لماذا تنسحب واشنطن من العراق وتبقى في سوريا؟

نقل موقع "بوليتيكو" الأميركي عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن أن واشنطن ستبقي على 900 جندي أميركي في سوريا، من بينهم عناصر "القبعات الخضراء"، لدعم قوات قسد في قتالها ضد تنظيم "داعش".

ويأتي ذلك بعد قرار انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أواخر آب/أغسطس، وإعلان واشنطن وبغداد الاثنين عن إنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق مع نهاية عام 2021، في سلسلة تطورات أثارت تساؤلات حول مصير القوات الأميركية الموجودة في شمالي شرق سوريا، خصوصاً أن بايدن كان قد تحدث عن سعيه لإنهاء "الحروب الأبدية" التي تخوضها الولايات المتحدة.

وأوضح المسؤول الأميركي أن إبقاء الجنود الأميركيين في سوريا لا يعكس في المقابل تورطاً كبيراً للقوات في العمليات القتالية في البلاد، مشيراً إلى أن القوات في سوريا والعراق لم ترافق القوات المحلية في أي دوريات قتالية منذ أكثر من عام.

واعتبر أن دعم واشنطن لقوات قسد في قتالها ضد "داعش" كان ناجحاً إلى حد كبير "وهذا الأمر سنستمر به"، واصفاً قسد ب"الشريك المحلي للولايات المتحدة والذي كان في طليعة العمليات القتالية ضد داعش".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأميركية ووزارة الدفاع (البنتاغون) أنه ليس هناك أي خطط لدى الإدارة لإجراء أي تغيير على العملية العسكرية الأميركية في سوريا.

يشار إلى أن القوات الأميركية المتمركزة شرقي سوريا تعرضت لهجمات عديدة في أوقات سابقة وبشكل متزايد منذ مطلع تموز/يوليو، فقد استهدف قصفٌ القاعدة الأميركية في حقل "كونيكو" للغاز في ريف دير الزور مرتين خلال 24 ساعة. كما تعرضت القاعدة الأميركية في حقل "العمر" النفطي أيضاً لقصف بالقذائف. وفي 1 تموز/يوليو، تعرض الحقل لهجوم مشابه.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد أعلن انسحاب القوات الأميركية من شمالي شرق سوريا مرتين، الأولى كانت في 20 كانون الأول/ديسمبر عام 2018، والثانية في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2019. إلا أن واشنطن أعلنت لاحقاً نيتها الاحتفاظ بعدد من الجنود في سوريا من أجل "حماية المنشآت النفطية ومنع وصول داعش إليها"، بحسب قولها.