يوم غضب في السويداء:إحراق مبنى المحافظة..والنظام يردّ بالرصاص الحي

اقتحم محتجون غاضبون من أبناء مدينة السويداء جنوب سوريا الأحد، مبنى المحافظة وسط المدينة وأحرقوه بشكل كامل، احتجاجاً على الواقع الخدمي والمعيشي في المحافظة، ورددوا هتافات مناهضة للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد وطالبوا بإسقاطه. 

وسقط عدد من الجرحى في صفوف المتظاهرين جرّاء إطلاق النار المباشر عليهم من قبل قوات النظام.

وقالت مصادر محلية ل"المدن"، إن عشرات المحتجين تجمعوا في ساحة دوار المشنقة وسط مدينة السويداء، بعد دعوات أطلقها ناشطون من أبناء المحافظة ليل السبت، للتظاهر احتجاجاً على الواقع الخدمي والمعيشي والتهميش المتعمد للمحافظة من قبل النظام السوري وحرمانها من الخدمات وسُبل العيش الأساسية.

وأضافت المصادر أن المتظاهرين انتقلوا من دوار المشنقة حاملين لافتات تُعبّر عن مطالبهم باتجاه ساحة السير وسط السويداء، وقاموا بإطلاق هتافات "عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد.. سوريا لينا وماهي لبيت الأسد" و"واحد واحد.. الشعب السوري واحد" و "الشعب يريد إسقاط النظام"، وتجمعوا أمام مبنى السرايا الحكومي (مبنى المحافظة).

وفي الأثناء، قطع المتظاهرون الطرق الرئيسة المؤدية إلى مبنى المحافظة، إلا أن سيارة أمنية مزودة برشاش متوسط حاولت اقتحام جموع المتظاهرين أمام المبنى، وقام عناصر النظام بتفجير قنبلة صوتية بين جموع المحتجين أدّت إلى وقوع 3 إصابات بينهم قبل أن يقوم المحتجون بمحاصرة السيارة وتحطيمها وضرب من كان بداخلها.

كما حاولت مصفحة أمنية تفريق المتظاهرين أمام المبنى، إلا أنهم قاموا بإحراقها بشكل كامل. محاولات أمن النظام أجّجت غضب المحتجين الذين اقتحموا مبنى المحافظة، وقاموا بإحراقه بعد مغادرة جميع من بداخله من الموظفين، كما قاموا بتمزيق صورة الأسد المعلقة على الواجهة الأمامية للمبنى، بحسب المصادر.

وبثّت شبكات إخبارية صوراً ومقاطع مصورة تظهر لحظة اقتحام المبنى وإحراقه من قبل المتظاهرين، كما أظهرت مقاطع أخرى لحظة تحطيم صورة الأسد وإنزالها عن واجهة المبنى وسط هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد". وأكدت المصادر أن المحتجين أحرقوا مبنى المحافظة بما فيه من وثائق ومستندات وأثاث ومكاتب بما في ذلك مكتب المحافظ همام دبيات.

وفي غضون ذلك، فتح عناصر النظام المتواجدين في مبنى الأمن الجنائي ومبنى قيادة شرطة محافظة السويداء، نيران بنادقهم نحو المتظاهرين العُزّل بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط 4 جرحى تم نقلهم إلى مشفى المدينة، كما تمركز قناصة على سطح مبنى قيادة الشرطة وقاموا باستهداف المتظاهرين الذين تفرقوا بسبب إطلاق النار الكثيف ووقوع إصابات في صفوفهم.

ونقلت شبكة "الراصد" المحلية عن مصدر في مشفى السويداء قوله إن أحد المصابين "لا يستجيب للعلاج ويرجح أنه فارق الحياة داخل العناية المشددة".

كما نقلت عن مصدر مقرب من الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز تأكيده أن الشيخ حكمت الهجري تواصل مع الجهات الأمنية التابعة للنظام السوري وتحديداً تلك المنتشرة على أسطح المباني الحكومية من أجل السماح باستمرار التظاهرات.