الثلاثاء 2021/06/29

آخر تحديث: 14:24 (بيروت)

دير الزور:أول اشتباك مباشر بين القوات الأميركية والمليشيات الإيرانية

الثلاثاء 2021/06/29
دير الزور:أول اشتباك مباشر بين القوات الأميركية والمليشيات الإيرانية
© Getty
increase حجم الخط decrease
يسود التوتر ضفتي نهر الفرات في محافظة دير الزور شرقي سوريا بعد أن شهدت المنطقة قصفاً برياً متبادلاً بين القوات الأميركية والمليشيات الإيرانية، ونفذت الأخيرة عمليات إعادة انتشار طارئة خوفاً من تجدد القصف الأميركي على مواقعها.

وقصفت القوات الأميركية المتمركزة في حقل العمر النفطي شمال شرقي الفرات في المنطقة التي تسيطر عليها قسد، عدداً من مواقع المليشيات الإيرانية في الميادين ومحكان والقورية والعشارة وصبيخان جنوب غربي الفرات في المنطقة التي يسيطر عليها النظام السوري. وتسبب القصف الأميركي بالقذائف الصاروخية بتدمير عدد من مستودعات أسلحة ونقاط تمركز للمليشيات.

وأبلغت مصادر متطابقة في دير الزور "المدن"، بأن "القصف الأميركي البري كان رداً على قصف المليشيات الإيرانية والعراقية المدعومة من إيران والذي استهدف القاعدة العسكرية الأميركية في حقل العمر النفطي، والمدينة السكنية القريبة من الحقل".

وأضافت المصادر أن "المليشيات قصفت بثلاث رشقات من صواريخ غراد قاعدة العمر. وتسبب القصف الذي انطلق من أكبر قواعد المليشيات قرب الميادين باشتعال النيران داخل القاعدة وفي محيطها القريب وفي المدينة السكنية، ولم يوقع قصف المليشيات أي خسائر بشرية في صفوف القوات الأميركية وقوات قسد التي تحمي الموقع".

وأوضحت المصادر أن "القوات الأميركية هي من بدأت الاشتباك الناري مع المليشيات الإيرانية والعراقية في دير الزور، ليل الاثنين-الثلاثاء، بعد أن استهدف طائراتها المسيّرة مقراً للمليشيات الإيرانية في حي تمو وسط مدينة الميادين، قامت على إثره المليشيات باستهداف القاعدة الأميركية في حقل العمر".

وأشارت المصادر إلى أنها "المرة الأولى التي تشتبك فيها القوات الأميركية مع المليشيات الإيرانية في ريف دير الزور بالأسلحة النارية متوسطة وقصيرة المدى، ومن مسافة لا تتجاوز ال10 كيلومترات، وهي المسافة التي تفصل نقاط تمركز الجانبين على ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية".

وعلق المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد الأميركي واين ماروتو على القصف الصاروخي الذي تعرضت له قاعدة حقل العمر، نافياً وجود أي إصابات في صفوف قوات التحالف التي تعرضت للقصف. وقال ماروتو في تغريدة، إن "التقرير الأولي يشير إلى أنه في الساعة 7:44 مساءً بالتوقيت المحلي، تعرضت القوات الأميركية في سوريا لهجمات بصواريخ متعددة".

وأضاف "لا توجد إصابات ويتم تقييم الأضرار، وسوف نقدم تحديثات عندما يكون لدينا المزيد من المعلومات". وقال: "أثناء تعرضها لهجمات صاروخية متعددة، تصرفت دفاعاً عن النفس وأطلقت نيران مدفعية مضادة للبطاريات على مواقع إطلاق الصواريخ".

ويأتي التصعيد بين الجانبين في دير الزور بعد تعرض مليشيات الحشد الشعبي لضربات جوية مركزة نفذتها طائرات أميركية على مواقعها في جانبي الحدودية السورية العراقية في منطقتي البوكمال السورية والقائم العراقية.

القصف الأميركي على مواقع الحشد الشعبي كان أكثر تركيزاً في منطقة البوكمال السورية. واستهدفت الطائرات بغارات متكررة عدداً من المزارع والمنازل التي حولتها المليشيات إلى مقار عسكرية ومخازن أسلحة في ريف المنطقة القريبة من معبر السكك العسكري الذي تستخدمه المليشيات لنقل عتادها وعناصرها بين العراق وسوريا.

وشكّك مصدر محلي في ريف دير الزور في إحصائية الخسائر البشرية التي أعلنت عنها المليشيات الإيرانية في دير الزور، ورجّح مقتل أكثر من 10 عناصر في القصف الذي استهدف مواقع المليشيات في منطقة البوكمال وحدها وذلك بالنظر إلى حجم الدمار الهائل الذي حل بالمواقع العسكرية التي تعرضت للقصف.

وأضاف المصدر ل"المدن"، أن "المليشيات استنفرت قواتها في مختلف مناطق انتشارها في دير الزور وريفها ونقلت الجزء الأكبر مجموعاتها المنتشرة خارج المدن والبلدات الى الأحياء السكنية داخل المدن الكبيرة كالميادين والبو كمال والعشارة وغيرها خوفاً من استهداف مواقعها مرة أخرى بعد أن تم رصد حركة مكثفة وغير مسبوقة لطائرات الاستطلاع الأميركية في سماء المنطقة".

ويقابل تحركات المليشيات الإيرانية الطارئة في إعادة الانتشار والاستنفار الأمني والعسكري، استنفار لقوات قسد على الضفة اليسرى لنهر الفرات. وعززت قسد من تواجدها على طول خط الاشتباك النهري بأمر من القوات الأميركية التي استنفرت فرق الرصد الجوي والمتابعة لمراقبة تحركات المليشيات الإيرانية التي بدت مريبة خلال الساعات القليلة الماضية، الأمر الذي ينذر بتجدد التصعيد والاشتباك الناري بين الطرفين في أي لحظة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها