السبت 2021/05/08

آخر تحديث: 19:04 (بيروت)

معركة القدس في الحسابات الفلسطنية..حماس تبدأ بالبالونات المتفجرة

السبت 2021/05/08
معركة القدس في الحسابات الفلسطنية..حماس تبدأ بالبالونات المتفجرة
© Getty
increase حجم الخط decrease
كشف مصدر من السلطة الفلسطينية ل"المدن"، عن أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ حمل خلال زيارته إلى قطر مؤخراً طلباً محدداً من المقاطعة في رام الله، يتمثل بالضغط على قيادة "حماس" لعدم إطلاق الصواريخ من غزة او اشعال الميدان في الضفة الغربية، تحت عنوان أن "هذا الفعل يحرف الوجهة عن انتفاضة شباب القدس وجعل قضيتها على جدول الأعمال الدولي".

لكنّ مصدراً آخر من "فتح" أوضح ل"المدن"، أن حديث الشيخ مع المسؤولين القطريين حول صواريخ حماس لم يكن موضوعاً منفصلاً عن قضية الانتخابات، إذ كان مُدرجاً في سياق سرده لشروط رئيس السلطة محمود عباس لتشكيل "حكومة الوحدة" وذلك لإبلاغها لقيادة حماس المقيمة في الدوحة عبر المسؤولين القطريين. إذ أن الشيخ شدد على أنه لا يُمكن أن تُشكّل "حكومة الوحدة" دون تعهد وضمانات قطرية وتركية بألا تذهب حماس إلى اي خطوات ل"بعثرة الأوراق" في الضفة الغربية وقطاع غزة مثل إطلاق الصواريخ اتجاه المستوطنات الاسرائيلية وجر تصعيد ميداني، حسب تعبير الشيخ.

ويبدو أن رسالة الشيخ بشأن صواريخ "حماس" ليست مرتبطة بموضوع القدس فحسب، بل هي تنسجم أيضاً مع مخاوف الجهات الأمنية والسياسية في السلطة الفلسطينية منذ ما قبل ساعة الصفر لإعلان تأجيل الانتخابات، من ذهاب حماس إلى إشعال الميدان في الضفة الغربية ضد الأهداف الاسرائيلية، باعتبار أنها وسيلة  ضغط على عباس كردة فعل على تراجع فتح عن وعود قدمتها لحماس فيما يخص الوحدة وتمكين الأخيرة عبر بوابتها من شرعنتها دولياً والسماح بنشاطها في الضفة الغربية، وأيضاً في محاولة منها لتخفيض سقف شروط عباس أمام حماس بعد تأجيل الانتخابات.

وجاءت تهديدات القائد العام لكتائب "القسام" الذراع العسكرية ل"حماس" محمد الضيف قبل أيام، بتوجيه إنذار أخير لإسرائيل في حال لم توقف اعتداءاتها بحق أهالي الشيخ جراح وبقية مناطق القدس المحتلة، ومن ثم تهديدات حركة "الجهاد الإسلامي" أنها لن تواصل التفرج على ما يجري في القدس.. لتُحفّز على التساؤل حول جدية الحركتين للدخول إلى المعركة وتوسيعها.

الواقع، أن انتفاضة شباب القدس في باب العمود والشيخ جراح والمسجد الأقصى هي بعيدة كلياً عن أي علاقة بالأحزاب سواء كانت فتح أو حماس أو غيرها.. فهي هبة عفوية وهنا مكمن قوتها. لكن، ربما يكون هذا دافعاً لحماس للدخول على الخط.

وقال مصدر من الجهاد الإسلامي ل"المدن"، إن حركتي حماس والجهاد قد باشرتا في استئناف عمليات إطلاق البالونات الحارقة من حدود غزة الشرقية اتجاه المستوطنات"، معتبراً أن تحريك الوسائل الخشنة وإعادة وسائل الإرباك الليلي والتظاهرات ووحدات إشعال الكاوتشوك وقص الأسلاك الأمنية على الحدود الشرقية، من شأن كل ذلك أن يقود إلى تصعيد عسكري في القطاع.

ويعتقد المصدر أن أي ردود من "سرايا القدس" أو "القسام" ضد ممارسات اسرائيل في القدس لن يكون قبل 28 رمضان، وهو التاريخ الذي هددت فيه مجموعات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بمناسبة ذكرى ما تسميها إسرائيل "توحيد القدس".

في المقابل، يشكك قيادي في السلطة الفلسطينية بأن تطلق حماس صواريخ من غزة من أجل القدس، معللاً تقديره ل"المدن"، بأن حماس لا تزال ملتزمة بالتهدئة خاصة في ظل دور مصري وقطري وإماراتي أكبر من السابق في غزة.. غير أنه اتهم حماس برغبتها بإشعال الضفة لا غزة.

واعتبر القيادي نفسه أن الردود الدولية بشأن القدس تتحرك بوتيرة أفضل، مشيراً إلى أن البيان الأميركي وكذلك الأوروبي قد شكّلاً انتقالا لموجة أعلى من الإدانة لاسرائيل، وأن هذا يحتاج إلى استثمارها لتطوير العملية أكثر.

وبالرغم من أن رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي أصدر تعليماته برفع مستوى التأهب وتعزيز القوات استعداداً للتصعيد، واتخاذ سلسلة من الإجراءات الإضافية، سواء على صعيد فرقة غزة أو الضفة الغربية.. إلا أن القراءات الامنية الاسرائيلية تعتقد في الوقت ذاته أن حماس غير معنية بإطلاق صواريخ لأنها لا تريد تصعيداً غير مضبوط. ما يعني أنها ستكتفي بتفعيل الأدوات الخشنة على الحدود في هذه الأيام.

وبحسب بعض التقديرات الاسرائيلية، فإن التصعيد في القدس المحتلة لن يمكث أكثر من ايام؛ مرجحة أن يتوقف التوتر مع انتهاء شهر رمضان، بموازاة انتهاء المناسبات الدينية والسياسية اليهودية؛ الأمر الذي سيوقف استفزازات الاحتلال ومستوطنيه. علاوة على أن إسرائيل ستحاول احتواء قضية الشيخ جراح عبر إقناع المستوطنين بتأجيل البت في القضية لأشهر إضافية.

ولذلك، تتمنى إسرائيل أن تمرّ الأيام الساخنة المتبقية ب"هدوء" بشكل لا يؤدي إلى انفجار أكبر وأوسع.

لا يُمكن فصل تطورات الأحداث الميدانية في القدس المحتلة ومناطق الضفة الغربية مؤخراً عن الوضع الفلسطيني الداخلي الذي دخل في مرحلة أكثر تعقيداً نتيجة عملية تأجيل الانتخابات. وهذا ما يدفع السلطة الفلسطينية واسرائيل للشعور بأنّ هذا يمكن أن يخلق أزمة تؤدي إلى الانفجار.

وهناك من يعتقد أن أحداث القدس وبعض العمليات في الضفة ضد الاحتلال من شأنها أن تشكل تنفيساً للضغط الداخلي الفلسطيني ومنع تحوله إلى انفجار في وجه المنظومة السياسية الفلسطينية التي تريد بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه دونما انتخابات وبلا أفق سياسي واقتصادي واجتماعي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها