الإثنين 2021/08/02

آخر تحديث: 17:02 (بيروت)

حماس:ملف الأسرى وُضع على مسار التفاوض

الإثنين 2021/08/02
حماس:ملف الأسرى وُضع على مسار التفاوض
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشف مصدر من حركة حماس ل"المدن"، عن نضوج الإطار العام المُمهّد لانطلاق التفاوض غير المباشر مع إسرائيل برعاية مصرية، موضحاً أن هذا نتج عن حراك وصفه المصدر ب"المهم" باعتبار أن دولة الاحتلال كانت طيلة السنوات الأخيرة تحاول أن تتجاهل الملف لاعتبارات عديدة بينها داخلية، وأخرى للضغط على "حماس".

وأوضح المصدر أن ما جرى هو التقدم نحو إطار عام للحديث حول التفاوض وليس إطاراً عاماً للمفاوضات؛ بمعنى لم يعد ملف الأسرى فقط للمناورة الاسرائيلية، عبر ربطه بتخفيف حصار غزة وبعض التسهيلات، أو تقديم الاحتلال لمبادرات من جانب واحد في الفترة الماضية على غرار إطلاق سراح عشرات الأسرى وتحديد أسمائهم في إطار ما وصفها المصدر الحمساوي ب"المبادرات الساذجة غير المقبولة مِن المقاومة".

وأكد المصدر أن هذا المتغير الجديد قد عززه تنامي الضغوط من ذوي الأسرى الإسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب وهو عامل إضافي حرك المياه الراكدة وعنوانه الرئيس هو أنه "لم يعد بالإمكان التأخر في التفاوض حول صفقة الأسرى". وهنا شدد المصدر على ضرورة التفريق بين التقدم بخطوات نحو بدء التفاوض، وبين التقدم لإبرام صفقة؛ إذ أن الأخيرة لا زالت بعيدة.

وتابع المصدر: "هناك ما يمكن أن نسميه إطاراً عاماً للتفاوض عبر الوسيط المصري بشكل رئيسي، بغض النظر إن كانت هناك جهود من أطراف أخرى. لكن الأفكار والمبادرات يتم تقديمها بشكل دائم عبر اللقاءات والرسائل والنقاشات المُتداوَلة عبر الوسيط المصري".

وعلى الرغم من أن المصدر الحمساوي بدا حذراً من رفع السقف لأن المفاوضات لم تبدأ بعد، إلا أنه أقرّ في الوقت ذاته بأن ملف الأسرى وُضع على مسار للتفاوض وهذا لم يكن في محطات سابقة. وكشف عن حراك دائم على هذا الصعيد، وأن الوسيط المصري يتواجد بشكل مستمر وتتم عبره عملية تبادل المعطيات والرسائل. لكنه عاد وقال: "لسنا أمام مفاوضات وتفاصيل، فقط اقتربنا من إطار للتفاوض. وهذا سيعطينا دلالات كيف سيكون شكل المفاوضات".

وأكد انه في حال تم التوافق على محطة المعلومات؛ فإن التفاوض سيكون على أساس معلوماتي لأنه حينها سيكون قد عُلم مصير الاسرى الاسرائيليين ووضعهم سواء كانوا أحياء أم أمواتاً، وما إذا امتلكت المقاومة أي مفاجأة.

وفي السياق، يؤكد رئيس شبكة الأقصى الإعلامية التابعة ل"حماس" وسام عفيفة أن الجديد الذي حصل هو أنه أصبح هناك إطار للحديث حول التفاوض بشأن صفقة الأسرى. وأما التفاصيل لا يمكن القول إنه تم التطرق إليها بشكل حقيقي؛ لأن الاحتلال ما زالت لديه مشكلة كبيرة وهي الاعتراف بشكل جلي أمام الداخل الإسرائيلي بأن لديه جنوداً أسرى لدى المقاومة. 

وبيّن عفيفة في حديثه ل"المدن"، أن الحكومة الاسرائيلية لا تريد أن تواجه هذه الحقيقة ولا زالت تعتمد على توصيف "مفقودين" أو جثث أو حالات انسانية منذ انتهاء حرب 2014 والسبب هو محاولة للضغط بهدف الحصول على معلومات حول مصيرهم. 

لكن عفيفة أوضح ان المقاومة، بدورها، لا تتعامل وفق رؤية إسرائيل؛ فالأخيرة حُرّة في تسميتهم كما تشاء. في المقابل، تعتبر المقاومة أنه لا تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى لا من ناحية المعلومات ولا البدء بالمسار التفاوضي حول التفاصيل من دون أن يكون هناك أثمان. وهنا يلفت عفيفة الانتباه إلى أن الحديث يدور عن صفقة مكونة من مراحل لا صفقة برزمة واحدة.

وتساءل عفيفة: "لماذا تقول المقاومة إن لديها ما يمكن أن يحقق صفقة مُشرّفة؟ هل من مفاجآت؟" ثم يجيب: "هذا ما نعلمه فقط في صفقة المعلومات".

إذاً، يدور الحديث الآن عن تقسيم مفاوضات تبادل الاسرى؛ إذ تبدأ بمرحلة المعلومات مقابل الثمن الأولي للمقاومة، ثم تليها معركة ليست سهلة وهي التفاوض. وهنا، يتضح ما ستقدمه المقاومة من معلومات وحجمها وقيمتها وبالتالي الثمن الذي يمكن أن يقدمه الاحتلال. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها