غضب في الأتارب:مدرعة تركية تدهس مسنة وحفيدها

شهدت مدينة الأتارب شمال غربي حلب احتجاجات غاضبة بعد حادثة دهس مدرعة تركية لسيدة وحفيدها الاثنين، فارقا الحياة على إثرها.

وتجمع المئات من الأهالي وسط المدينة ملتفين حول المدرعات التركية التي كانت في طريقها إلى النقاط العسكرية التركية المنتشرة في خط المواجهة مع قوات النظام السوري، ورشقوا المحتجون المدرعات التركية بالحجارة ورددوا هتافات" الأتارب حرة حرة والتركي يطلع برا".

واستغل حزب التحرير (ولاية سوريا) الحادثة، ليجيّش الشارع ضد هيئة تحرير الشام باعتبارها المسؤولة عن إدارة المنطقة، وضد أرتال مدرعات الجيش التركي التي تكرر ارتكابها لهذا النوع من الحوادث في منطقتي حلب وإدلب شمال غربي سوريا، والتي راح ضحيتها أعداد كبيرة من المدنيين خلال السنوات القليلة الماضية.

ومنع المحتجون رتل المدرعات التركية من مغادرة موقع الحادثة إلى حين وصول قوة أمنية وعسكرية من تحرير الشام. ووعدت الأخيرة بمحاسبة سائق المدرعة، وتحصيل تعويض مالي (ديّة) للعائلة المتضررة التي فقدت شخصين في الحادثة، وأوكلت لمجلس الصلح العام في إدلب مهمة متابعة القضية، وأن يجلس ممثلوه مع الضباط الأتراك المسؤولين عن القواعد العسكرية التركية المنتشرة في المنطقة للاتفاق على صيغة صلح ترضي الطرف المتضرر، وتنهي التوتر بين الأوساط الشعبية في الأتارب.

ووجه أعضاء في حزب التحرير اتهامات لتحرير الشام بأنها وفرت الحماية للرتل العسكري التركي، ولسائق المدرعة التي ارتكبت عملية الدهس. وقال عبود العبود العضو في الحزب على تلغرام: "الأتارب تقع في منطقة سيطرة حكومة الإنقاذ التابعة لتحرير الشام، لديهم كما يقولون مؤسسات قضاء ومخافر وسجون للاعتقال، فهل يا ترى سيُحاسب السائق التركي وسيتم توقيفه، أم أن المعلم وجنوده فوق الشرع، وسيتم تأمين الحماية لذلك الشخص القاتل كما يحصل عند دهس الناس في الشمال".

وقال مصدر عسكري في تحرير الشام ل"المدن"، إن "جماعة حزب التحرير تستغل الأحداث العابرة لتحويلها إلى رأي عام". 

وتكررت حوادث الدهس عن طريق الخطأ التي ترتكبها المدرعات التركية في مناطق سيطرة المعارضة في ريفي حلب وإدلب، ويرجع معظمها إلى القيادة الرعناء من قبل بعض الجنود الأتراك في طرق وشوارع غير مخصصة لسير المدرعات العسكرية الضخمة، وغياب المحاسبة الصارمة التي من المفترض أن تمنع هذا النوع من الحوادث.