الخميس 2021/07/22

آخر تحديث: 22:13 (بيروت)

هل يتخلى بينيت عن سياسة نتنياهو..تجاه إيران؟

الخميس 2021/07/22
هل يتخلى بينيت عن سياسة نتنياهو..تجاه إيران؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشفت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت سيعرض على الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال زيارته المرتقبة إلى واشنطن في منتصف آب/أغسطس، سياسته الجديدة حول إيران والاتفاق النووي، والتي ستكون مختلفة عن تلك التي تبنّاها سلفه بنيامين نتنياهو.

وقالت المجلة إن الضربات الإسرائيلية المكثّفة ضد إيران في الآونة الأخيرة هي رسالة ردع لوقف تطوير برنامجها النووي. ففي أوائل تموز/يوليو، استهدف هجومان إلكترونيان منفصلان وزارة النقل الإيرانية ونظام السكك الحديدية. وفي أواخر حزيران/يونيو، استهدفت طائرة من دون طيار مركز تصنيع يُستخدم في إنتاج أجهزة الطرد المركزي بالقرب من طهران.

ولفتت إلى أن بينيت، الذي أدى اليمين الدستورية قبل أيام من هجوم الطائرة من دون طيار، يعيد حالياً النظر في سياسة إسرائيل تجاه إيران، حيث يعقد اجتماعات موسعة لمناقشة جميع جوانب الملف الإيراني، ويطلب من عناصر أجهزة الأمن في اسرائيل التفكير في أساليب جديدة لضرب إيران.

ويهدف بينيت من خلال تلك الاجتماعات إلى الوصول إلى سياسة محددة ومتماسكة تجاه إيران قبل لقائه بايدن. وقالت المجلة إن بينيت سيضطر إلى التعامل مع إخفاقات سلفه بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى واشنطن، موضحة "لعل التحدي الرئيسي الذي سيواجه رئيس الحكومة الجديد هو إعادة بناء الجسور التي دمرها نتنياهو بين إسرائيل والديمقراطيين بسبب علاقته الوثيقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والحزب الجمهوري".

وقالت المجلة إن الملف الإيراني سيكون على رأس جدول الأعمال بينهما، مضيفة أنه "رغم أن إيران واجهت صعوبات كبيرة اقتصادياً في ظل العقوبات الأميركية، إلا أن ترامب لم يحقق هدفه المُعلن وقتها وهو تغيير سياسة إيران النووية، لا بل استطاعت طهران أن تحرز تقدماً كبيراً حول قدرتها على صناعة قنبلة نووية".

وذكّرت المجلة بمواقف السياسي اليميني بينيت المتشددة تجاه إيران والداعمة لنتنياهو، قبل أن يتولى منصبه الجديد، فهو دعا علناً إلى توجيه ضربة ضد أهداف نووية إيرانية، كما أنه شبّه مراراً النظام الإيراني ب"الأخطبوط" الذي ينشر مخالبه في كل مكان.

وأشارت إلى أن الأسابيع الخمسة التي قضاها بينيت في مكتب رئاسة الحكومة دفعته إلى إعادة النظر في تأييده لسياسة نتنياهو، مضيفة أنه "في 12 تموز/يوليو، حين تطرق المجتمعون في الكنيست إلى موضوع إيران، وفي سياق الرد على اتهامات نتنياهو بأن بينيت أبدى ليونة في تعامله مع طهران، رد الأخير بغضب لم يشهد الكنيست شخصاً يتحدث كثيراً عن إيران مقابل أفعال محدودة تجاهها مثل نتنياهو".

ونقلت المجلة عن مصادر مقربة من بينيت قولها إن نتنياهو لم يضع خطة طوارئ عقب الانسحاب من الاتفاق النووي في عام 2018، تاركاً إسرائيل في حالة عدم جهوزية  للتعامل مع عواقب التقدم السريع للبرنامج النووي الإيراني، مضيفة "لا يوجد عملية إسرائيلية مدروسة لضرب البرنامج لأن الخطط لم يتم تحديثها منذ عام 2013".

وتابعت أن بينيت يدرك أنه على الرغم من أن إسرائيل لديها خبرة في استهداف البرامج النووية. ففي أوائل الستينيات، استهدف الموساد علماء الصواريخ الألمان الذين يعملون في برنامج الصواريخ الباليستية في مصر، وفي أواخر السبعينيات، استهدفت إسرائيل الأصول والعلماء المرتبطين بالبرامج النووية لكل من باكستان والعراق، إلا أن نجاح هذه الاستهدافات هي على المدى القريب، إذ أن الدول المُستهدفة قادرة على إعادة بناء المرافق المدمرة، وإحياء برامجها النووية سراً أو حتى استبدال البنية التحتية وتحديثها.

وبالتالي، فإن تكثيف عمليات الاستهداف ضد منشآت إيران النووية وعلى الرغم من نجاحها على المدى القصير، إلا أنها قد تؤدي إلى نتائج عكسية، كتطوير طهران لأدواتها التكنولوجية أو رفضها للمسار الدبلوماسي حول برنامجها النووي، بحسب المجلة.

ولفتت إلى أن مكافحة انتشار البرنامج النووي الإيراني يتطلب تنسيقاً وثيقاً مع الولايات المتحدة، وهو الحل الأفضل على المدى البعيد، مشيرةً إلى أن سياسة بينيت حالياً هي تجنب الصدام العلني مع إدارة بايدن.

وأضافت المجلة "إذا توصل الأطراف في فيينا إلى اتفاق، ينبغي على إسرائيل أن تنقل مخاوفها إلى المسؤولين الأميركيين وأن تحافظ على حوار مفتوح مع واشنطن والاتفاق على تعويضات عسكرية"، متابعة أن "ردع إيران يجب أن يكون هدفاً مشتركاً للحليفين المقربين أميركا وإسرائيل".

معركة واسعة ضد إيران
وفي السياق، قال موقع "واللا" الإسرائيلي إن ممثلي الجيش الإسرائيلي استعرضوا أمام بينيت مستوى كفاءة "متوسطة" لشن معركة واسعة ضد إيران (مع أو من دون اتفاق نووي مع الولايات المتحدة).

وذكر الموقع أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الموساد شددا على الحاجة لعدد متنوع من البرامج، لأنه في حال وقعت الولايات المتحدة على اتفاق مع إيران، فإن هذا سيُلزم إسرائيل بالاستعداد بشكل عملي وبصورة مختلفة تماماً، وليس بشكل ضروري توجيه ضربات جوية مثل الهجوم على المفاعل النووي في العراق.

ونقل الموقع عن مسؤول أمني كبير مطّلع على القدرة العملياتية الإسرائيلية قوله: "إذا وقع الايرانيون على الاتفاق، ستكون هناك مشكلة حول تنفيذ هجوم جوي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها