روسيا تستأنف رحلاتها الجوية المدنية..من داغستان الى اللاذقية

عادت الطائرات الروسية المدنية إلى الأجواء السورية، وذلك بعد انقطاع دام 12 عاماً، حيث اكتفت روسيا طوال الفترة الماضية بتنظيم رحلات لطائراتها العسكرية إلى سوريا.

واحتفت وسائل إعلام النظام السوري الجمعة، بوصول أول طائرة ركاب مدنية روسية إلى مطار اللاذقية الدولي، مبينة أن تنظيم الرحلة جرى بمساعي ودعم الممثلية التجارية الروسية وبالتعاون مع وزارة النقل السورية.

وقال مدير مطار اللاذقية المهندس زياد طويل إن شركة الطيران الروسية المدنية "كوزموس" أطلقت رحلة جوية لها من مطار ماخوتشكالا عاصمة جمهورية داغستان الروسية إلى سوريا، مشيراً إلى أن الرحلة ستنظم بشكل دوري أسبوعياً.

وأضاف أن "الرحلة تدل على الاستقرار وعودة العمل في حركة النقل الجوية، وعلى جاهزية مطار اللاذقية واستعداده لاستقبال جميع الرحلات الجوية المدنية".

أما الممثل التجاري الروسي في سوريا جورج أساتريان، فقال إن أهمية هذه الخطوة في تعزيز السياحة والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، مؤكداً أنه سيتم قريباً إطلاق رحلات أخرى من مدن روسية إلى دمشق وحلب واللاذقية.

وكان لافتاً أن طائرة الركاب الروسية الأولى بعد انقطاع طويل هبطت في اللاذقية وليس في العاصمة دمشق، وهو ما ترجعه مصادر "المدن" إلى تركز الوجود العسكري الروسي في الساحل السوري، وكذلك إلى حيازة الروس على استثمارات "ضخمة" في المنطقة الساحلية.

ويتفق الباحث الاقتصادي رضوان الدبس مع هذا التحليل، ويرى في حديثه ل"المدن" أن عودة الرحلات الروسية تشير إلى زيادة الاستثمارات الروسية في الساحل السوري خصوصاً، وفي بقية المحافظات السورية عموماً.

ويشير الدبس إلى أن روسيا تتعامل مع الساحل السوري على أنه منطقة نفوذ خالصة لها، مضيفاً أن "مطار اللاذقية يبدو أنه بات بوابة الروس على سوريا"، وقال: "المطار تحت السيطرة الروسية، في حين أن مطاري دمشق وحلب يسجلان تواجداً إيرانياً، وقد تعرضا للقصف الجوي الإسرائيلي لأكثر من مرة"

وفي حزيران/يونيو 2022، حصلت شركة "سينار غروب" الروسية على عقد مدته 45 سنة لإنشاء مجمع سياحي في موقع "جول جمال" على ساحل اللاذقية، وقبلها استحوذت شركات روسية على استثمارات في قطاع الطاقة (النفط والغاز) في الساحل.

أما الخبير في الشأن الروسي بسام البني، فيعتقد أن عودة الطائرات المدنية الروسية إلى المطارات السورية مرتبطة بخدمة الشرطة العسكرية الروسية، وخاصة أن الرحلة انطلقت من جمهورية داغستان الروسية، التي ينحدر منها غالبية عناصر الشرطة العسكرية الروسية في سوريا.

ويضيف ل"المدن"، أن الرحلات في الغالب هدفها تسهيل زيارة عائلات عناصر الشرطة الروسية، وكذلك تساعد على منح العناصر الروس الإجازات، حيث كان العناصر يسافرون نحو موسكو ومنها إلى مدنهم.

لكن البني يستبعد أن تكون عودة الرحلات الجوية المدنية الروسية إلى المطارات السورية متصلة في خدمة أغراض تجارية واستثمارية، لأن رحلة واحدة أسبوعياً غير كافية، ولأن شركات روسية أضخم من "كوزموس" لم تعلن بعد عن عودة رحلات طائراتها إلى سوريا.