خوزستان:خامنئي يتفهّم المتظاهرين ويحذرهم..والأمن يقمعهم

دعا المرشد الإيراني علي خامنئي إلى عدم إلقاء اللوم على المحتجين فيما قُتل شخص وجرح إثنان آخران بإطلاق نار خلال احتجاجات تخللها "أعمال شغب" على نقص المياه في محافظة لرستان غربي إيران، بحسب ما ذكر التلفزيون الإيراني.

ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن خامنئي قوله إنه لا يمكن إلقاء اللوم على الإيرانيين الذين يحتجون على نقص المياه، داعياً المسؤولين إلى معالجة هذه المشكلة، مضيفاً أن كل الهيئات الحكومية وغير الحكومية تعمل على حل أزمة المياه وستواصل العمل بشكل سريع.

ولفت خامنئي إلى أن مشكلة المياه شكّلت هاجساً أساسياً خلال الفترة الأخيرة، مشدداً على أنه "على مسؤولي الجهات الحكومية وغير الحكومية العمل لحل مشاكل المواطنين في خوزستان، وعلى الحكومة القادمة أن تتابع بكل جدية الاجراءات في هذا السياق".

وحذر خامنئي أهالي خوزستان مما وصفه ب"مؤامرات الأعداء"، وقال إن "العدو يسعى لاستغلال المظاهرات للمس بمصالح البلاد والشعب، ويتعين اتخاذ الحيطة والحذر وعدم إعطائه أي ذريعة".

وكان الرئيس الايراني الجديد إبراهيم رئيسي قد أكد الخميس، ضرورة التخطيط واتخاذ إجراءات فورية وجدية لحل قضايا محافظة خوزستان وفي مقدمها شح المياه. واعتبر رئيسي أن أي ميزانية ترصد لمحافظة خوزستان لمعالجة مشاكل المياه والصرف الصحي والتنمية وتوفير فرص العمل، تُعد بمثابة استثمارات وليس نفقات، مؤكداً ضرورة إيلاء الأولوية لحل مشكلة شح المياه.

وتأتي تصريحات خامنئي ورئيسي فيما تستمر المظاهرات في إيران لليوم الثامن على التوالي في 10 مدن في خوزستان. كما انضمت مدن خارج خوزستان إلى الاحتجاجات ومنها أليكودرز في محافظة لرستان وشاهين شهر في محافظة أصفهان، فيما أرسلت السلطات الإيرانية الآلاف من قوات الأمن والوحدات الخاصة إلى المناطق المضطربة.

وقال الموقع الإلكتروني لقناة "إيريب نيوز"، إن "أعمال شغب اندلعت ليل الخميس، في شوارع أليكودرز (في محافظة لورستان) استمرت لساعات وتخللها إطلاق نار مشبوه من عناصر مجهولين، ما أدى إلى مقتل شخص في العشرين من عمره وإصابة اثنين آخرين".

وفيما ذكر الموقع أن قوات الأمن نزلت إلى شوارع أليكودرز ل"مواجهة مثيري الفوضى" وأنها "تقوم بالبحث عن مطلقي النار"، قالت مواقع إيرانية معارضة إن المحتجين تعرضوا لهجوم وإطلاق نار من قبل القوات الأمنية والقوات الخاصة بالرصاص الحي.

وكانت مقاطع مصورة قد أظهرت استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، فيما قالت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني إن "مثيري شغب" قتلوا بالرصاص شرطياً وأصابوا آخر في مدينة ماهشهر.

وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن السلطات في إيران استخدمت على ما يبدو القوة المفرطة ضد المحتجين، مشيرة إلى أنه على السلطات التحقيق بشفافية في مقتل ثلاثة محتجين على الأقل ومحاسبة المسؤولين.

كما أعلنت منظمة العفو الدولية أنها تأكدت من مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، من المتظاهرين والمارة بينهم مراهق، في وقت لجأت السلطات لاستخدام الذخيرة الحية لفض التظاهرات. واعتبرت أن "قوات الأمن الإيرانية نشرت بشكل غير قانوني القوة، بما يشمل إطلاق الذخيرة الحية وخرطوش الصيد، لسحق تظاهرات سلمية في غالبيتها".

وأوضحت منظمة العفو أن تحليلا لتسجيلات مصورة للاحتجاجات وروايات شهود عيان، أشارت إلى أن "قوات الأمن استخدمت أسلحة أوتوماتيكية فتاكة وبنادق تستخدم ذخيرة عشوائية بطبيعتها والغاز المسيل للدموع".