الخميس 2022/12/15

آخر تحديث: 18:14 (بيروت)

سوريا:لقاءات أوروبية لإنعاش هيئة التفاوض..والابواب العربية مغلقة

الخميس 2022/12/15
سوريا:لقاءات أوروبية لإنعاش هيئة التفاوض..والابواب العربية مغلقة
increase حجم الخط decrease
من إسطنبول إلى جنيف، ومن جنيف لأنقرة، ومنها إلى لندن، وبعدها سيحط رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة بدر جاموس في عاصمة أخرى لعقد لقاءات جديدة، يقول المقربون منه إن هدفها "إبقاء الملف السوري على الطاولة".
منذ تسلمه رئاسة الهيئة أعلن جاموس أن المرحلة في غاية الصعوبة، نظراً لتراجع أهمية الملف السوري أكثر، بسبب الحرب في أوكرانيا، وأن مساعيه ستتركز على استعادة الاهتمام وإحياء الدور العربي في الملف السوري.
لكن وكما هو متوقع، فقد كانت أبواب الدول الغربية مفتوحة أمام محاولات رئيس الهيئة وممثلي قوى المعارضة السورية فيها، بينما لا يبدو أن الأبواب العربية مفتوحة حتى الآن.

تمسك أوربي بالقرر 2254
آخر اللقاءات عقدها جاموس مع المبعوث البريطاني الخاص لسوريا جوناثان هارغريفز الأربعاء في مقر وزارة الخارجية بلندن، "وجرى النقاش حول مستجدات العملية السياسية وخطورة تعطيل النظام لها، وملفي المساءلة والمحاسبة والمعتقلين" حسب إعلام هيئة التفاوض.
وقبلها بيومين التقى وفد من الهيئة، المبعوثة الفرنسية الخاصة لسوريا يريجيت كرمي "لبحث تطورات الوضع السياسي، واستمرار النظام بتعطيل أي عملية سياسية جادة تنقذ الشعب السوري"، إضافة لمناقشة "تدهور الوضع الإنساني في المناطق السورية والظروف الصعبة التي يعيشها ملايين اللاجئين".
كلا المبعوثين أكد، حسب تغريدات نشرها جاموس، على العمل من أجل إجبار النظام على القبول بالحل السياسي وتطبيق القرار الدولي رقم 2254، وهو ما سبق وأن شدد عليه دبلوماسيون ألمان التقاهم ممثلو هيئة التفاوض في برلين الاسبوع الماضي.

بين تركيا والعرب
اللافت أن جاموس اعتبر خلال مؤتمر صحافي في برلين، أنه "لا يوجد أي تغير في السياسة التركية حيال الحل السياسي في سوريا"، مضيفاً "هذا ما نلاحظه في التصريحات التركية أو اللقاءات التي نجريها، حيث تؤكد تركيا أن الحل هو في تطبيق قرار مجلس الأمن 2254"، في وقت بات واضحاً للجميع انعطافة أنقرة حيال الملف السوري، وانفتاحها الكبير على النظام.
أمر قد يؤثر على مساعيه من أجل استقطاب الاهتمام العربي مجدداً، حيث وعد قبل توجهه إلى لندن، بإجراء زيارات إلى دول عربية وغربية، لكن لا يبدو أن الأجواء تشير إلى إمكانية ذلك، بينما يرى آخرون أن التحول التركي يفرض تكثيف العمل في هذا الاتجاه، اي التواصل مع الدول العربية الفاعلة.
ومنذ نهاية 2019، توقفت الاتصالات بين هيئة التفاوض والسعودية التي كانت تدفع رواتب ومصاريف الهيئة، بينما علقت منصتا القاهرة وموسسكو، وكذلك هيئة التنسيق الوطنية ومقرها دمشق، مشاركة ممثليها في الهيئة، احتجاجاً على ما وصفوه ب"هيمنة الائتلاف التابع لتركيا على الهيئة". 
لكن مصادر من هيئة التفاوض كشفت ل"المدن"، أنه باستثناء الجامعة العربية فإنه لا يوجد بالأفق أي جهة أقليمية تنوي اللقاء بممثليها على المدى المنظور.
وهو ما لا يعتبر مفاجئاً بالنظر إلى الموقف العربي الذي بات ضبابياً حيال الملف السوري مؤخراً، بالإضافة إلى عدم رضا حلفاء وأصدقاء المعارضة على هيمنة الجانب التركي على مؤسسات المعارضة الرسمية.

الوقت غير المناسب
ويرى الدبلوماسي السوري السابق بسام بربندي أن أي جهد باتجاه استعادة الاهتمام أو الدور العربي في القضية السورية لن يكون مثمراً كما تريد المعارضة، على الأقل في الوقت الحالي.
ويقول في تصريح ل"المدن": "الدول العربية تنظر منذ وقت طويل إلى مؤسسات المعارضة الرسمية أنها باتت تابعة لتركيا، ومنذ ثلاثة أعوام بدأت تغلق الأبواب بوجهها، باستثناء قطر التي أبقت بابها موارباً، وهو ما تتحمل هذه المؤسسات المسؤولية عنه".
ويضيف أنه "بات من الصعب جداً استعادة الاهتمام العربي بالملف السوري، واستئناف دعم هذه الدول للمعارضة، لكن أولى خطوات العمل لتجاوز ذلك تتم من خلال اصلاح مؤسسات المعارضة نفسها، والبداية تكون بقانون انتخابي يجعلها ممثلة بحق للثوار والمعارضين بكل توجهاتهم، أما الإجراءات الشكلية فلن تكون مفيدة عملياً".
ويبدو أن بربندي يشير في حديثه عن "الإجراءات" إلى عودة ممثلي بعض القوى السياسية الأخرى في هيئة التفاوض لحضور بعض نشاطات الهيئة، حيث زار مسؤولون في هيئة التنسيق أنقرة مؤخراً لحضور ورشات عمل مع أعضاء آخرين في هيئة التفاوض، كما رافق رئيسها خلال زيارته إلى جنيف ممثلون عن منصة القاهرة وهيئة التنسيق.
ويرى الكثيرون أن نجاح جاموس باقناع ممثلي بقية مكونات الهيئة باستئناف نشاطهم فيها، حتى وإن كان على مستوى محدود، يمكن أن يساعد في إعادة إحياء المؤسسة، التي يتفق الجميع على أنها عانت من الموت السريري طيلة أشهر طويلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها