السبت 2022/10/01

آخر تحديث: 13:14 (بيروت)

قوات النمر: تصفيات أم عمليات تطهير داخلية

السبت 2022/10/01
قوات النمر: تصفيات أم عمليات تطهير داخلية
increase حجم الخط decrease
قُتل زعيم "فوج الشواهين" يوسف شاهين، التابع للفرقة 25 مهام خاصة (قوات النمر) التي يتزعمها العميد سهيل الحسن. ونعى ضباط في قوات النمر شاهين، من دون تحديد ظروف مقتله.
وذكرت وسائل إعلامية موالية للنظام أن شاهين قُتل في انفجار عبوة ناسفة وضعت أمام منزله وسط مدينة مصياف بريف حماة الغربي. ونفت الأوساط المحلية بريف حماة وعلى مواقع التواصل المعلومات التي تتحدث عن حادثة انتحاره، أو مقتله بانفجار بالخطأ لقنبلة كانت بحوزته، ورجحت فرضية تعرضه لعملية اغتيال مدبرة.

خلافات "الشبيحة"
وقالت مصادر محلية في منطقة مصياف بريف حماة ل"المدن"، إن "زعيم فوج الشواهين في الفرقة 25 كان على خلاف مع عدد من قادة المجموعات والأفواج في الفرقة بسبب الصراع على النفوذ، وإدارة الحواجز على الطرق الرئيسية، وتجارة المواد المخدرة وعمليات التهريب".
وأضافت المصادر أنه "سبق ليوسف شاهين أن اصطدم مع عدد من أمراء الحرب المقربين من سهيل الحسن بسبب مصادرته لكميات من الحبوب المخدرة في ريف حماة، وغالباً تم التخلص منه على يد مجموعات الحوت التي تشتهر بتجارة وترويج المخدرات، وهي جزء من المليشيات الرديفة المقربة من سهيل الحسن".
ويُعتبر فوج الشواهين الذي يتزعمه يوسف شاهين، أحد أكبر الأفواج التابعة للفرقة 25 مهام خاصة، وهو من القادة المؤسسين للمليشيا التي نشأت على يد سهيل الحسن في العام 2013 انطلاقاً من ريف حماة وسط سوريا تحت مسمى قوات النمر، والتي كانت تضم حينها مجموعات "الشبيحة" من القرى والبلدات الموالية للنظام، قبل أن تتوسع لتضم لاحقاً أكثر من 20 فوجاً، أهمها أفواج الهواشم والطرماح والهادي والكنعان والطه والحيدر والحوارث والمبارك واليعرب والظريف والبحر والسحاب والدرويش.
وبعد التدخل الروسي المباشر إلى جانب النظام السوري في العام 2015، تبنت روسيا دعم قوات النمر، التي أصبحت لاحقاً ذراعها العسكرية الضاربة التي قاتلت ضد المعارضة في مختلف مناطق سوريا. 

هيكلية جديدة
وفي أواخر العام 2019، عملت القوات الروسية على إعادة هيكلة قوات النمر، وبدأت بتغيير اسمها إلى الفرقة 25 مهام خاصة، وبات لديها مكاتب تطويع في معظم المدن الرئيسية التي يسيطر عليها النظام، وعملت على ضم عناصر جدد من مختلف المحافظات بعد أن كانت غالبية عناصرها من المناطق الموالية في حماة وريفها والساحل وقسم لا بأس به من عناصر المصالحات من الجنوب السوري.
التغييرات الروسية في هيكلية الفرقة 25 مهام خاصة تواصلت بعد توقف المعارك مع المعارضة السورية في العام 2020، حيث تم إبعاد العدد الأكبر من قادة الأفواج والمجموعات غير العسكريين أصلاً، واستبدالهم بضباط منتدبين من الفرق والألوية في جيش النظام، وبات زعيم الفرقة سهيل الحسن طبيعياً ويظهر إلى جانب الضباط الروس في معسكرات الفرقة بريف حماة.
ويبدو أن إبعاد القادة التقليديين لأفواج الفرقة، وتجريدهم من المميزات التي كانوا يتمتعون بها خلال السنوات الماضية قد أزعج الكثيرين منهم، وهو ما دفع بعضهم لإثارة الشغب، والتنافس على ما يتم جنيه من الحواجز وتجارة المخدرات والتهريب بعدما كانوا ينعمون بانتشار أوسع أثناء المعارك والتي كانت توفر لهم فرصة "التعفيش". هذا الصراع بين زعماء الأفواج قد أثار غضب سهيل الحسن الذي بدأ بالتخلص منهم، وكانت البداية من زعيم فوج الشواهين.

تصفيات الضباط
وقال العقيد مصطفى بكور ل"المدن":"لاحظنا خلال الأشهر القليلة الماضية مقتل عدد كبير من الضباط وقادة المجموعات والأفواج في القوات الرديفة لقوات النظام، وجميع الشخصيات قتلت في ظروف غامضة، ومعظمهم كان لديه سجل حافل بالانتهاكات والجرائم، وكانوا رأس حربة في معارك قوات النظام ضد المعارضة".
وأضاف بكور أن "المتابعين للشأن السوري يعتقدون بأن نظام الأسد يسعى للتخلص من أدوات الجريمة لاعتقاده بأن المحاكم الدولية ستطاول المجرمين يوماً ما، فخلال الأسابيع الماضية أعلن عن مقتل لواء مهندس كان مديراً لأكاديمية الأسد للهندسة العسكرية ومعروف دوره الكبير في ملف الأسلحة الكيماوية، ثم الاعلان عن مقتل العميد الطيار رياض الحسن وكان قائداً لمطار دير الزور وأشرف على ارتكاب أبشع المجازر بحق أهل دير الزور برفقة العقيد عصام زهر الدين، ومنذ يومين أعلن عن مقتل قائد فوج الشواهين المعروف بأنه ممن ارتكبوا مجازر طائفية في عدة مناطق".
ولم يستبعد بكور أن "تتواصل عمليات الاغتيال لتطاول العشرات من قادة المليشيات، بينهم قادة أفواج قوات النمر، الذين اعتمد عليهم النظام لسحق المعارضة وإرهاب حواضنها الشعبية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها