بدأت العملية فجر الجمعة 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020، حيث تم وضع سيارة على جانب الطريق الذي يسلكه زاده والتظاهر بأنها كانت معطلة، مزودة بكاميرا مرتبطة بالأقمار الصناعية ترسل الصور مباشرة إلى مقر قيادة العملية.
وكانت الشاحنة التي تحمل المدفع الرشاش متوقفة في شارع الإمام الخميني، حيث وجد المحققون الإيرانيون في وقت لاحق أن كاميرات المراقبة على الطريق تم تعطيلها.
وكان موكب زاده يضم أربع سيارات، الأولى في المقدمة تضم عناصر حماية وتبعتها سيارة من طراز نيسان سوداء اللون يقودها فخري زاده وخلفها سيارتان تحملان عناصر من الحماية.
وقبل الساعة 3:30 بقليل، وصل الموكب إلى المنعطف، وتوقفت سيارة زاده تقريباً، وتم التعرف عليه بشكل تام من قبل المشغلين الذين تمكنوا أيضاً من رؤية زوجته جالسة بجانبه، فأطلق المدفع الرشاش رشقة من الرصاص أصابت مقدمة السيارة، ولم يتضح ما إذا كانت هذه الطلقات أصابت فخري زاده إلا أن السيارة انحرفت وتوقفت.
وبعدها قام مطلق النار بتعديل الرؤية وأطلق رشقة أخرى، فأصابت الزجاج الأمامي 3 مرات على الأقل وضرب فخري زاده مرة واحدة على الأقل في كتفه.
وحين نزل زاده من السيارة جلس بوضعية القرفصاء خلف الباب الأمامي المفتوح، وبحسب وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، اخترقت 3 رصاصات عموده الفقري، ثم انهار على الطريق، ثم ركضت زوجته إليه فقال لها: "يريدون قتلي وعليك المغادرة"، إلا أنها جلست على الأرض ووضعت رأسه على حجره.
وتابعت الصحيفة روايتها عن عملية الاغتيال إذ كشفت أن انفجار السيارة المفخخة لم يسر كما هو مخطط له، فقد كان الهدف من الانفجار تمزيق الروبوت إلى أشلاء حتى لا يتمكن الإيرانيون من تجميع ما حدث، وبدلاً من ذلك، تم إلقاء معظم المعدات في الهواء ثم سقطت على الأرض، وتضررت بشكل لا يمكن إصلاحه إلا أنها كانت واضحة المعالم. وهو ما أكده الحرس الثوري بأن الهجوم نُفّذ بمدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بعد، مزود بنظام أقمار صناعية ذكي باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ووفقاً لمصدر مطلع على عملية الاغتيال، فقد بدأت الاستعدادات لاغتيال فخري زاده بعد سلسلة من اللقاءات بدأت نهاية عام 2019، ومطلع عام 2020 بين مسؤولين إسرائيليين بقيادة مدير الموساد يوسي كوهين، ومسؤولين أميركيين رفيعي المستوى بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو، ومديرة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل.
وطيلة تلك الفترة لم ترفع إسرائيل أعينها عن فخري زاده أبداً بل كان على رأس المطلوبين منذ عام 2007، ثم أيد المسؤولون الأميركيون المطلعون خطة الاغتيال في واشنطن، لتبدأ رحلة تتبع العالم. كما يشير التقرير إلى أن إسرائيل كانت على قناعة بأن زاده يقود جهود إيران لبناء قنبلة نووية، ولهذا قررت قتله منذ 14 عاماً.
ووصف تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 2011 زاده بأنه شخصية محورية في العمل الإيراني المشتبه به لتطوير التكنولوجيا والمهارات اللازمة لصنع القنابل الذرية، وأشار إلى أنه ربما لا يزال لديه دور في مثل هذا النشاط.
ويعتقد أيضاً أن زاده شارك في تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية، وقال مصدر إيراني لرويترز إنه يعتبر "أباً لهذا البرنامج".
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها