الإثنين 2022/12/05

آخر تحديث: 17:23 (بيروت)

حلب:الفرقة الرابعة تضيق الخناق على قسد..والصراع سيمتد الى الحسكة

الإثنين 2022/12/05
حلب:الفرقة الرابعة تضيق الخناق على قسد..والصراع سيمتد الى الحسكة
increase حجم الخط decrease
أطبقت الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري الحصار بشكل شبه كامل على مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي في حلب، وفي تل رفعت وأكثر من 40 قرية في ريف حلب الشمالي (مقاطعة الشهباء)، ومنعت دخول المحروقات والغاز، وسمحت بتدفق كميات قليلة من الطحين والمواد الغذائية والأدوية التي لا تغطي نصف احتياجات السكان.

وتطوق الفرقة الرابعة بالشراكة مع الأمن العسكري مناطق نفوذ وحدات الحماية في حلب وريفها. وللفرقة نفوذ أكبر من الأجهزة الأمنية هناك، وتهيمن على العدد الأكبر من الحواجز ونقاط الانتشار، وقد بدأت حصارها الجزئي منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر، لكنها صعدت مع بداية كانون الأول/ديسمبر، ووضعت مواداً إضافية على قائمة الممنوعات، ومنعت دخول مواد أخرى بشكل كلي، أهمها المحروقات.

وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت حواجز تابعة للفرقة على مداخل حي الأشرفية في حلب، وبالقرب من بلدة الأحداث شمالاً، صدامات بين عناصر الفرقة وعناصر الوحدات، وهددت الأخيرة بالتصعيد إذا لم يُفك الحصار، كما هددت بنقله من حلب إلى الحسكة وتطبيق سياسات حصار مشابهة ضد المربعات الأمنية التابعة للنظام في المحافظة الواقعة بمعظمها تحت نفوذ قوات سوريا الديموقراطية (قسد) والتي تشكل الوحدات عمودها الفقري.

وقالت مصادر في مقاطعة الشهباء ل"المدن"، إن "أثر حصار الفرقة الرابعة لتل رفعت ومناطق الشهباء أكبر من أثر الحصار المفروض على حيّي الشيخ مقصود والأشرفية، ففي أحياء المدينة هناك منافذ تهريب يمكن من خلالها تعويض النقص الحاصل في بعض المواد والسلع الضرورية ولو بأسعار وتكلفة أكبر، ولدى وحدات الحماية هناك مخزونات لا بأس بها من السلع في مستودعاتها، وبالأخص المحروقات".

وأضافت المصادر "في مناطق الشهباء توقف عمل مولدات الكهرباء بشكل كامل، وحرم الحصار أكثر من 200 ألف شخص من مازوت التدفئة الذي يسلمه التنظيم الكردي للأهالي في هذا الوقت من كل عام، وتضاعفت أسعار المحروقات عموماً في السوق السوداء، ووصل سعر أسطوانة الغاز إلى أكثر من 100 ألف ليرة سورية"، لافتاً إلى أن "حواجز الفرقة تسمح بمرور كميات محدودة من المواد عن طريق تجار مقربين منها، وتفرض ضرائب أعلى، وهو ما رفع الأسعار بشكل جنوني".

وكانت مواقع "قوات تحرير عفرين" التابعة لقسد في مناطق الشهباء، هدفاً بارزاً لحملة القصف التركية "المخلب-السيف" التي انطلقت في 20 تشرين الثاني/نوفمبر. ومن بين الأهداف التي تركز القصف عليها، مستودعات المحروقات والتموين التي تسخّرها عادة قوات عفرين لدعم هجماتها ضد الفصائل المعارضة، وخسارتها لمخزوناتها من المحروقات دفعتها لسحب الاحتياطيات الخاصة بالبلديات التي تقدم الخدمات للأهالي. 

وقال عضو المجلس الوطني الكردي علي تمي ل"المدن"، إن "العلاقات بين قسد وأذرعها العسكرية المتنوعة من جهة، والنظام من جهة ثانية، متوترة جداً بعد فشل المفاوضات التي جرت بينهما مؤخراً".

وأشار تمي إلى أن"النظام يطالب بانسحاب قسد من كامل الشريط الحدودي، ومن مناطق الشهباء ومنبج وغيرها، ويريد أن يتسلم آبار النفط ومصادر الثروة شمال شرق سوريا، وهذا ما ترفضه قسد حتى الآن برغم الضغط الروسي". وقال: "لهذا السبب بدا كل طرف يبتز الآخر ويستخدم ما يملكه من الأوراق ضد الآخر". وأعرب عن اعتقاده بأن "الصراع سينتقل الى الحسكة خلال الفترة المقبلة، ومن المتوقع أن تندلع المواجهات بين الطرفين في المربعات الأمنية بمدينتي الحسكة والقامشلي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها