاضة الأولى. وقال خاله محمود السعدي إن ابن شقيقته استشهد في الذكرى ال20 لمعركة مخيم جنين، وذكرى كمين المخيم الذي أوقع 13 جندياً قتلى.

بعد العملية التي أوقعت قتيلين و14 جريحاً، سار حازم رعد من موقع التنفيذ في شارع ديزنغوف بمدينة تل أبيب، وصولاً إلى ساحة الساعة في مدينة يافا، من دون أن تعترضه قوات من الشرطة أو الجنود الذين كانوا قد انتشروا بقوات مكثفة في تل أبيب، بأكثر من 1300 عنصر، بمن فيهم جنود من وحدات النخبة في الجيش.

لم يُذكر في أي من الروايات الأمنية الإسرائيلية أنه خاف أو اختبأ. في يافا صادف إسرائيلياً آخر وأطلق النار عليه، من دون أن يتمكّن من إصابته، بعد ذلك بوقت قليل وصل عنصران من "الشاباك"، وهناك صادفا منفذ العملية، وطلبا منه التوقّف، لكنه أطلق النار عليهما ووقع اشتباك بينهما، استشهد على إثره.

لن يكون رعد آخر الفدائيين. العملية الرابعة خلال أسابيع قليلة في قلب تل أبيب، تثبت أن الخوف لم يتسلل بعد إلى قلوب أولئك الشبان "الطيبين"، وأن شكلاً جديداً من المقاومة قد وُلد. شكل جديد يستلهم شجاعة يحيى عياش، ويمضي بخطط منفردة ليكسر "السور" الواقي" الإسرائيلي، ويخترق الذاكرة الإسرائيلية، التي ظنّت أن تل أبيب محيّدة عن الصراع.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها