الإثنين 2021/05/17

آخر تحديث: 12:05 (بيروت)

الجولاني المتعاطف مع الفلسطينيين..وليس مع حماس

الإثنين 2021/05/17
الجولاني المتعاطف مع الفلسطينيين..وليس مع حماس
increase حجم الخط decrease
استغل زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني لقاءه مع وجهاء وشيوخ العشائر العربية في إدلب بمناسبة عيد الفطر للحديث عن التصعيد الإسرائيلي الأخير في القدس وغزة وباقي المدن والبلدات الفلسطينية المنتفضة.

ونشر الحساب الرسمي لتحرير الشام على "تلغرام" تسجيلاً مرئياً يظهر فيه الجولاني متحدثاً بين عدد من شيوخ العشائر قائلاً إن "الذي حدث في الأيام الأخيرة جدّد الروح في العالم الإسلامي بشكل كبير، إذ كان الناس أصابهم الملل وباتوا يظنون أن قضية فلسطين أصبحت شيئاً من الماضي، لكن اليوم تحول الأمر إلى تعاطف كبير".

واعتبر الجولاني أن "ما حصل من التعاطف والتفاعل الشعبي الكبير مع ما يحدث في فلسطين على المستوى العربي والإسلامي، لم نشاهد مثله منذ 25 سنة وأن الأمر الملاحظ في الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة، أن عرب 48 تحركوا بكل قوة، وهذا من أكثر الأشياء التي تشكل خطراً على إسرائيل، أكثر حتى من الصواريخ التي تقصف تل أبيب، لأن هؤلاء الفلسطينيين من الأجيال الجديدة التي درست في المدارس الإسرائيلية التي حاولت أن تنسيهم قضيتهم لكنها على ما يبدو فشلت".

أغفل الجولاني وبشكل مقصود، الحديث عن الفصائل الإسلامية التي تقاتل في غزة وركّز في حديثه على انتفاضة الداخل الفلسطيني (القدس وعرب 48) وغاب عن خطابه "اللهجة الجهادية" وحماسة الشعارات التي لطالما كانت تتغنى بها "جبهة النصرة سابقاً" مثل (سنحرر الأقصى وسنصلي في القدس) وغيرها.

وبدا الجولاني في كلمته كواحد من المسؤولين السياسيين الداعمين للقضية الفلسطينية لا زعيماً لتنظيم سلفي، ومن هذا المنطلق ربط الجولاني حديثه عن فلسطين بالحديث عن مستقبل سوريا عندما سأله أحد شيوخ العشائر الحاضرين في اللقاء عن وضع الثورة السورية وهل نأمل بنصر قريب على النظام؟

أجاب الجولاني قائلاً إن "المرحلة الحالية هي مرحلة إعداد وبناء مؤسسات واستعداد لحرب كبيرة، وفي نفس الوقت نبني مؤسسات، وكل مؤسسة نبنيها في المحرر نتقدم خطوة باتجاه دمشق". واعتبر أن "النظام في انهيار، ونحن في إعمار وبناء مؤسسات، وربما النظام ينهار في أي وقت بعد أن أصبح وضعه الاقتصادي مزرياً، ووضعه السياسي في الحضيض، والوضع الاجتماعي سيء أيضاَ بعد أن خسر كل عوامل القوة ولم يعد لديه سوى الطائرات الروسية".

وأضاف "ربما ينهار النظام في أي لحظة وربما يقوم بعمل عسكري ما، المهم هو أن نكون جاهزين للمرحلة التالية كي لا تدخل البلاد في حالة فوضى، لذا فمسؤوليتنا كبيرة وعلى كافة المستويات فحربنا ليست عسكرية فقط".

ورأى الباحث في العلوم السياسية محمد أديب أن "كلمة الجولاني تحمل دلالات ورسائل عديدة، أهمها ما يتوافق مع التوجه البراغماتي لتحرير الشام وخطابها الموجه للخارج، فالجولاني يريد القول بأنه لم يعد يمثل ذلك التنظيم الجهادي الذي يتدخل ويؤيد تحركات الفصائل والحركات الإسلامية خارج سوريا، إنما يمثل حركة أو تنظيماً إسلامياً محلياً له ذراعين عسكرية ومدنية ويسعى لأن يكون بديلاً عن النظام في دمشق، ومن هنا بدت تصريحاته بشأن فلسطين متوافقة مع مستوى الطموح الذي يسعى الى تحقيقه، بحيث أصبح كمتحدث باسم جماعية سياسية سورية لا زعيماً لتنظيم جهادي عالمي".

وأضاف أديب ل"المدن"، أن "الجولاني استغل الفرصة للحديث عن بناء المؤسسات في مناطق المعارضة وهنا يقصد حكومة الإنقاذ التابعة له. يريد الجولاني الترويج لها بأنها أمر واقع ويجب التعامل معها على أساس أنها البديل الأنسب للنظام في حال سقوطه".

فيما يعتقد الباحث في الجماعات الإسلامية بلال صطوف أن "السبب في اقتصار تصريحات الجولاني على الحديث حول الداخل الفلسطيني المحتل دون التطرق إلى دور فصائل غزة حماس والجهاد الإسلامي، يمكن إرجاعه إلى تراجع شعبية هذين الفصيلين داخل أوساط الثورة السورية".

وأضاف صطوف ل"المدن"، أن "حديث الجولاني كان موجهاً بالدرجة الأولى إلى الأوساط الثورية السورية، بهدف الظهور كمؤيد للقضية الفلسطينية، ولكن عدم الحديث عن غزة وعدم التطرق لحماس والجهاد الإسلامي، يدخل في نطاق الحفاظ على شعبية داخلية ثورية من جهة والحفاظ على الخط الايديولوجي من جهة أخرى، كون الجولاني لم ينتقد هذه الفصائل".

وقال إن "حديث الجولاني عن قرب سقوط نظام الأسد وعن جاهزية المؤسسات البديلة يمكن إدخاله في نطاق المساعي التي تقودها تحرير الشام لإظهار حكومة الانقاذ كبديل عن مؤسسات النظام، ومحاولة إكسابها شعبية داخل مناطق إدلب فضلاً عن شرعية مستقبلية محتملة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها