الإثنين 2021/06/21

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

هل تستسلم أوروبا للأسد..وتعيد فتح سفاراتها؟

الإثنين 2021/06/21
هل تستسلم أوروبا للأسد..وتعيد فتح سفاراتها؟
© Getty
increase حجم الخط decrease
رأت مجلة "ناشونال انترست" الأميركية أنه على الدول الأوروبية إعادة تفعيل سفاراتها في دمشق لتأمين قضايا مهمة مثل توطين اللاجئين وضمان استقرار لبنان، في ظل انعدام وجود معارضة فعالة في وجه النظام ورئيسه بشار الأسد.

وألمحت إلى أن محاولات إزاحة بشار الأسد لم تجدِ، وبالتالي بات لزاماً تغيير سياسة التعاطي مع الأزمة السورية، من دون أن توضح ما إذا كان هذا التغيير استسلاماً نتيجة سحق الأسد للسوريين، أم أنه يهدف إلى إحداث تغيير سياسي من داخل سوريا.

وقالت المجلة في تقرير بعنوان: "هل حان الوقت لتعيد أوروبا فتح سفاراتها في دمشق"، إن المزيد من الدول تعيد فتح سفاراتها تباعاً في سوريا، فيما تغيب الدول الأوروبية بشكل واضح عن اتخاذ قرار كهذا.

وأضافت "مرّ أكثر من عقد على محاولات إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد من السلطة، فيما تواصل الحكومات الأوروبية تجاهل الوقائع على الأرض"، قائلة إن "الحكومة السورية باقية في المستقبل المنظور".

ولفتت الى انه "عندما يتحدث وزراء خارجية الغرب ومسؤولو الاتحاد الأوروبي عن سوريا، فإنهم غالباً ما يتحدثون، وأحياناً يتصرفون، نيابة عن دول العالم، وهو أمر لا يتماشى مع الواقع". وذكّرت بتصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام البرلمان الأوروبي حين قال إن "الضربات الجوية على سوريا في 14 نيسان/أبريل 2018، كانت حفاظاً على شرف المجتمع الدولي".

وتابعت المجلة الأميركية أنه فيما لم تقطع دول مثل روسيا والصين والهند علاقاتها مطلقاً مع النظام السوري، قامت دول أخرى بإصلاح الروابط معه، مضيفةً "عند اندلاع الازمة السورية عام 2011، قررت الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، وطالب القرار الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق، لكن العرب يغيرون قراراتهم سريعاً".

ولم يقتصر الأمر، بحسب "ناشونال انترست"، على الدعم الصريح والمباشر لكل من مصر والجزائر للنظام السوري، بل تراجعت أيضاً دول في الخليج كالإمارات والكويت والبحرين وأعادت فتح سفاراتها في سوريا، علماً أن الرحلات المباشرة بين دمشق ودبي كانت قد استؤنفت حينها.

وقالت إنه في أوروبا، هناك بالفعل توجه أو رغبة في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا. فقد عينت اليونان مبعوثاً خاصاً لها في دمشق في أيار/مايو 2020. وبعد عام، قامت قبرص باستئجار عقار جديد للسفارة أيضاً. إلا أن دولاً كالمجر وبولندا والنمسا وإيطاليا، اكتفت فقط بالتلميح في الرغبة في تبني سياسة جديدة حول سوريا، إلا انها لم تتخذ بعد موقفاً باتجاه التطبيع الكامل مع النظام.

وقالت الصحيفة إن الاستمرار في التمسك ب"المتمردين المعتدلين الوهميين" هي ليست فقط استيراتيجية ساذجة، بل وتمنع المشاركة الفعالة والذكية في إدارة الأزمة. وأضافت أنه "لم تعد هناك معارضة متمردة رئيسية أو تحالف يهدد وجود النظام السوري في الوقت الحالي"، لافتة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية بدأت بإقامة علاقات مع النظام السوري.

وتابعت الصحيفة أن وجود سفراء في سوريا يمكن أن يحدث فرقاً في التعامل حول قضايا مهمة مثل: توطين اللاجئين، التلقيح الشامل، ضمان استقرار لبنان، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة الى ملفات أخرى.

وأشارت إلى أن إعادة فتح السفارات هي خطوة أولى في مسار المساعدة في إعادة إعمار سوريا، وهي أمر أساسي ليس فقط لملايين السوريين المتضررين بشكل مباشر من الأزمة، ولكن للشرق الأوسط وأوروبا أيضاً.

وقالت إن اعادة اعمار سوريا هي فرصة لبذل جهد عالمي حقيقي لجمع الدول التي تدعم أطرافاً مختلفة في الأزمة. وسألت الصحيفة "لماذا تقف أوروبا، برأسمالها المالي والبشري، مكتوفة الأيدي فيما الدول الاخرى تمضي الى الامام؟".

وختمت الصحيفة بأن الدول الاوروبية ستواجه نقداً محتّماً من قبل واشنطن، في حال قررت إعادة فتح سفاراتها في سوريا، ولكن هذا أفضل من تكرار عقد آخر من الفشل في سياسات الأزمة السورية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها