الثلاثاء 2021/04/27

آخر تحديث: 17:28 (بيروت)

تأجيل الانتخابات الفلسطينية مسألة وقت..فتح تهدىء حماس

الثلاثاء 2021/04/27
تأجيل الانتخابات الفلسطينية مسألة وقت..فتح تهدىء حماس
© Getty
increase حجم الخط decrease
غادر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ رام الله متجهاً الى الدوحة، كمبعوث لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لوضع دولة قطر وقيادة "حماس" المقيمة على أراضيها في صورة تطورات مشهد الانتخابات التشريعية.

ورفض مصدر من "فتح" أن يؤكد ل"المدن"، ما إذا كان الشيخ سيبلغ حماس خلال زيارته للدوحة بقرار إلغاء الانتخابات المرتقب، مشيراً إلى انه لا يمكن استباق الامور. لكن الشيخ يهدف من لقاءاته وضع الدوحة وقيادة حماس في صورة تطورات المواقف الدولية والإسرائيلية حيال الانتخابات على مدى الأسبوعين الماضيين، وما يتصل برفض الاحتلال إجراءها في القدس، وسيتشاور معهما حول الخطوة الفلسطينية المطلوبة.

ووفق المصدر الفتحاوي، فإن البند الثاني في اتفاق الفصائل بالقاهرة والذي ينص على ضرورة إجراء الانتخابات في جميع الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس دون استثناء، وحده كفيل بإلغاء الانتخابات؛ لأن اسرائيل لن تقبل بذلك، مشيراً إلى أن منسق الحكومة الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية غسان عليان أخبر السلطة الفلسطينية من خلال حسين الشيخ أنه لا يمكن توفير رد إسرائيلي على طلب السلطة بشأن إجراء الانتخابات في القدس قبل أن تتشكل الحكومة الإسرائيلية.

بينما أكد عضو عربي في الكنيست ل"المدن"، أنه علم من مستويات سياسية في أراضي "48"، بأن إسرائيل لديها قرار بعدم التطرق الرسمي لموضوع الانتخابات الفلسطينية على الإطلاق، بيد أنه كشف عن أن اسرائيل أوصلت للسلطة الفلسطينية عبر حسين الشيخ، توضيحاً "دقيقاً" عن استحالة قبول تل ابيب بإجراء الانتخابات في القدس خاصة بعد اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بالقدس كعاصمة موحدة للدولة العبرية.

مع العلم أن وسائل اعلام قد أفادت بأن السلطة الفلسطينية أخبرت الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن وروسيا بوجهتها بشأن الانتخابات، قبل ذهاب حسين الشيخ إلى الدوحة، باعتبارها جميعاً دولاً ضامنة للإنتخابات.

مصدر من حماس قال ل"المدن" إن الغريب أن حسين الشيخ هو الذي تم تكليفه بلقاء حماس في الدوحة، لأن المسؤول الفتحاوي عن ملف التواصل مع حماس هو جبريل الرجوب. لذلك، رجح المصدر أن الشيخ سيكون مقصده بالدرجة الأولى كمبعوث لرئيس السلطة، هو إحاطة المسؤولين القطريين بمستجدات الاتصالات الدولية والإسرائيلية حول الانتخابات، والطلب من الدوحة أن تمارس ضغطاً على حركة حماس باتجاه استيعاب قرار التأجيل المتوقع للانتخابات.

وبحسب المصدر، فإن لدى الشيخ عرضاً بشأن إشراك "حماس" وجميع الأطراف في حكومة وحدة حتى إجراء الانتخابات، مع إمكانية دعم قطر لهذه الحكومة الائتلافية مالياً.

وتأتي زيارة الشيخ إلى الدوحة قبل يومين من اجتماع القيادة الفلسطينية برئاسة رئيس السلطة محمود عباس، مساء الخميس، لبحث موضوع الانتخابات وسط ترجيح قيادات فصائلية ل"المدن"، بأن الوجهة على الأغلب نحو التأجيل.

وتقول مصادر سياسية ل"المدن"، إن الدول الضامنة للإنتخابات لم تبذل جهداً وفيراً لتفكيك عقدة القدس والانتخابات، موضحة أن لدى المخابرات المصرية علماً مسبقاً منذ اللحظة الأولى بتأجيل الانتخابات.

لكن، في حال تم تأجيل الانتخابات، كيف سيكون رد حماس؟

الواضح، أن حماس ستدين التأجيل لكنها لن تذهب إلى تكسير الأواني مع فتح.. بمعنى ستكتفي بشجب التأجيل وتحميل فتح المسؤولية، من دون أن تقوم بأي خطوات فعلية احتجاجية على قرار التأجيل وهو ما أكده القيادي في حركة حماس عاطف عدوان ل"المدن".

وقال عدوان إن قضية الانتخابات شغلت الرأي العام الفلسطيني منذ فترة زمنية ليست قليلة، مشدداً على أن ثمة شكوكاً بإجراء الانتخابات منذ الوهلة الاولى، وذلك بسبب اختلاف المصالح والبعد الشخصي في المسألة. واعتبر أن أطرافاً دولية وإسرائيلية تخشى من مفاجآت ستُحدثها الانتخابات الفلسطينية.

وأوضح عدوان أن رد حماس على التأجيل المحتمل لن يتعدّى الشجب والإدانة، واستبعد اي سيناريو للاقتتال الداخلي كنتيجة للتأجيل"، متسائلاً: "إذا تقاتلنا، من يقاتل من؟ وما السبب؟". وأضاف أن "الوعي الشعبي والفصائلي يدرك أن اسرائيل تمارس الاحتلال بكل انواعه وأن الانتخابات حتى لو حدثت، ليس مضموناً أن تقبل الولايات المتحدة وأوروبا بنتيجتها".

لكنّ عدوان أقرّ في الوقت ذاته أن التأجيل سيكون فرصة لممارسة حماس ضغطاً على قيادة السلطة الفلسطينية لتخفيف الإجراءات العقابية ضد غزة وتخفيف الحصار عليها، من قبيل حل مشكلة الموظفين، وغيرها من الأمور الحياتية.

وبشأن سيناريو حكومة الوحدة، بدا عاطف عدوان غير متفائل كثيراً؛ معللاً انطباعه بأن دخول "حماس" إلى حكومة كهذه لن يُكتب له النجاح في ظل رفض الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا قبول الحركة سياسياً. غير أنه شدد في حديثه ل"المدن"ـ على أنه لا يعرف موقف حركته الرسمي في حال توجهت فتح إليها بهذا المقترح.

في المقابل، عبرت نحو 15 قائمة مترشحة للانتخابات التشريعية خلال اجتماع عبر موقع "زوم" وشارك به ناصر القدوة عن رفضها لقرار تأجيل الانتخابات، و استعدادها للخروج الى الشارع غضباً من التأجيل.

ويشكك معارضون لقرار التأجيل بينهم قياديون سابقون في فتح بصدقية مبرر قيادة السلطة ومركزية فتح الذي يتخذ من القدس حجة لتأجيل الانتخابات. ويعتبرون أن مصالح شخصية ضيّقة والخوف على فقدان الامتيازات هي التي تحول دون إجراء الانتخابات وليس بسبب القدس.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها