الثلاثاء 2022/04/12

آخر تحديث: 11:46 (بيروت)

دمشق:شركات الصرافة تخفض سعر دولار الحوالات..بتغطية النظام

الثلاثاء 2022/04/12
دمشق:شركات الصرافة تخفض سعر دولار الحوالات..بتغطية النظام
increase حجم الخط decrease
في ظل رمضان الذي تكثر فيه الحوالات المالية الواردة إلى سوريا من الخارج، أعلنت شركات صرافة كبرى في مناطق النظام السوري عن تخفيض سعر صرف الدولار عند التسليم بالليرة السورية.

وأعلنت شركة الهرم للحوالة والصرافة وهي الشركة المعتمدة والمرخصة من قبل النظام السوري، أنها ستحسب سعر صرف دولار الحوالات المالية الواردة إلى سوريا من الخارج ب3400 ليرة سورية، علماً أن سعر صرف الليرة أمام الدولار عند حدود 3900 ليرة سورية للدولار الواحد.

وقبل رمضان كانت الشركة تحسب دولار الحوالات الخارجية ب3600 ليرة سورية، والسبت الماضي خفضت الشركة شعر الدولار إلى 3450 ليرة سورية، قبل أن تعلن مجدداً عن تخفيض السعر إلى 3400 ليرة سورية، لتكون بذلك تسعيرة دولار الحوالات، أقل بنحو 500 ليرة عن سعر السوق السوداء.

ويبدو أن النظام يريد الاستفادة بأكبر قدر ممكن من موسم الحوالات الخارجية، وخصوصاً مع اقتراب عيد الفطر، الذي يزداد فيه الطلب على الألبسة والأغذية واللحوم.

ويقول الباحث الاقتصادي بالشأن السوري يونس الكريم إن تخفيض الشركة لسعر تسليم دولار الحوالات الخارجية في الداخل السوري، يأتي مع تزايد كمية الحوالات التي تصل الى الداخل السوري، إذ من الواضح أن الشركة التي تمتلك فروعاً في مختلف الدول التي تسجل تواجداً للاجئين السوريين تريد رفع نسبة الأرباح من الحوالات.

ويوضح الكريم ل"المدن"، أن الشركة تريد في الآن ذاته تحميل زيادة المصاريف التشغيلية للمواطنين السوريين، حيث رفعت الشركة مؤخراً أجور الموظفين.

من جانب آخر، يشير الباحث إلى زيادة معاناة النظام السوري الاقتصادية، ويبين أن النظام السوري في الوقت الذي يحتاج فيه إلى الدولار، فإنه من خلال خصم نحو 500 ليرة سورية من ثمنه (دولار الحوالات) يحد ولو بنسبة قليلة من حجم السيولة المتداولة في السوق، لمواجهة التضخم.

وتزامن ذلك، مع معلومات حصلت عليها "المدن" من مصادر محلية تفيد بتشديد النظام السوري الخناق على سوق الحوالات غير الرسمية (السوق السوداء). وكشف مصدر يعمل في مجال الصيرفة أن أمن النظام يتشدد في ملاحقة مكاتب الحوالات التي تقوم بتسليم الحوالات بسعر يفوق سعر شركات الصرافة الرسمية (الهرم، الفؤاد، الفاضل)، بنحو 200 ليرة سورية عن كل دولار.

وحسب المصدر فإن النظام السوري يريد تحصيل الأرباح عن كل دولار واحد يصل الى الداخل السوري، وخصوصاً أن دعوات في مناطق النظام باتت تنتشر للسماح باستيراد المواد الاستراتيجية بعد ارتفاع أسعارها.

وحول آلية عمل مكاتب السوق السوداء، شرح المصدر أن الحوالات تُسلم للداخل السوري شخصياً (عبر اليد)، حيث يتولى موظف الوصول إلى صاحب الحوالة وتسليمه المبلغ، من دون أن تتم العملية في مكتب محدد للصرافة.

وتقدّر مصادر حجم التحويلات المالية التي تصل سوريا سنوياً بنحو 1.62 مليار دولار، في الوقت الذي رجح مركز "جسور للدراسات" أن تصل قيمة الحوالات التي يرسلها سوريو الخارج لعائلاتهم وأقاربهم في الداخل السوري خلال رمضان الحالي لأكثر من 200 مليون دولار.

وأوضح المركز أن "الحوالات تنعكس على تحسين درجة المعيشة لعدد واسع من السكان السوريين، ومن المتوقع أن يصل عدد المستفيدين منها لأكثر من 7.5 مليون نسمة"، موضحاً أن "الحوالات تُستخدم بشكل رئيسي في تمويل احتياجات الأسرة من السلع الغذائية خاصة الطحين والسكر والبرغل والأرز وبعض أنواع الخضراوات والفواكه، كما يمكن أن تنعكس بشكل إيجابي وبدرجة أقل من سوق الأغذية على سوق الألبسة الجاهزة التي يقبل الناس على شرائها في أواخر رمضان".

وحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن عدد السوريين الذين يحتاجون مساعدات إنسانية عاجلة يتحاوز 13.1 مليون، في حين يتواجد نحو 6.9 مليون لاجئ سوري خارج البلاد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها