اللجنة الدستورية السورية:بهلوانية روسيا..وعبثية النظام

لا يزال الغموض يكتنف توقيت انعقاد الجولة السادسة من مباحثات اللجنة الدستورية، ولم تفلح روسيا رغم تحمسها في تحديد موعد لاستئناف المباحثات، وبات واضحاً أن النظام السوري يحاول الالتفاف على الضغوط الروسية.

وحاولت روسيا انتهاز زيارة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن إلى موسكو الخميس، لتحديد موعد لعقد الجولة السادسة، لكن تصريح وزير خارجيتها سيرغي لافروف دلّ على عدم تحقق ذلك، حين قال إن بلاده تتطلع لعقد جولة جديدة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.

وفي الاتجاه ذاته، أعرب بيدرسن عن أمله في أن يكون هناك تأثير إيجابي للحوارات الجارية في التوصل إلى اتفاقات في المسار السياسي. وأضاف "نحن نحتاج إلى متغيرات جذرية، لمتابعة تنفيذ القرارات الأممية والجلوس حول طاولة المفاوضات لمناقشة القضايا السياسية والاقتصادية والإنسانية".

النظام يتهرب
من جهته، أكد الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة هادي البحرة في حديث خاص ل"المدن"، عدم تحديد موعد لانعقاد اللجنة الدستورية بعد، مرجعاً ذلك إلى عدم التوصل بعد إلى اتفاق بخصوص اعتماد منهجية نقاشات وعمل تلزم بالتوصل إلى نتائج.

وقال البحرة: "اقترحنا منهجية بذلك الاتجاه كما فعل المبعوث الخاص الى سوريا، ولا يمكننا القبول بتحويل عمل اللجنة إلى اجتماعات عبثية، نحن جادون ونقوم بعملنا من أجل وقف سفك الدماء وإنهاء المأساة التي يعيشها شعبنا، وهذا ما يدفعنا لإبقاء العملية السياسية حية عبر اللجنة الدستورية".

وتابع البحرة أن "النظام لا يهتم بمعاناة الشعب ويقوم بسفك المزيد من دماء الأبرياء، ولم يقتنع بعد بأنه لا حل الا بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254 بشكل كامل وصارم، ويعتقد أن استخدام تكتيك التعطيل والتهرب من استحقاقات العملية السياسية يفتح المجال أمامه لاستخدام الحلول العسكرية والأمنية".

وأضاف أن "سياسة النظام هذه أوصلت الشعب السوري إلى المرتبة الأولى عالمياً على قائمة الدول التي تعيش شعوبها ما دون خط الفقر، وبات الشعب فاقداً لدولة القانون وللأمن والأمان، بينما هم ودوائر الفساد والتشبيح الخاصة بهم والتي باتت تتنازع نهب مؤسسات الدولة وثروات الوطن وقوت المواطن ينعمون على حساب الشعب المضطهد".

وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم هيئة التفاوض وعضو اللجنة الدستورية الدكتور يحيى العريضي ل"المدن"، "عدم وجود مستجدات بخصوص موعد انعقاد الجولة السادسة". وقال: "لا يرى النظام في كل العملية السياسية أية قيمة، ويتهم الجانب الآخر بالخيانة، ولذلك على لافروف إما أن يتوقف عن البهلوانيات، أو يضغط على هذا النظام الذي يحميه ويجره لتطبيق القرار الدولي".

وتابع العريضي أنه "لا مشكلة بيدرسن مع لافروف، ولا مشكلة لافروف مع المبعوث الدولي، بل مشكلتهما مع من يعلن أنه انتصر، وأنه يعتمد تكتيكات بخصوص اللجنة الدستورية"، في إشارة إلى تهجم بشار الأسد على اللجنة الدستورية بشكل غير مباشر، في خطابه الأخير.

وتبدو روسيا منزعجة جداً من مماطلة الأسد في موضوع اللجنة الدستورية، وهو ما عبّر عنه الدبلوماسي والمحلل السياسي المقرّب من روسيا رامي الشاعر من خلال مقال نشرته صحيفة "زافترا" الروسية، انتقد فيه سلوك الأسد.

وقال إن تجاهل الأسد ل"اللجنة الدستورية، بل ومهاجمته لها في بعض مواقع الخطاب، يتعارض لا مع إرادة غالبية الشعب السوري فحسب، وإنما كذلك مع إرادة المجتمع الدولي في دعم حق الشعب السوري في حرية تقرير مصيره واختيار نظام حكمه استناداً إلى تعديل دستوري".

وأضاف الشاعر أن "روسيا تسعى إلى تحقيق ذلك، وتنطلق في مواقفها دائماً من مبادئ القانون الدولي، والعلاقات المتوازنة بين الدول، وتعزيز دور هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في حل النزاعات حول العالم".