الأربعاء 2021/08/11

آخر تحديث: 12:50 (بيروت)

بعد فشل الوساطة..مسلم الشيشاني ينذر "تحرير الشام"؟

الأربعاء 2021/08/11
بعد فشل الوساطة..مسلم الشيشاني ينذر "تحرير الشام"؟
increase حجم الخط decrease
تجددت قضية زعيم جماعة "جنود الشام" السلفية مسلم الشيشاني في إدلب بعد أن أصدر الأخير بياناً استنكر فيه سياسة التحريض التي تتبعها هيئة تحرير الشام ضد جماعته. 

ويبدو من تصريحات الشيشاني بأن وساطة الشيخ عبد الرزاق المهدي قد فشلت، وهو ما يعني بأن الجماعة ستكون خلال الفترة القادمة أمام خيارين، إما التعرض لحملة اعتقالات وربما حملة اغتيالات قد تطاول أبرز قادتها أو جرّها إلى مواجهة عسكرية مفتوحة.

بلهجة حادة خاطب الشيشاني في بيانه تحرير الشام قائلاً: "أقول لهؤلاء الناس لا تحاولوا إدخالنا في لعبتكم السياسية القذرة، فإنكم لن تنجحوا في ذلك، إذا قررنا فعل شيء، فإننا سنفعله لحماية أنفسنا، فنحن إلى الآن، قمنا بكل ما هو ممكن حتى لا يُسفك دم مسلم واحد بسببنا".

تحرير الشام نفت عبر إعلامها الرديف علاقتها بحملة التحريض ضد جماعة "جنود الشام" وزعيمها الشيشاني، والنفي لا يعني بالضرورة عدم وجود رغبة لدى تحرير الشام بإنهاء ملف الشيشاني، وربما البدء بمرحلة جديدة من الضغط على الجماعة، والاستفادة من هذا الملف في الترويج لمشروعها ولتحولاتها البراغماتية.

وقال نائب القائد العسكري في فرقة المعتصم التابعة للجيش الوطني الفاروق أبو بكر إن "المعلومات التي روجت لها حسابات مقربة من تحرير الشام في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتهم فيها جماعة الشيشاني وجماعات أخرى كحراس الدين هي محاولة لإعادة قضية الشيشاني وجماعته الى الأضواء مرة أخرى والاستثمار فيها من قبل تحرير الشام التي لا تريد لهذا الملف أن يطوى من دون تحقيق مكاسب داخلية وخارجية".

وأضاف أبو بكر ل"المدن"، أن "إثارة قضية الشيشاني مجدداً من قبل تحرير الشام وتحريضها على شخصه وعلى جماعته قد تكون بداية خطوة أكثر جدية لحسم القضية، وقد نشهد انطلاق حملة اعتقالات تطال قادة بارزين في جماعة جنود الشام بينهم زعيمها مسلم الشيشاني وشخصيات أخرى معروفة داخل الجماعة ومصنفة على قائمة الإرهاب".

ويرى أبو بكر أن مشكلة تحرير الشام هي مع زعيم الجماعة وعدد قليل من قادتها المعروفين دولياً، ويبدو أنها تريد التخلص منهم بأي طريقة ليسهل عليها تطويع باقي المهاجرين التابعين لهم.

وأشار إلى أن تحرير الشام قد تلجأ "إلى خيار الاغتيالات في حال تعذر عليها تنفيذ حملة الاعتقالات المفترضة والتي قد تجرّ الطرفين لمواجهة عسكرية مفتوحة، ليس مع جماعة الشيشاني وحدها بل مع طيف واسع من السلفيين الغاضبين الذين من المفترض أن ينضموا إلى القتال باعتباره مصيرياً ويحدد مستقبلهم في إدلب".

ويعتقد أبو بكر أن "استهداف شخص الشيشاني والقادرة البارزين في جماعته اعتقالاً أو اغتيالاً يحقق لتحرير الشام هدفين، الأول الترويج لنفسها خارجياً والظهور بمظهر الشرطي الوفي الذي يلاحق السلفيين المطلوبين دولياً، وثانياً تفكيك الجماعة بأقل كلفة ودمج ما تبقى من عناصرها في مجموعات المهاجرين الموالين لتحرير الشام".

وقال إن "سياسة استهداف الزعامات السلفية للجماعات سياسة متبعة منذ بداية العام 2021، وسبق أن نفذتها تحرير الشام مع حراس الدين وأنصار الإسلام وبالفعل كان لها أثر كبير على تلك الجماعات وأدت إلى إضعافها وانفض عنها الكثيرين من عناصرها وأتباعها".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها