الثلاثاء 2021/05/11

آخر تحديث: 20:10 (بيروت)

الجامعة العربية تشكل لجنة..وقطر تدين العدوان على القدس وغزة

الثلاثاء 2021/05/11
الجامعة العربية تشكل لجنة..وقطر تدين العدوان على القدس وغزة
© Getty
increase حجم الخط decrease
طلبت جامعة الدول العربية من المحكمة الجنائية الدولية المضي قدماً في تحقيقها بشان جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

وقررت جامعة الدول العربية الثلاثاء خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، تشكيل لجنة وزارية عربية لمتابعة التحرك العربي ضد السياسات والإجراءات الإسرائيلية "غير القانونية" في مدينة القدس، وذلك على خلفية التطورات والمواجهات الأخيرة.

وقرر المجلس تشكيل لجنة وزارية عربية من كل من: الأردن، السعودية، فلسطين، قطر، مصر، المغرب، للتحرك والتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دوليا، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة.
وقال وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أوقع شهداء وجرحى أطفال ومدنيين، اعتداء إجرامي مدان ومرفوض، ويساهم في تأزيم الأوضاع ويصب مزيداً من الزيت على نار الاوضاع المشتعلة في القدس المحتلة.

وانطلقت الثلاثاء، الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب، لبحث الاعتداءات الإسرائيلية على القدس المحتلة. وترأس الاجتماع دولة قطر، الرئيس الحالي لمجلس الجامعة.

وقال الوزير القطري إن "مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى  يشهدان حملة تصعيدية شرسة تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تتمثل في ارتفاع وتيرة التهويد والاستيطان لتصل إلى مرحلة لا يمكن وصفها إلا بالتطهير العرقي ضد الفلسطينيين وكل ما هو غير يهودي".

وأضاف "ليست المسألة عملية تملك فردي لبعض المنازل في حي الشيخ جراح بل هي حلقة ضمن مخطط تنفذه الجمعيات الاستيطانية الراديكالية في الأحياء العربية وتعتبره فريضة دينية ووطنية لاقتلاع العرب والحلول مكانهم، وذلك بدعم من الحكومة الإسرائيلية وحتى القانون الإسرائيلي".

ولفت إلى "قيام إسرائيل منذ قرارها ضم القدس بعمليات استيطان وتهويد واسعة، فلم يبقَ إلا الحرم القدسي الشريف الذي يريدوننا أن نعتاد على اقتحام المستوطنين له واعتدائهم على المصلين فيه تحت حماية السلاح".

وقال إن دولة قطر "تدعو الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي ككل بأن يواجه هذا النهج العنصري المقيت والمستمر منذ عقود ضد المقدسات والشعائر الدينية الإسلامية والمسيحية كذلك، وتبدأ هذه المواجهة بوقف كافة أشكال الدعم لقوات الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف أن قطر "تعوّل على هذا الاجتماع لإعلان موقف عربي موحد وفاعل من أجل وقف هذه الاعتداءات والانتهاكات".

من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن اجتماع الجامعة اليوم "ليس فقط لإدانة ما يجري في القدس المحتلة، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بوجه عام، ولكن لنبعث برسالة واضحة للعالم بأن الوضع في فلسطين غير قابل للاستمرار على هذا النحو".

وأضاف أن "الهدوء، الذي طالما ادعى الاحتلال وجوده ليس إلا هدوًء على السطح، يخفي تحته عناصر لانفجار وتصعيد لن تقف آثاره عند حدود المنطقة. وقد أرينا بالأمس فقط كيف يمكن أن يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى هجمات عشوائية منفلتة لا تعكس سوى الرغبة في استعراض القوة وتسجيل النقاط السياسية في الداخل على حساب دماء الأطفال في غزة".

وتابع أبو الغيط أن "ما شهدناه هو -بكل وضوح وصراحة- استفزاز مفتعلة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي طاول أقدس المقدسات الإسلامية، وفي أقدس الأشهر لدى المسلمين".

وأكد الأمين العام أنه "خلال الأسابيع الماضية، لم تكن هناك واقعٌة واحدة بدأ فيها العنف من الجانب الفلسطيني"، مضيفاً أنه "لم تكن هناك حادثة واحدة بادر فيها الفلسطينيون إلى الاستفزاز أو التصعيد".

ورأى أبو الغيط أن "الانتهاكات والاستفزازات الإسرائيلية كلها لا تجري في فراغ، فنحن أمام حكومة صارت خاضعة بالكامل لأجندة ُعتاة المستوطنين، وُغلاة المتطرفين من الأحزاب الدينية في إسرائيل".

بدوره، قال وزير الخارجية المصرية سامح شكري إن "مصر تعلن رفضها التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وتعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي، وتقويضاً لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديداً جسيماً لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة".

وأكد شكري أن "انتهاك حرمة المسجد الأقصى في هذه الأيام المباركة، وبهذه الطريقة، يُعد استفزازاً لمشاعر المؤمنين في كل العالم الإسلامي، فالشعوب لا تنسى".

وقال: "لعل في هذا الالتفاف وراء أهل القدس في هذه الأيام العصيبة ينفي تماماً أي مقولات تدعي أن الشعوب العربية لم تعد تهتم بالقضية الفلسطينية، كما أن في اجتماعنا اليوم في بيت العرب، ما يدحض هذا الادعاء".

وأشار شكري إلى أن بلاده "تحركت بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية، فقامت بنقل رسائل إلى إسرائيل وكافــة الدول الفاعلة والمعنية لحثها على بذل ما يمكن من جهود لمنع تدهور الأوضاع في القدس، غير أننا لم نجد الصدى اللازم". غير أنه لفت إلى أن "مصر لا تزال تجري اتصالاتها المكثفة مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة من أجل ضمان تهدئة الأوضاع في القدس".

وفي السياق، تسلّم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء، رسالة خطية من الرئيس الأميركي جو بايدن. وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، إن رسالة الرئيس الأميركي "تناولت آخر التطورات السياسية والأوضاع الراهنة والعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ودولة فلسطين".

من جهة ثانية، دعا المرشد الإيراني علي خامنئي الثلاثاء، الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وغزة وأراضي ال48 إلى التوحد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وقال في سلسلة تغريدات باللغة العربية: "الفلسطينيون، سواء في غزة أم في القدس أم في الضفة الغربية وسواء كانوا في أراضي 1948 أو في المخيمات، يشكلون بأجمعهم جسداً واحداً".

وأضاف "ينبغي أن يتجهوا إلى استراتيجية التلاحم، بحيث يدافع كلّ قطاع عن القطاعات الأخرى، وأن يستفيدوا حين الضغط على تلك القطاعات من كل ما لديهم من مُعدّات".


بدوره، هاجم وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف الثلاثاء، إسرائيل بسبب استخدامها العنف ضد الفلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس. وقال ظريف في تغريدة، إن "الهجوم على المسجد الأقصى وقتل المصلين أكبر دليل على الطبيعة العنصرية الإجرامية للكيان الغاصب الذي كان دائما السبب الرئيسي لانعدام الأمن والاستقرار في المنطقة".

وتابع أن "هناك حلاً وحيداً عادلاً للقضية الفلسطينية.. يتمثل في إحالتها إلى إرادة أبناء هذه الأرض والاحتكام إلى استفتاء شعبي يحدد مستقبلها ومصيرها". وأكد وقوف إيران "دائما وأبدا إلى جانب الفلسطينيين، داعمة لقضيتهم محتضنة لمطالبهم، مؤيدة لمقوماتهم الشرعية".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها