الأحد 2021/04/04

آخر تحديث: 15:27 (بيروت)

رسائل الجولاني للغرب..أدّيت دوري

الأحد 2021/04/04
رسائل الجولاني للغرب..أدّيت دوري
increase حجم الخط decrease
أثارت تصريحات زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في مقابلته مع الصحفي الأميركي مارتن سميث، جدلاً في أوساط المعارضة السورية وبين السلفيين المناهضين للجولاني الذين اتهموه بمواصلة الكذب والخداع على السوريين والعالم بهدف انتشال تنظيمه من قوائم الإرهاب، في حين اتهم أنصار الجولاني مهاجميه بأنهم يمثلون تيار "النكد" و"التسول" و"التسكع" السياسي.

ويرى الباحث في مركز "جسور" للدراسات عباس شريفة أن "رسائل زعيم تحرير الشام كانت واضحة جداً، وموجهة للغرب وللأميركيين وتتمحور حول قضية التصنيف التي اعتبرها تصنيفاً سياسياً يستهدف الثورة السورية وتخدم النظام الذي يستحق هو أن يكون مصنفاً".

وأضاف شريفة ل"المدن"، "كما حاول الجولاني أن يلتصق بالثورة حيث بدا حديثه هذه المرة حديثاً ثورياً بعيداً جداً عن الخطاب السلفي الذي بات يتحاشى تعابيره وخطابه في إطار تحسين صورة التنظيم".

وتابع: "التصريحات مليئة بالمغالطات والكذب، فإنكاره التعذيب في السجون وعدم ملاحقة تنظيمه إلا عملاء النظام والدواعش كلام غير دقيق بسبب مئات الحالات التي تم رصدها من اعتقال وتعذيب الناشطين وقادة الجيش الحر".

فيما ذهب عضو مجلس شورى تحرير الشام مظهر الويس إلى أبعد من الدفاع عن الجولاني واصفاً إياه بالزعيم الشعبي الذي يمثل الثورة السورية، ووصف منتقدي تصريحاته ب"المتنمرين وطواويس السياسة والمنهج".

وقال الويس: "بعد سنوات من ضياع التمثيل المتوازن للثورة بين إفراط وتفريط، وبين طواويس السياسة المتسولين وطواويس المنهج المتنمرين، تأتي تصريحات الشيخ الجولاني لتوضح صورة المشروع، وليجيب عن الأسئلة الملحة بشكل يكسر العزلة التي يريد فرضها المشوشون الحاقدون".

وأضاف الويس في تعليق على "تلغرام"، أن "الرسالة واضحة وهي أن بوصلتنا في المعركة هي النظام وقوى الاحتلال الروسي والإيراني فلا مشاريع هامشية ولا معارك جانبية بل وجهة واحدة تخدم هذا الشعب وتحقق آماله، فالثورة في أحد محاورها ثورة تغيير وبناء مؤسسات".

وقال نائب المسؤول السياسي في "لواء السلام"، التابع ل"الجيش الوطني"، هشام سكيف ل"المدن"، أن "الجولاني لن ينجح في مساعيه، وسيظلّ تنظيمه على لوائح الإرهاب مهما قدّم من خدمات وتنازلات لأن بنية وهيكليّة التنظيم غير قابلة قطعاً للتطور والانفتاح، وما هو ظاهر من انفتاح وتغيير مزعوم ما هو إلا سياسة تلون مصلحية تخفي خلفها حقيقة التنظيم ومنهجه".

من جهته، قال أبو يحيى الشامي المنشق عن "جبهة النصرة": "عشر سنوات من التقلبات تفرم عجلتها لحم الشعب السوري وتسفك دمه وتعطل مقدراته، ثم يتهم من أدخل الخروج على الأمة والتشدد إلى الشام، يتهم غيره بالتشدد، ويتهم من ملأها بالملثمين الذين يفسدون باسم الدين والجهاد يتهم غيره بالعبث بأمن الثورة".

ويرى رئيس المكتب السياسي في "فرقة المعتصم" في الجيش الوطني مصطفى سيجري أن "تصريحات الجولاني لم تكن مستغربة بالنسبة للفصائل أبداً، والحقيقة أن الرجل لم يخرج عن الخط الذي رسمته له الجهات المشغلة".

وأضاف سيجري ل"المدن"، "لم تكن من مهام الجولاني منذ انطلاق الثورة السورية إلى الآن تنفيذ أي هجمات أو عمليات إرهابية خارج الحدود السورية، وكانت مهمته تقتصر على ضرب القوى الثورية والسيطرة على منطقة إدلب، أما عن الأكاذيب ومحاولات التضليل فشأنه شأن بشار الأسد".

وأشار سيجري إلى أن "إدلب خاضعة لسيطرته ولقبضته الأمنية ولا يوجد مؤسسات رسمية حكومية مستقلة، كل شيء تحت سيطرة الجولاني، السجون والقضاء والدوائر الخدمية كل ذلك وغيره يديره الجولاني عبر جهازه الأمني، والهدف من تصريحاته إعادة انتاج نفسه وخداع المجتمع الدولي".

وتتهم "تحرير الشام" منتقدي تصريحات الجولاني في ظهوره الأخير مع الصحفي الأميركي بأنهم هم أنفسهم الذين انتقدوه منذ تأسيس "جبهة النصرة" واتهموه بالتشدد وطلبوا منه تغيير موقفه ومنهجه، والآن ينكرون عليه التحول والتبدل بشكل يخدم الثورة ويسمونه تمييعاً.

ويقول الباحث في مركز "جسور" للدراسات فراس فحام: "نستطيع قراءة تصريحات الجولاني على أنها استمرار للخطوة الأولى التي بدأها في العام 2016 عندما أعلن فكّ ارتباطه بتنظيم القاعدة وتحول الى اسم جبهة فتح الشام. الخطوة آنذاك أولى خطواته في مسار البحث عن دور في مستقبل سوريا".

وأضاف فحام ل"المدن"، أن "تصريحات الجولاني تشير بوضوح إلى أنه يرغب بأن يكون جزءاً من العملية السياسية في سوريا وهذا لن يكون مقبولاً الا إذا تم رفع اسمه من على قوائم الإرهاب، وسبق هذه الخطوة خطوات عديدة من أجل الوصول الى مبتغاه بما يخص فكّ الارتباط ورفع اسمه من قوائم الإرهاب، وضبط الوضع الأمني في إدلب، واعتقال المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات والاعلان المستمر عن ملاحقة خلايا تنظيم داعش".

وأشار فحام إلى أن "كل هذه الرسائل الموجهة للأطراف الدولية، يريد من خلالها القول بأن تنظيمه معتدل ويمكن أن يكون شريكاً في محاربة الإرهاب".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها