الأحد 2021/06/20

آخر تحديث: 12:52 (بيروت)

فوز رئيسي يقلق واشنطن وتل أبيب..حول مفاوضات فيينا

الأحد 2021/06/20
فوز رئيسي يقلق واشنطن وتل أبيب..حول مفاوضات فيينا
© Getty
increase حجم الخط decrease
في أول تعليق للولايات المتحدة واسرائيل على فوز المحافظ إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الايرانية، أبدت الولايات المتحدة أسفها لعدم مشاركة الإيرانيين في انتخابات "نزيهة"، فيما قالت الخارجية الاسرائيلية إنّ على المجتمع الدولي أن يقلق.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن "الايرانيين حرموا من حقهم في اختيار قادتهم في عملية انتخابية حرة ونزيهة". وتابع أن الولايات المتحدة سوف تواصل المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني والعمل إلى جانب حلفائها وشركائها في هذا الصدد.

ويتزامن فوز رئيسي مع استمرار مفاوضات فيينا لإعادة احياء الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني، وذلك بعد انسحاب الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.

ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت قوله إن انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً لإيران "جرس إنذار أخير" للعالم. وأضاف الموقع أن بينيت قال في إفادة للحكومة، إن على القوى العالمية إعادة النظر في المحادثات بشأن اتفاق نووي إيراني جديد بعد انتخاب رئيسي.

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور هايات إن رئيسي "ملتزم بالبرنامج النووي العسكري الايراني الذي يتطور سريعاً، وانتخابه يكشف بوضوح النوايا الخبيئة لطهران وينبغي أن يثير قلقاً كبيراً لدى المجتمع الدولي". واعتبر هايات أن رئيسي هو الرئيس "الأكثر تطرفاً" لإيران منذ قيام الثورة الاسلامية العام 1979.

يأتي ذلك في وقت تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الأحد، في العاصمة النمساوية فيينا، جلسة مفاوضات على مستوى المدراء السياسيين ونواب وزراء خارجية الدول الأعضاء بالاتفاق، وذلك وسط توقعات بعقد جولة سابعة من المحادثات، عقب انتخاب رئيسي.

وقالت وكالة "إرنا" الإيرانية إن المشاركين في الاجتماع سيناقشون أفق عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي وتنفيذه الكامل والمؤثر من قبل جميع الأطراف، وذلك بعد الكشف عن محاولات أميركية لإنجاز الاتفاق قبل تسلم رئيسي منصبه في آب/أغسطس.

ويقدر مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن المرشد الإيراني علي خامنئي يسعى إلى تأجيل المفاوضات مع القوى الكبرى حول الاتفاق النووي إلى نهاية 2021.

ونقل موقع "واللا" الإلكتروني الأحد، عن المسؤولين الأمنيين قولهم إن خامنئي سعى قبل انتخابات الرئاسة الإيرانية وبعد انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً، من أجل تمكين رئيسي من دراسة "الخط المتشدد" للقيادة الإيرانية. 

وأضاف الموقع أن مسؤولين أميركيين قالوا لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إنه ينبغي العودة إلى الاتفاق النووي السابق، وبعد ذلك يتم التوقيع على اتفاق مُحسّن. واعتبر غانتس خلال المحادثات مع الأميركيين أنه "يجب دمج تهديد عسكري موثوق ضد إيران كجزء من الدبلوماسية. حتى لو جرى النظر إليه أنه مخرج أخير".

وحسب تقديرات المسؤولين الأمنيين، فإن احتمال حدوث تطور في المفاوضات حول اتفاق نووي بحلول نهاية 2021، سيمكن إسرائيل من ممارسة ضغوط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وأن الولايات المتحدة ستواجه صعوبة في إحضار الإيرانيين إلى المفاوضات في الأمد القريب، معتبرين أن "الوضع الاقتصادي في إيران تحسن كثيراً بدعم روسيا ودول أخرى".

من جهته، رأى المحلل العسكري في صحيفة "إسرائيل اليوم" يوآف ليمور أن "معلومات وصلت إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة، تشير إلى استعداد أميركي لرفع كامل تقريباً للعقوبات الاقتصادية على إيران، إلى جانب تقديم تنازلات بكل ما يتعلق بالإشراف على أنشطتها النووية".

وأضاف أن انتخاب رئيسي يعني أن "الخط الإيراني المتشدد في المفاوضات حول الاتفاق النووي في فيينا سيستمر في المستقبل أيضاً، ما يثير شكوكاً حول احتمال التوصل لاتفاق في الأيام القريبة. وهذا الأمر يمنح إسرائيل وقتاً قصيراً من أجل محاولة التأثير على إدارة بايدن، وبواسطتها على الاتفاق الجاري بلورته".

وترى مصادر إسرائيلية أن انتخاب رئيسي يجب أن يدفع إلى مواقف أكثر تشدداً في الملف الإيراني. ونقل المراسل العسكري للقناة (12) العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أنه "لا مفرّ من وضع خطط عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية".

وخصّصت الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة نقاشاً خاصاً الخميس، لبحث نتائج فوز رئيسي، بانتخابات الرئاسة الإيرانية، وسط تقديرات بأنه سيطبّق سياسات متشدّدة خارجياً، وفي البرنامج النووي.

وأضاف المراسل أن القناعة في إسرائيل هي أن رئيسي يرغب في التوصل إلى اتفاق نووي، "لأن ذلك سيتيح رفع العقوبات عن إيران، وتمتين قاعدتها، وزيادة دعمها للمتطرفين في المنطقة".

كما نقل المراسل تقديرات إسرائيليّة بتعطيل التوقيع على الاتفاق النووي، حتى دخول رئيسي إلى منصبه في آب/أغسطس، "وهذا ما سيتيح لإسرائيل محاولة التأثير وإدخال بنود إضافية ليس مؤكّدًا أنها موجودة الآن، من جهة، ولكن من جهة أخرى، هذه مراوغة كبيرة ستتيح للإيرانيين تخصيب مزيدٍ من اليورانيوم".

في المقابل، ترغب الإدارة الأميركية بالتوصل إلى اتفاق نهائي للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، قبل دخول الرئيس الإيراني الجديد منصبه، بحسب ما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤول أميركي الجمعة. وقال المسؤول إنه سيكون "مقلقاً" إذا استمرت المحادثات إلى أوائل آب، وتابع: "إذا لم يكن لدينا اتفاق قبل تشكيل الحكومة الجديدة (في إيران)، أعتقد أن ذلك سيثير تساؤلات جدية حول مدى إمكانية تحقيقها".

من جهتها، قالت الباحثة الإسرائيلية في الشؤون الإيرانية سيما شاين إن "انتخاب رئيس جديد لا ينذر بتغييرات محتملة في سياسات إيران، فرئيسي قد يختلف عن روحاني في بعض القضايا، لكن لا يزال خامنئي هو الذي يقرر كل شيء".

وأضافت شاين لموقع القناة (12)، أن "انتخاب رئيسي يعني استمرار عملية سيطرة معسكر المحافظين القريب من خامنئي، واستيلاء الحرس الثوري على مؤسسات الحكومة المركزية، وربما يتم تحضيره لضمان استمرار الثورة الإسلامية بقيادة شخصية مخلصة لمسار خامنئي، تحضيراً لليوم الذي سوف يتم فيه انتخاب بديل للمرشد".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها