الخميس 2021/08/05

آخر تحديث: 00:02 (بيروت)

"حراس الدين"يتبنى استهداف حافلة دمشق..ويحرج "تحرير الشام"

الخميس 2021/08/05
"حراس الدين"يتبنى استهداف حافلة دمشق..ويحرج "تحرير الشام"
increase حجم الخط decrease
أثار تبني تنظيم "حراس الدين" لتفجير حافلة مبيت عسكرية عند مدخل مساكن الحرس الجمهوري في مدينة دمشق جدلاً بين المعارضة حول قدرة التنظيم على اختراق مواقع النظام المحصنة وما هي الرسائل التي يريد التنظيم إيصالها في هذا التوقيت.

وأدى تبني التنظيم للعملية إلى انقسام في صفوف هيئة تحرير الشام بين مؤيدين للعملية وآخرين رافضين لها، في حين أجمع السلفيون المناهضون لتحرير الشام على مباركة وتأييد هذا النوع من العمليات الذي أطلقوا عليه اسم العمليات خلف خطوط العدو.

وقال التنظيم في بيان، إن سرية تابعة له فجّرت حافلة تقل ضباطاً للحرس الجمهوري في مدينة دمشق، ضمن سلسلة غزوة العسرة وثأراً لدرعا، ودعا التنظيم جميع المجاهدين على أرض الجهاد للعودة الى خط الجهاد الأصيل.

وأطلق التنظيم على عمليته في دمشق اسم "غزوة العسرة-2". وسبق أن نفذ التنظيم عمليته الأولى، "غزوة العسرة-1" فجر اليوم الأول من العام 2021، والتي استهدفت قاعدة روسية في منطقة تل السمن شمالي محافظة الرقة، وتم الهجوم حينها بسيارة مفخخة استهدفت مدخل القاعدة وتبع الانفجار اشتباك قصير بين المجموعة المهاجمة وعناصر الحراسة.

وتداولت حسابات تابعة للتنظيم صوراً لعدد من عناصر التنظيم المجهولين بسبب تغطية وجوههم أثناء توزيعهم الحلوى على الناس في إدلب بمناسبة نجاح العملية الثانية في دمشق. ويبدو أن توزيع التنظيم للحلوى في إدلب يهدف الى إيصال رسالة إلى هيئة تحرير الشام بأن عناصره ما يزالون متواجدين على الأرض، كما أن نشر الصور يستفز "تحرير الشام" التي يتهمها التنظيم بملاحقة عناصره وقادته والتضييق عليهم شمال غربي سوريا.

وقال الباحث في مركز جسور للدراسات محمد السكري: "لفهم أبعاد هذا الاستهداف من المهم العودة إلى العملية التي نفذها التنظيم على القاعدة الروسية، إذ تُعتبر هذه المحطة نقطة الارتكاز الاولى لسياسة التنظيم الجديدة التي تركز على توسيع ونقل عمليات الحرب والفوضى من محافظة إدلب إلى المحافظات السورية الأخرى، كون المحافظة أصبحت ضمن مناطق خفض التصعيد وتخضع لنفوذ الهيئة التي تمنع شن عمليات عسكرية وعلى هذا الأساس أتى استهداف دمشق".

وأضاف السكري ل"المدن"، أن "هذا لا يلغي سعي التنظيم إلى تشكيل ضغط على هيئة تحرير الشام والفصائل العسكرية، فالإشارة في بيان تبني الاستهداف إلى ضرورة عدم الانصياع للتأثيرات الدولية والاقليمية هي بكل تأكيد رسالة إلى قوى المعارضة العسكرية بأنها غير مستقلة ولا تعمل لأجل مصالح الشعب السوري على عكس التنظيم".

ولفت السكري إلى أن "التنظيم يعول على إعادة تشكيل حاضنته الشعبية ولا سيما في مناطق المعارضة السورية عبر استثمار أحداث محافظة درعا، فالتأكيد على أن هذه العملية أتت نصرةً لدرعا تؤكد صحة هذه الفرضية لا سيما في الوقت الذي تشهد فيه مناطق المعارضة استياء واحتقاناً شعبياً جراء موقف الفصائل السلبي من تصعيد النظام على كل من جبل الزاوية ودرعا البلد".

وأضاف "بالعموم يؤكد هذا الاستهداف ضعف وهشاشة النظام السوري ليس على المستوى العسكري فحسب كذلك على المستوى الأمني فوصول تنظيم الحراس إلى العاصمة وفي منطقة حساسة واستراتيجية بكل تأكيد سيربك النظام ويدفعه لإعادة حساباته".

قد تكون الحملة الأمنية المكثفة التي شنتها تحرير الشام ضد تنظيم حراس الدين والسلفيين المقربين من التنظيم في إدلب والتضييق على مصادر دعمهم وعلى نشاطهم العسكري بشكل كبير منذ بداية العام 2021، دفعت أعداداً كبيرة منهم الى الخروج والانتشار في مناطق سيطرة النظام، وربما مناطق سيطرة قسد أيضاَ.

وعلى الرغم من الموقف المتوتر والعداء بين التنظيم وتحرير الشام إلا أن الشرعي العسكري للأخيرة، المصري أبو الفتح الفرغلي لم يفوت الفرصة لمباركة العملية، وبدا موقفه مفاجئاً وخارجاً عن سياق موقف تحرير الشام. وقال الفرغلي في تلغرام: "العمليات خلف خطوط العدو من أكثر ما يؤلمه وينكي فيه، فعملية دمشق اليوم عملية مباركة جزى الله خيرا من قام بها وتقبل منه".

لكن مواقف غالبية القادة والمنظرين المؤثرين في سياسة تحرير الشام كانت مخالفة لموقف الفرغلي، ولا يؤيدون هذا النوع من العمليات على يد تنظيم يرون أن نشاطه في إدلب وباقي المحافظات سيكون وبالاً على الجماعات الإسلامية والمعارضة بالعموم، وأن النظام سيستفيد من ذلك ويبرر تحركاته أمام مختلف الجهات الدولية بأنه يحارب الإرهاب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها