الجمعة 2021/09/24

آخر تحديث: 11:10 (بيروت)

المعارضة السورية تضغط لتعيين مبعوث أميركي خاص لسوريا

الجمعة 2021/09/24
المعارضة السورية تضغط لتعيين مبعوث أميركي خاص لسوريا
© Getty
increase حجم الخط decrease
يبعث عدم تعيين إدارة ترامب مبعوثاً أميركياً خاصاً لسوريا والاكتفاء بدلاً من ذلك بتسمية الدبلوماسي إيثان غولدريتش مسؤولاً عن التواصل بما يخص الملف السوري، إلى جانب الشرق الأوسط، برسائل عدة، مفادها أن سوريا ليست من الملفات ذات الأولوية بالنسبة لبايدن، كما هو حال الملفات الإقليمية الأخرى.

ويأتي تعيين غولدريتش خلفاً لإيمي كوترونا التي عينت ممثلة لشؤون سوريا بالإنابة في شباط/فبراير 2021.

ويتابع المعارضون السوريون بقلق كبير أي خطوة تقدم عليها الإدارة الأميركية بخصوص الملف السوري، في ضوء ما يبدو توجهاً "انسحابياً" من المنطقة، وتراخياً لجهة تطبيق العقوبات (قيصر) على النظام السوري.

وعدّ الكاتب أيمن عبد النور تعيين غولدريتش العامل سابقاً مع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بالأمر البالغ الأهمية قائلاً إن "الملف السوري لا يُعد ملفاً سياسياً فقط، بل له تشعبات عسكرية واقتصادية وأمنية، وبذلك يتضح أن علاقات غولدريتش مع البنتاغون، هي التي رشحته لتولي هذا المنصب".

وأوضح ل"المدن" أن متابعة وزارة الخارجية الأميركية للملف السوري، إلى جانب وزارة الخزانة الأميركية (عقوبات قيصر)، وكذلك وزارة الدفاع والمخابرات نظراً لوجود قوات أميركية في سوريا، علاوة على مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب وجود رهائن لدى النظام السوري، حتّمت على إدارة بايدن وضع شخصية رفيعة المستوى وعلى دراية وخبرة كبيرة، أي غولدريتش، للتنسيق بين كل هذه الأجهزة والمؤسسات.

وفي السياق ذاته، أكد عبد النور أن الجالية السورية في الولايات المتحدة، تطالب إدارة بايدن بتعيين غولدريتش مبعوثاً خاصاً لسوريا، كاشفاً عن ضغوط تعتزم الجالية ممارستها على الإدارة الأميركية للدفع في هذا الصدد.

ويسود اعتقاد لدى أوساط سورية معارضة بأن دور غولدريتش سيكون هامشياً في الملف السوري، وستقتصر مهمته الأساسية على إصلاح العلاقة مع الأردن، الحليف التقليدي للولايات المتحدة، ومتابعة الوضع في لبنان، وهو ما أكده الباحث المختص بالشأن الأميركي عبد الرحمن السراج ل"المدن".

وأوضح السراج أن أولوية إدارة بايدن الخارجية عموماً إصلاح العلاقات مع الدول الحليفة والشريكة، وهذا سيكون على رأس أجندة غولدريتش، الذي سيكون مسؤولًا عن سياسة بلاده في سوريا ولبنان والأردن كما أُعلِن.

وفي ما يخص الملف السوري، أكد السراج أنه ما زال من غير الواضح إذا كانت الإدارة الأميركية قد رسمت الخطوط العريضة الجديدة لسياستها، مستدركا: "ما نعرفه هو استمرار الوجود في شمال شرق البلاد وفي قاعدة التنف، ودعوات متفرقة إلى حل سياسي في إطار قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وقال السراج: "يمكننا الاستدلال على جمود السياسة الأميركية في سوريا من خلال جمود المفاوضات مع إيران التي هي مفتاح السياسة الأميركية في المنطقة، بحيث قررت إدارة باراك أوباما أخذ الاتفاق مقابل الانسحاب من كل ملفات المنطقة لصالح إيران، فيما فعلت إدارة ترامب العكس".

وأضاف أنه "رغم ميل إدارة بايدن إلى نهج أوباما بشأن الاتفاق النووي، لكن لم تصدر أي مؤشرات إلى استعداد إدارته للتخلي عن الملفات الأخرى في المنطقة، ولذلك لا يرجح أن يكون تعيين غولدريتش مفتاحاً لتغيير في السياسة الأميركية، وغالباً سيؤدي دوراً هامشياً بالمقارنة مع الدور المنوط بالمفاوضين الأميركيين مع طهران".

ولا يُعرف لغولدريتش أي مواقف معلنة حيال الوضع في سوريا، وتؤكد مصادر ل"المدن" أن إحاطة غولدريتش بالملف السوري، ضعيفة جداً، وتجزم بأن إدارته لهذا الملف ستكون بيروقراطية، حيث سيلتزم يالتوجيهات الصادرة عن البيت الأبيض.

المؤكد أن الصورة الكاملة للسياسة الأميركية في سوريا لم تنكشف بعد، ولذلك تسعى المعارضة للقاء غولدريتش قريباً في واشنطن، أثناء تواجد وفد الائتلاف هناك.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها