الجمعة 2021/09/10

آخر تحديث: 10:58 (بيروت)

الجبهة السورية للتحرير..مأزق الجيش الوطني وفصائله

الجمعة 2021/09/10
الجبهة السورية للتحرير..مأزق الجيش الوطني وفصائله
increase حجم الخط decrease
أعلنت خمسة فصائل تابعة للجيش الوطني الذي تدعمه تركيا بريف حلب شمال غربي سوريا عن اندماجها الكلي تحت مسمى الجبهة السورية للتحرير.

وتضم الجبهة كلاً من فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه وفرقة المعتصم والفرقة 20 وصقور الشمال. وتسلم قائد فرقة المعتصم معتصم عباس زعامة الجبهة، وكان منصب نائب قائد الدجبهة، من نصيب قائد فرقة الحمزة سيف بولاد.

وجاءت مراسم الإعلان عن تأسيس الجبهة السورية للتحرير تقليدية، ولا تختلف كثيراً عما اعتادت عليه الفصائل المعارضة منذ العام 2012 في مثل هذه المناسبات، حشد كبير من قادة وعناصر التشكيلات الخمسة.

غاب قائد فرقة السلطان سليمان شاه محمد الجاسم أبو عمشة عن مراسم الإعلان عن تأسيس الجبهة، وناب عنه أحد أقاربه، ولم يحصل أبو عمشة على منصب في قيادة الجبهة، ويبدو أن تصريحاته الأخيرة بخصوص العلاقة مع هيئة تحرير الشام والتي أثارت جدلاً واسعاً بين المعارضة قد دفعته لعدم الظهور.

وقال عضو مجلس قيادة الجبهة السورية للتحرير فاروق أبو بكر ل"المدن"، إن "تعداد المقاتلين في الجبهة المعلن عن تأسيسها يزيد عن 15 ألف مقاتل، والاندماج سيكون كلياً يشمل مختلف القطاعات العسكرية والأمنية والسياسية والمالية والإعلامية والعلاقات".

من جهته، رأى عضو مجلس القيادة في الجبهة مصطفى سيجري أن "اندماج الفصائل تحت مظلة الجبهة السورية للتحرير سيكون له دور في الارتقاء بالواقع العام وضبط الأمن، ودعم الاستقرار في المناطق المحررة، وتعزيز دور المؤسسات الرسمية، وتمكين الحكومة السورية المؤقتة والقضاء والشرطة والمؤسسات الرسمية الفاعلة".

وأضاف سيجري ل"المدن"، أن " الهدف من تأسيس الجبهة، هو إيجاد قيادة واحدة وفاعلة، تتجاوز حدود التنسيق وتعمل تحت مظلة الجيش الوطني السوري. تأسيس الجبهة مبادرة طال انتظارها وهي قائمة على التكامل والتكاتف وتقديم المصلحة العامة على الخاصة والجماعة على الفرد والكفاءة على الولاء".

ويضيف "نسعى لتقديم نموذج قادر على الاستقطاب والتكامل، بما يخدم مصالح أهلنا وشعبنا ويحفظ أرضنا وينهض بواقع المناطق المحررة".

وحول العلاقة مع غرفة القيادة الموحدة (عزم)، التي أعلنت فصائل متعددة عن تأسيسها في آب/أغسطس، قال سيجري: "غرفة عزم مبادرة باركنا انطلاقتها ولن ندّخر جهداً في دعم جهودها والتعاون معها، إلا أننا قدمنا خيار الاندماج الكامل في ما بيننا على الاكتفاء بالتنسيق دون الدمج الكامل للمكاتب الرئيسية والفرعية والقواعد المقاتلة ودعم القيادة الواحدة".

عملياً، يمكن القول إن المشهد العسكري للمعارضة السورية المدعومة من تركيا بات مقسماً على ثلاث جبهات، الجبهة السورية للتحرير، والجبهة الوطنية للتحرير، والجبهة الشامية التي تقود "عزم".

وتأمل الأوساط الشعبية في المعارضة أن تنفذ الجبهة السورية للتحرير وعودها بخصوص الاندماج الكلي لمكاتبها وقطاعاتها لتكون التجربة الرائدة التي من المفترض أن تؤسس لمرحلة جديدة تنتهي معها الحالة الفصائلية للمعارضة.

ورأى الباحث في مركز جسور للدراسات محمد السكري أن "المشروع الجديد هو عبارة عن تجميع للفصائل العسكرية وليس اندماج. أعتقد أن إطلاق مصطلح اندماج بالمعنى العسكري غير ملائم لأنّه لا يعبّر عّن حقيقًة الواقع العسكري في سوريا".

وأضاف السكري ل"المدن"، أن "مشروع الجبهة الجديد يأتي في إطار تحالفات جديدة بين الفصائل بعدما فقد الجيش الوطني فعاليته وأصبحت بنيته هشة للغاية جراء الخلافات الداخلية والانشقاقات المتتالية والتنقلات بين الفيالق التي تعكس نوايا رسم خريطة تحالفات جديدة، ويبدو أن مشروعي عزم والآن الجبهة يندرجان في هذا الإطار".

وألمح السكري إلى أن "تأسيس القيادة الموحدة عزم قبل مدة دفع الفصائل الأخرى لإعادة إنتاج منصة عسكرية موازية للجيش الوطني كوّن الأخير فقد فعاليته".

وأضاف "عزم تُعتبر حالة تمرد على سياسات الجيش الوطني الماضية، وبالتالي يمكن القول إنّ الجبهة السورية تأتي في إطار تفعيل واستعادة وضبط حالة التمرد على الواقع العسكري في شمال غرب سوريا، في المحصلة تبقى حالة اندماج الفصائل صعبة للغاية ولا يمكن تحقيقها وفق الوضع الراهن".

يتخوف فريق من المعارضة من أن يمهد تأسيس الجبهة لصدام بين الفصائل خلال الفترة القادمة، ولا يتوقعون بأن يكون للتشكيل الجديد تأثير إيجابي على المشهد العسكري في مناطق المعارضة، ويرون فيه تحالفاً من أجل البقاء والوقوف في وجه تحالف "عزم" الذي سبق له أن هدد وجود ثلاثة فصائل انشقت عنه نهاية شهر آب/أغسطس، وهي اليوم، أي الفصائل الثلاثة العموم الفقري للتشكيل الجديد.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها