المفاوضات الاميركية الروسية..هل تُخمد الشرارة الاوكرانية؟

وجاءت المحادثات الأميركية-الروسية التي استمرت 8 ساعات في جنيف في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بشأن أوكرانيا، في مبادرة جدية للسعي إلى تقريب وجهات نظر حول الأمن في أوروبا.

وذكرت وزارة الخارجية الاميركية في بيان مساء الاثنين، أن "شيرمان ترأست وفداً أميركاً مشتركاً من الخارجية والدفاع وهيئة الأركان المشتركة ومجلس الأمن القومي في جنيف في الجلسة الاستثنائية لحوار الاستقرار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وروسيا".

وقالت شيرمان عقب المفاوضات، إن الولايات المتحدة "غير موافقة على المقترحات الأمنية المقدمة من الجانب الروسي وهي ببساطة غير مجدية بالنسبة لواشنطن"، مضيفةً "لن نسمح لأحد بإغلاق سياسة الباب المفتوح لحلف شمال الاطلسي والتي هي دائماً سياسة مركزية للحلف".

وتابعت: "لن نتخلى عن التعاون الثنائي مع الدول ذات السيادة التي ترغب في العمل مع الولايات المتحدة.. ولن نتخذ قرارات بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا أو أوروبا من دون أوروبا أو حول الناتو من دون الناتو".

وأوضحت الدبلوماسية الأميركية أن طرفي التفاوض بحثا أيضاً إمكانية إحياء معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى التي انسحبت منها الولايات المتحدة عام 2019.

من جهته، قال ريابكوف إن "المحادثات كانت صعبة وطويلة ومهنية للغاية وعميقة ومفصلة، دون محاولة تزيين شيء ما أو الالتفاف على الزوايا الحادة"، بحسب ما نقلت قناة "روسيا اليوم".

وأضاف "أوضحنا للزملاء الأميركيين أنه لا خطط لدينا على الإطلاق لمهاجمة أوكرانيا ولا يمكن أن تكون هناك، وكل الإجراءات الخاصة بالتدريب القتالي تجري ضمن أراضي دولتنا"، مؤكداً أنه "لا داعي للقلق من أي سيناريو تصعيدي في المنطقة في هذا السياق".

وقبيل المحادثات، قال ريابكوف في تصريحات لوكالات الأنباء الروسية: "لن نقبل بأي تنازل...هذا أمر مستبعد تماماً" مضيفاً "خاب ظننا بالإشارات الصادرة في الأيام الأخيرة من واشنطن وبروكسل أيضاً".

من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن روسيا الأحد، من خطر "مواجهة". وقال بلينكن في حديث مع شبكة "سي إن إن"، إن "هناك مساراً للحوار والدبلوماسية لمحاولة حل بعض هذه الخلافات وتجنب مواجهة". وأضاف "المسار الآخر هو مسار المواجهة والتداعيات الهائلة على روسيا في حال جددت اعتداءها على أوكرانيا"، متابعاً: "نحن نترقب تقييم أي مسار يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاتخاذه".

وتتهم الدول الغربية وكييف روسيا بحشد نحو مئة ألف جندي عند حدود أوكرانيا تحضيراً ل"غزو محتمل". وهددت بوتين بعقوبات "هائلة" وغير مسبوقة في حال هاجم جارته.

وفي المقابل، يؤكد الكرملين أن "الغرب هو الذي يستفز روسيا من خلال نشر قوات عسكرية عند حدودها أو من خلال تسليح الجيش الأوكراني الذي يحارب انفصاليين مؤيدين لروسيا في دونباس في شرق أوكرانيا".

ويطالب الكرملين باتفاق واسع يمنع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وسحب كل القوات الأميركية من الدول التي تقع في أقصى شرق حدود حلف شمال الأطلسي، بحسب وكالة "فرانس 24".