مفاوضات فيينا تُراوح بين إيجابية طهران وتشكيك واشنطن

ووصف وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان الجمعة، مسار مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي بأنه "إيجابي"، قائلاً إن بلاده "تمتلك إرادة جادة للوصول إلى اتفاق جيد في أقرب وقت ممكن".

وشدد عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أن إيران "لا تثق بحكّام البيت الأبيض"، وقال: "لقد أظهر التاريخ والتجربة والسلوك الأميركي أنه لا يمكن الوثوق بالسياسيين والحكام الأميركيين"، مطالبا "الطرف الغربي وأميركا بإجراءات عملية وملموسة وقابلة للتحقق لإثبات نيتهما بالتوصل إلى اتفاق مستدام يعتمد عليه".

ودأبت إيران مؤخراً على إشاعة أجواء إيجابية في ما خصّ مفاوضات فيينا، فيما يبدو الموقف الأميركي والأوروبي أكثر تشكيكاً بمسار التفاوض. واجتمع في العاصمة النمساوية فيينا الجمعة، كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، وممثلي الدول الأوروبية الثلاث الأعضاء في الاتفاق النووي (ألمانيا وبريطانيا وفرنسا)، لمواصلة المفاوضات بشأن رفع الحظر عن إيران.

وفي السياق، جددت وزارة الخارجية الأميركية استعدادها للانخراط في محادثات مباشرة مع إيران بخصوص الاتفاق النووي. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن المفاوضات المباشرة تساعد في تلافي سوء الفهم، وزيادة التقدم الذي تحقق حتى الآن في المفاوضات الجارية مع طهران في فيينا.

وأضاف "هناك مسائل تقنية ومعقدة للغاية، ونحن لا نشارك حالياً في محادثات مباشرة لأن إيران لم توافق بعد على إجراء هذه المحادثات، لكن مرة أخرى نحن على استعداد للقاء مباشرة".

بدوره، أعلن المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك أن واشنطن ترى أن هناك فرصة جيدة للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، إلا أنها مستعدة لأي تطور. ورأى ماكغورك خلال فعالية لمؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، أن الولايات المتحدة وإيران على وشك العودة إلى الاتفاق النووي، موضحاً أنه في الوقت نفسه لن يراهن على هذا.

وكان مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية ميخائيل أوليانوف أعرب الخميس، عن تفاؤله لوتيرة سير المفاوضات في فيينا، متوقعاً التوصل إلى اتفاق في نهاية شباط/فبراير.

وقال أوليانوف في مقابلة مع قناة "روسيا 24، إن الاتصالات المباشرة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة بين إيران والولايات المتحدة، يمكن أن تعقد قريباً. وأشار إلى أن استئناف الاتفاق النووي بشكل كامل يحتاج إلى شهرين آخرين متعلقين برفع العقوبات وعودة طهران لالتزاماتها في الاتفاق.

يأتي ذلك بينما كشفت وكالة "فرانس برس"عن جهود قطرية للمساعدة في إحياء الاتفاق النووي. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول حكومي قطري قوله إن "الدوحة تحاول المساعدة في إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة".

وأضاف أن هذا الأمر سيتم بحثه بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي جو بايدن في واشنطن الاثنين المقبل.