الإثنين 2022/04/04

آخر تحديث: 18:57 (بيروت)

هل ترغب تركيا بمحاورة الأسد؟

الإثنين 2022/04/04
هل ترغب تركيا بمحاورة الأسد؟
increase حجم الخط decrease
كشفت وسائل إعلام تركية عن نقاشات تدور في أنقرة بخصوص بدء حوار مع النظام السوري، وأشارت إلى أن العملية التي بدأت لإنهاء الحرب في أوكرانيا، "من شأنها أن تخلق فرصة جديدة في العلاقات بين أنقرة ودمشق".
وبحسب ما أكدت صحيفة "حرييت" المقربة من الحكومة التركية، ترى الأخيرة أن دورها في الأشهر الأخيرة وخاصة تجاه حل الحرب الأوكرانية وتركيز روسيا هناك، قد يكون توقيتاً جيداً لحل المشكلة السورية.

ونقلت كاتبة التقرير نوراي باباجان عن مصادر في أنقرة أن سياسة التوازن الحالية لتركيا، مهمة للعديد من الدول لا سيما الأوروبية منها، مضيفة أن "السياسة القائمة على التصالح قد تسهم في اتخاذ خطوات جديدة في مناطق المشاكل، وفتح فصول جديدة مع أرمينيا وإسرائيل وسوريا".

ورأت الصحيفة أنه إذا سارت الأجواء بشكل صحيح، فقد تكون لصالح تركيا، لافتة إلى أن "هناك فرصة لاستعادة العلاقات مع النظام السوري وضمان عودة اللاجئين إلى بلادهم". وأشارت إلى أن لدى تركيا ثلاثة شروط وهي الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وضمان أمن اللاجئين العائدين إلى بلادهم، وحزب "العمال" الكردستاني.

وأشارت الكاتبة إلى أن نجاح هذا الجهد سيقود إلى عودة ما لا يقل عن نصف اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم.

وقالت المصادر إن الوضع الحالي قد يفتح باباً جديداً من الفرص لتركيا، لا سيما حل المسألة السورية ومشكلة حزب العمال الكردستاني. وأضافت المصادر أنه يمكن تحسين العلاقات القائمة بالفعل بين دمشق وأنقرة، حيث إنه كلما تقدمت العلاقات مع دمشق، فإن روسيا وإيران تدخلان على الخط لمنع الأجواء الإيجابية.

وتابعت أنه حاليا مع الانشغال الروسي بالحرب الأوكرانية وردود فعل دول العالم، وكذلك انشغال موسكو بمشاكلها الداخلية، فإنه يمكن إجراء بداية جديدة مع إدارة النظام السوري تأخذ بالاعتبار أيضا مشكلة اللاجئين.

وتعليقاً، استبعد مدير معهد "إسطنبول للفكر" الدكتور باكير أتاجان عودة العلاقات بين أنقرة والنظام السوري، رغم رغبة أنقرة في حل الخلافات مع النظام السوري. وقال ل"المدن"، إن مشكلة تركيا حالياً مع رئيس النظام السوري بشار الأسد الذي أجرم بحق شعبه، أكثر من مشكلتها مع النظام السوري، حيث لم تعد أنقرة تثق بأي تعهد يصدر عن الأسد.

وأضاف أتاجان أن أنقرة وقفت مع مطالب الشعب السوري منذ البداية، بخلاف الموقف "الحيادي" الذي انتهجته في الحرب في أوكرانيا، مشدداً على أنه "لم يعد هناك أي مجال للحيادية في سوريا، وفي سوريا أيضاً ليس هناك من مجال للحياد في قضية شعب مظلوم يُقتل من قبل نظامه".

وحسب أتاجان، فإن تركيا اليوم مسؤولة عن أمن وحماية ملايين السوريين في داخل أراضيها وفي المناطق الحدودية السورية الشمالية، وأنقرة اليوم تطالب بضمانات دولية لحماية اللاجئين في حال عودتهم إلى بلادهم، مشيراً إلى تعرض اللاجئين السوريين إلى الاعتقال فور عودتهم لسوريا.

وشدد على أن تركيا لن تقبل بضمانات من النظام السوري على اللاجئين، وإنما تطالب بضمانات دولية ومن الأمم المتحدة.

وتعتبر تركيا اليوم من بين أكثر الدول تشدداَ في رفض تعويم النظام السوري، وحسب مصادر تركية فإن روسيا عرضت أكثر من مرة على أنقرة الجلوس مع دمشق حول طاولة المفاوضات. 

لكن، وفي المقابل، لا تستبعد مصادر تركية أن تبدأ أنقرة محادثات مع النظام السوري، في ظل التغييرات الإقليمية التي تُسجل في المنطقة تباعاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها