الخميس 2021/04/01

آخر تحديث: 12:30 (بيروت)

روسيا تضرب موعداً للجنة الدستورية..غير قابل للتحقق

الخميس 2021/04/01
روسيا تضرب موعداً للجنة الدستورية..غير قابل للتحقق
© Getty
increase حجم الخط decrease
يتواصل الحراك الروسي الهادف إلى عقد الجولة السادسة من مفاوضات الدستور السورية، وسط تعويل موسكو على عمل اللجنة الدستورية لتجاوز تعثر مسار الحل السياسي، الذي أدى إلى زيادة المتاعب الاقتصادية على حليفها نظام الأسد.

وتأمل روسيا أن تكون الجولة السادسة من مفاوضات اللجنة الدستورية مفصلية، بعد الاتفاق كما يبدو على عقد لقاء مشترك بين رئيسي وفد المعارضة والنظام، وهو الأمر الذي لم تشهده الجولات الخمس السابقة.

وقال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة هادي البحرة إن هناك جهوداً يبذلها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن للوصول إلى تفاهم بخصوص منهجية عمل اللجنة الدستورية ونقاشاتها بشكل يؤدي الى نتائج تتوافق مع ولايتها المحددة بشكل واضح.

وأضاف في حديث ل"المدن"، أن وفد المعارضة تقدم باقتراحات لتلك المنهجية قبل الدورة الخامسة للاجتماعات وخلالها، كما تقدم بيدرسن باقتراح منه، وقبلناه كممثلين عن هيئة التفاوض السورية، لكن بكل أسف لم يتم التوافق عليها، وفور انتهاء الدورة الخامسة للاجتماعات تابع بيدرسن جهوده للاتفاق على المنهجية وما زالت جهوده مستمرة.

وقال: "أوضحنا أنه لا بد من التوافق عليها قبل تحديد موعد انعقاد الدورة السادسة لاجتماعات اللجنة الدستورية، كما طالبنا بضرورة تسريع وتيرة العمل وصولاً لجعله عملاً مستمراً لإنجاز مهمة اللجنة، وضرورة تنفيذ ما جاء بقرار مجلس الأمن رقم 2254 الذي نعمل بولايته وتنفيذاً لما جاء فيه بخصوص العملية الدستورية حيث نص بشكل واضح في المادة الرابعة منه على "تحديد جدول زمني وعملية لصياغة دستور جديد"، مضيفاً "من واجبنا كلجنة الاتفاق على جدول زمني لإنجاز مهامنا".

وحول احتمالية عقد لقاء مشترك بينه وبين الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن النظام أحمد الكزبري، قال البحرة إن الاجتماع منصوص عليه بشكل واضح ضمن "الاختصاصات والعناصر الأساسية للائحة الداخلية" لعمل اللجنة الدستورية المتفق عليها من الأطراف السورية كافة في اتفاق تشكيل اللجنة، بالتالي هو ليس بالجديد، إلا أن عدم تنفيذه سابقاً كان يعيق عمل اللجنة والطرف الذي يرفض تنفيذه يتحمل مسؤولية إعاقة العمل.

واعتبر أن "الأهم من الاجتماع المشترك هو وجود الإرادة لدى الجميع لتذليل العقبات وإنجاز المهام الموكلة للرئيسين المشتركين وأهمها ما تم النص عليه، وهو تسهيل واقتراح جدول أعمال وخطط عمل تمكن من تناول كل المسائل ولا تجعل تناول مسألة ما متوقفاً على الاتفاق حول مسائل أخرى، كما أشارت اللائحة الداخلية إلى الالتزام بعمل اللجنة بشكل سريع ومتواصل بما يؤدي لتحقيق نتائج".

وأضاف البحرة أن هذه المواضيع التي ينبغي وضع آليات واضحة لإنجازها، لضمان إنجاز ولاية اللجنة بأسرع وقت ممكن، "هذا واجب علينا ولا يمكن القبول بالمضي دون إنجازات تحقق في كل دورة من اجتماعات اللجنة الدستورية". وقال إن "الشعب السوري يعاني من مأساة خطيرة ومعاناة تتفاقم يومياً، وهذا يقتضي مضاعفة الجهود من قبل الاطراف كافة، لا القبول بالتعطيل فهو جريمة بحق كل السوريين".

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف قد جدد الأربعاء، الحديث عن احتمال عقد الجولة السادسة من مفاوضات الدستور قبل حلول شهر رمضان، متحدثاُ عن جولة نوعية، يميزها عنصر جديد عن كافة الجولات السابقة.

وقال لافروف أثناء مشاركته في أعمال منتدى "فالداي" الدولي للحوار في موسكو: "لا نزال نأمل في إمكانية عقد الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان، في موعده، ويتوقع أن يكون جديداً نوعياً"، كاشفاً عن الاتفاق على أن يعقد رئيسا وفدي المعارضة والنظام لقاء مباشراً، مضيفاً أن بيدرسن "عبّر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه".

لكن الناطق باسم هيئة التفاوض السورية وعضو اللجنة الدستورية يحيى العريضي استبعد عقد الجولة السادسة قبل حلول شهر رمضان، مؤكداً ل"المدن"، أنه لم يُسجل تطور يُذكر، يؤكد احتمال ذلك".

كذلك، قلّل عضو اللجنة الدستورية المصغرة عن المعارضة حسن حريري من احتمال عقد الجولة السادسة من مفاوضات الدستورية قبل رمضان، موضحاً ل"المدن"، أن الوقت لم يعد عاملاً مساعداً على ذلك، لأن رمضان بات على الأبواب ولم يبق على حلوله سوى 12 يوماً، في حين أن الدعوات للجولة السادسة لم تُرسل بعد، فضلاً عن عدم التوصل إلى منهجية ناظمة لعمل الجولة السادسة، بما يخدم مصلحة الشعب السوري.

وكانت الجولة الخامسة من مفاوضات الدستورية، قد اختتمت أعمالها في أواخر كانون الثاني/يناير بالفشل، بسبب رفض وفد النظام الخوض في صياغة المضامين الدستورية، والاكتفاء بمناقشتها فقط. ولم يتم تحديد موعد الجولة السادسة، وقال بيدرسن في ختامها إنه " لا يمكن أن تستمر المباحثات بهذا الشكل".

من جهة ثانية، بدا أن تحذير لافروف من انهيار الدولة السورية، بالتزامن مع حديثه عن الجولة المقبلة من مفاوضات الدستور، مصمم لتوجيه رسائل تحذيرية للمعارضة والنظام، لكن يحيى العريضي، اعتبر أن تصريح لافروف "يعدّ استمراراً للدبلوماسية الروسية غير الجادة والبهلوانية في الملف السوري".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها