إيران:احتجاجات خوزستان تخرج عن السيطرة

لليوم الرابع على التوالي تشهد محافظة خوزستان جنوب غربي إيران، مظاهرات احتجاجاً على انقطاع المياه في العديد من المناطق وسط أجواء أمنية مشددة وإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع من قبل القوات الخاصة والباسيج على المتظاهرين، كما قطعت خدمة الإنترنت عند بعض المناطق.

وأفادت التقارير أن العديد من مدن خوزستان الأخرى، بما في ذلك معشور وشوشتر وعبادان والفلاحية ولالي شهدت احتجاجات على نقص المياه مساء السبت، وخلال نهار ومساء الأحد، وقامت قوات الأمن باعتقالات واسعة النطاق لمنع المزيد من الاحتجاجات وقمعت التجمعات المتفرقة في المدن بشدة.

ووفقاً لمقاطع مصورة تم نشرها في الليلة الرابعة من الاحتجاجات، كان عدد المتظاهرين في الخفاجية كبيراً، وتم التعامل معهم بعنف من قبل قوات الأمن.

وأصيب عدد من المتظاهرين في الخفاجية، التي تعد المركز الرئيسي للاحتجاجات، بعد إطلاق النار والغاز المسيل للدموع من قبل الشرطة وقوات الباسيج، بما في ذلك في منطقة أبوذر.

وأدت الاحتجاجات خلال الأيام الأربعة الماضية إلى مقتل شابين، هما مصطفى النعيماوي وقاسم الخضيري من قبل قوات الأمن. ونشرت وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري شريطاً مصوراً للخضيري، وعلقت "كان قاسم عاملاً في محل لبيع البطاريات، وأصيب مساء الجمعة برصاصة عند عودته إلى المنزل من العمل، قبل أن يتوفى متأثراً بجراحه".

وجاء في المقطع على لسان عم قاسم خضيري أن "الشباب لم يستطيعوا تحديد هوية من أطلق النار". ويضيف واصفاً ابن أخيه: "كان قاسم عضواً في قوات الباسيج في قاعدة مسجد الحي، ولم يكن ممن يشاركون في التجمعات والشغب".

وفي مقطع مصور آخر عن والد وشقيق مصطفى نعيماوي، عزت وكالة أنباء "فارس" مقتله إلى من وصفتهم ب"المخربين".

وفي وقت سابق، أكد قائمقام  شاديغان أوميد صابري بور مقتل مصطفى نعيماوي دون أن يسميه، لكنه نسب ذلك إلى "مثيري الشغب".

وأضاف صابري بور لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أنه "خلال المسيرة، فتح انتهازيون ومثيرو شغب النار على قوات الأمن والمتظاهرين وأصابت طلقة أحد المارة وهو شاب في الثلاثين من عمره مما أدى إلى مقتله".

وفي السياق، نشرت وسائل الإعلام التابعة للنظام تقارير متناقضة حول مرتكبي جريمة القتل، وكتبت وكالة أنباء "إيسنا" أنه "تم التعرف على مرتكبي هذه الحادثة من قبل قوات الشرطة والأمن، وتم اعتقال بعضهم"، لكن  وكالة أنباء "فارس" ذكرت أن مرتكبي هذه الجريمة لم يتم التعرف عليهم حتى الآن.

وتابعت وكالة "فارس" للأنباء في محاولة لإلقاء اللوم على سكان خوزستان في قتل المتظاهرين: "لقد خلق وجود الأسلحة بشكل تقليدي في بعض أجزاء خوزستان المزيد من المشاكل".